دوريات مشتركة من ثلاث دول.. تفاصيل فتح طريقين حيويين في الشمال

تمركز القوات التركية في قرية شير المغار بجبل شحشبو بريف حماه الغربي – 14 أيار 2018 (عنب بلدي)

camera iconتمركز القوات التركية في قرية شير المغار بجبل شحشبو بريف حماه الغربي – 14 أيار 2018 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

يقبل الشمال السوري الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة السورية على سلسلة تطورات، ترتبط بالنقاط التي سيتم الخروج منها في محادثات “أستانة9″، التي بدأت أمس الاثنين.

من بين التطورات التجهيز لفتح طريقين استراتيجيين في الشمال السوري، الأول هو الأوتوستراد الدولي دمشق- حلب، والثاني طريق حلب- غازي عنتاب والمار من سيطرة فصائل المعارضة المتركزة في الريف الشمالي، وصولًا إلى الأراضي التركية.

وأكد مصدران من “الجيش الحر” لعنب بلدي اليوم، الثلاثاء 15 من أيار، الحديث الذي يدور عن فتح الطريقين، لكنهم أشاروا إلى أن الأمر لم يطبق على الأرض حتى اليوم، بانتظار مخرجات الجولة التاسعة من “أستانة”.

دوريات مشتركة

وقال المستشار العسكري في “الجيش الحر” إبراهيم الإدلبي، لعنب بلدي، إن الأوتوستراد الدولي دمشق- حلب المار من سيطرة المعارضة في إدلب ستتولى دوريات مشتركة (روسية، تركية، إيرانية) عملية تأمينه، على أن تكون مسافة عشرة كيلومترات على جانبيه مؤمنة بشكل كامل.

ووفقًا لخريطة “أستانة” الأخيرة، التي نشرها مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية”، قسمت إدلب إلى ثلاث مناطق، الأولى تحت النفوذ الروسي والثانية تحت الإدارة التركية، بالإضافة إلى منطقة في الوسط تعتبر منزوعة السلاح.

وبحسب الإدلبي، ستنتشر الدوريات المشتركة في المنطقة العازلة، والتي ستتولى موضوع فتح الطريق الدولي، بعيدًا عن الفصائل العسكرية التي لن يكون لها أي دور فيها.

وتمتد المنطقة منزوعة السلاح بين سكة القطار والأوتوستراد الدولي.

ومنذ مطلع 2018، ثبت الجيش التركي خمس نقاط مراقبة على الخاصرة الشرقية لإدلب، بدءًا من مدينة مورك في الريف الشمالي لحماة، وحتى منطقة الراشدين في ريف حلب الغربي.

ولا توجد مدة زمنية محددة لفتح الطريقين، وسيكونان مفتوحين أمام المدنيين والعمليات التجارية.

وكان وفد روسي استطلع في الأيام الماضية قرى جنوب إدلب ومنطقة شرق سكة الحديد بالريف الشرقي بهدف تثبيت نقاط مراقبة عسكرية.

وزار الوفد قرى أم صهريج وتل مرق، ولم تعلن روسيا بشكل رسمي دخول الشرطة التابعة لها إلى المنطقة، لكن وسائل إعلام النظام أكد عمليات الاستطلاع.

ويمتد طريق حلب- غازي عنتاب من حلب المدينة مرورًا بالريف الشمالي، ليدخل منطقة عفرين ويمر من اعزاز إلى أن يدخل إلى تركيا.

خريطة توضح الطريق الحيوية في الشمال التي من المفترض فتحا بتوافق دولي - 15 من أيار 2018 (عنب بلدي)

خريطة توضح الطريق الحيوية في الشمال التي من المفترض فتحا بتوافق دولي – 15 من أيار 2018 (عنب بلدي)

استطلاع سابق

وترتبط التطورات الحالية بفتح الطرقات بتحركات سابقة في كانون الأول العام الماضي، وأفادت مصادر إعلامية لعنب بلدي حينها أن ثلاث مروحيات روسية وتركية أجرت استكشافًا ورصدًا على طول طريق حلب- غازي عنتاب.

وقال مصدر عسكري من “الجيش الحر” (طلب عدم ذكر اسمه) إن الطريق الواصل بين حلب وغازي عنتاب دار الحديث حوله في الجولة السادسة من “أستانة”.

وأكد وجود اتفاق روسي- تركي لفتحه في الشمال، على أن تتولى روسيا تأمينه من جانب النظام السوري وتركيا من جانب الفصائل المعارضة.

لكن الموضوع حتى اليوم لم يتخذ فيه أي قرار، بانتظار الانتهار من “أستانة9” ورجوع وفد المعارضة إلى تركيا.

تنظيم فصائلي

تتزامن التطورات المطروحة حاليًا مع ترقب ولادة تشكيل عسكري جديد من فصائل “الجيش الحر”، بدعم رئيسي من تركيا.

وقالت مصادر عسكرية لعنب بلدي، السبت الماضي، إن التشكيل المدعوم تركيًا يضم فصائل “الحر” في الشمال أبرزها “جيش إدلب الحر”، “جيش العزة”، “جيش النصر”، و”الفرقة الساحلية الأولى”.

بالإضافة إلى “فيلق الشام” الذي يرأس التشكيل، والذي دخل إلى التحالف العسكري الجديد بعد ضغوط كبيرة.

وبحسب المصادر، لم تتلق الفصائل الدعم التركي إلا مرة واحدة، مشيرةً إلى أن التشكيل يستثني “جبهة تحرير سوريا” و”هيئة تحرير الشام”.

واتبعت “هيئة تحرير الشام” في الأيام الماضية خطوات لتحييد التيار القاعدي “المتشدد” منها، والذي انفصل وأعلن عن “حلف نصرة الإسلام” باندماج كل من “تنظيم حراس الدين” و”جند الأقصى”.

ودار حديث منذ مطلع الأسبوع الحالي عن نية “تحرير الشام” حل نفسها، والتي نفت لعنب بلدي صحة أي معلومات عن ذلك.

وفيما يخص “جبهة تحرير سوريا”، أشارت المصادر إلى أن “حركة أحرار الشام” من المفترض أن تنضوي ضمن “الجيش الوطني”، والذي شاركت معه مؤخرًا في عملية “غصن الزيتون” في عفرين.

بينما يبقى ملف “حركة نور الدين الزنكي” حتى اليوم غامضًا، سواء بالاندماج مع “الجيش الوطني” أو الدخول في تحالفات أخرى.

المنطق الزرقاء في الخريطة تديرها روسيا وتنتشر “تحرير الشام” في الزرقاء، بينما تخضع الخضراء لنفوذ تركيا (مركز عمران للدراسات)

المنطق الزرقاء في الخريطة تديرها روسيا وتنتشر “تحرير الشام” في الزرقاء، بينما تخضع الخضراء لنفوذ تركيا (مركز عمران للدراسات)




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة