منع إذن السفر يشجع شبكات تهريب السوريين في تركيا

camera iconمحطة حافلات في غازب عنتاب التركية (objektifgaziantep.)

tag icon ع ع ع

أورفة –  برهان عثمان

يقر الشاب “آبو”، وهو اختصار محلي لاسم إبراهيم، بخطورة عمله القائم على نقل مسافرين سوريين، لا يملكون إذن سفر نظاميًا، عبر الولايات التركية، لكن في الوقت نفسه يرى أن عمله محاولة لمساعدتهم.

ويقول “آبو” لعنب بلدي، “عملنا سري وفيه الكثير من الخطر والغرامات المالية، لكننا نحاول أن نساعد الناس”.

العمل الذي يمكن إطلاق عليه توصيف “تهريب السوريين” عبر الولايات التركية، نشط خلال الأشهر الأخيرة، بسبب منع السطات التركية السوريين المقيمين على أراضيها من التنقل دون إذن سفر رسمي، في حين أوقفت إصدار الإذن في كثير من الولايات بحجة ضرورات أمنية، وفي حال فتحت باب طلب الإذن يجب على اللاجئ إبراز سبب للموظف من أجل إقناعه للحصول على التصريح.

عملية تهريب محفوفة بالمخاطر

عملية التهريب تتم عبر اتصال هاتفي مع مواطنين أتراك، غالبًا يتحدثون العربية بلهجة محلية (كردية أو عربية)، هم سماسرة لمركبات صغيرة أو متوسطة الحجم تنقل الركاب بطريقة غير شرعية، إذ يتم الاتفاق على عدد المقاعد التي يرغب المسافر بحجزها، ومكان تجمع المسافرين والجهة المقصودة والسعر المطلوب بحسب وجهة كل مسافر، وغالبًا يكون السعر ضعفي الأجرة الفعلية لتلك المناطق.

الشاب “آبو”، الذي عرف نفسه على أنه كردي من أصول سورية رافضًا ذكر اسمه الحقيقي أو أي تفاصيل عن حياته، قال لعنب بلدي، “أقوم برحلة كل ثلاثة أيام من مدينة أورفة إلى اسطنبول مرورًا بعدة ولايات منها غازي عنتاب والعثمانية وأضنة وقونيا وأنقرة”، مشيرًا إلى أن الرحلة تستغرق من 21 إلى 24 ساعة بسبب تجنبه الطرق الرئيسية والتفافه حول الحواجز في الطرق ومداخل الولايات.

وينقل الشاب في حافلته الصغيرة في كل رحلة من 18 إلى 20 راكبًا، بالرغم من وجود 15 مقعدًا فقط، ما يدفع بقية الركاب إلى افتراش أرضية الحافلة.

وتختلف أجرة المقعد الواحد بحسب الجهة المقصودة، إذ تبلغ التكلفة من أورفة إلى اسطنبول 250 ليرة تركية، في حين تقل التكلفة كلما قصرت المسافة، إذ تبلغ من أورفة إلى غازي عنتاب 60 ليرة تركية، وأضنة 75 وأنقرة 200 ليرة، وهذه الأسعار ليس لها معيار ثابت فهي تزيد أو تنقص بحسب عدد المسافرين، إذ يرتفع السعر حين يكون هناك إقبال على السفر.

ويعتبر الشاب أن ما يأخذه من الراغبين بالسفر، وأغلبهم من الشباب الباحثين عن عمل في ولايات أخرى، ثمن قليل على الوصول بأمان إلى الجهة المقصودة والابتعاد عن الحواجز، معتبرًا أن عمله يسهل أمور الكثير من السوريين ولا يرى في ذلك استغلالًا لظروفهم، خاصة في ظل وجود مخاطر لهذه المغامرة من قبله ووجود الجندرمة التركية التي تحاول منع هذه العمليات وتلاحق الحافلات التي لا تمتلك إذن سفر رسميًا لركابها.

البحث عن عمل وراء طريق التهريب

أسباب كثيرة تدفع السوريين للتنقل بين الولايات، منها البحث عن عمل في ولاية أخرى أو الزيارات العائلية، بالرغم من خطورة السفر بهذه الطريقة غير الشرعية، فقد ينتج عنها ترحيل إلى خارج تركيا بشكل نهائي.

ويقول الشاب محمد (19 عامًا)، من مخيم تل أبيض وأحد المسافرين على مثل هذه الحافلات، لعنب بلدي إن “مثل هذه الرحلات محفوفة بالمخاطر، لكني مجبر أن أستقلها بعد عدة محاولات لاستخراج إذن سفر لم أحصل عليه”.

وتحدث محمد عن المشاكل التي يمكن أن تحدث بمثل هذه الحافلات والرحلات، إذ يوجد بعض الأشخاص لا يحملون أي وثيقة أو هوية شخصية سورية أو تركية، وهؤلاء قد يواجهون مشاكل مع الجندرمة قد تصل إلى الترحيل، إضافة إلى التخوف من تهريب الدخان والمواد المخدرة ما قد يؤثر على الركاب العاديين الذين سيكونون أكثر أمانًا في حال سافروا بشكل نظامي.

من جهتها، تسافر ريم، وهي سيدة سورية في عقدها الثاني من العمر، بشكل شهري مع زوجها وأطفالها من ولاية أورفة إلى أهلها في ولاية أضنة، وتقول لعنب بلدي، “أقضي وقتي خلال هذه الرحلة بالدعاء للوصول بأمان إلى وجهتنا “، مناشدة السلطات التركية لتسهيل منح إذن السفر لأن “حصولنا على مثل هذه الأورق سيسهل حياتنا وعملنا ويخفض عنا الكثير من المبالغ النقدية التي تذهب إلى جيوب المهربين”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة