“قيامة أرطغرل” تشعل جدلًا سلفيًا- صوفيًا

الشيخ المصري ياسر برهامي (يمين) وشخصية ابن العربي في مسلسل أرطغرل (تعديل عنب بلدي)

camera iconالشيخ المصري ياسر برهامي (يمين) وشخصية ابن العربي في مسلسل أرطغرل (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

أثارت فتوى جديدة تحرم مشاهدة المسلسل التركي “قيامة أرطغرل” بسبب مشاهد عن الشيخ محي الدين بن عربي جدلًا دينيًا- سياسيًا في العالم العربي.

وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي أمس، السبت 21 من نيسان، ردود أفعال مناهضة للفتوى السلفية التي حرمت مشاهدة المسلسلات التاريخية التركية وخاصة “قيامة أرطغرل” و”السلطان عبد الحميد”.

خلفيات دينية أم سياسية

وبحسب وسائل إعلام مصرية، فإن نائب رئيس الدعوة السلفية في مصر، ياسر برهامي، أصدر الخميس، 19 من نيسان، في معرض رده على سؤال طرح عليه عبر موقع “الدعوة السلفية” فتوى، اعتبر أن المسلسلات تروج لفكر الشيخ محي الدين بن عربي، وتنشر القومية التركية.

وتوجد مدرستان متضادتان في العالم الإسلامي، هما السلفية التي تتسم بالتشدد والمحافظة على الموروث، والصوفية التي تفتح مجالًا للروحانيات وما يوصف بـ “الكرامات”.

إلا أن المتنورين ودعاة الاعتدال والوسطية يعيبون على المدرستين “شطحاتهما” إن كان بالتشدد أو التفلت.

واعتبر الداعية الإسلامي المصري محمد الصغير أن فتوى برهامي جاءت بدوافع سياسية وليست دينية، وذلك في لقاء أجرته معه قناة “الجزيرة”.

وأضاف أن لأجهزة الاستخبارات المصرية أذرعًا إعلامية وأخرى دينية، ومنها برهامي.

وأكد الداعية أن فتوى برهامي بنيت على مغالطات كثيرة دينية وتاريخية، وأنها تأتي في سياق الحرب التي تشنها الحكومة المصرية على كل ما هو تركي بدءًا من تغيير اسم شارع “السلطان سليم الأول” باعتباره يمثل الاستعمار، على حد وصف الحكومة المصرية.

وتنقطع العلاقات بين تركيا ومصر منذ خلع الرئيس السابق، محمد مرسي، المحسوب على جماعة “الأخوان المسلمين”، وتسلم عبد الفتاح السيسي زمام الحكم.

من هما ابن عربي وبرهامي؟

وظهر الشيخ “محي الدين بن عربي” في أحداث مسلسل “قيامة أرطغرل” في مشاهد حملت طابعًا روحانيًا، إذ يلتقيه “أرطغرل” في طريقه أكثر من مرة ويتلو عليه بعض الآيات القرآنية ويقدم له النصح.

كما يبرز المسلسل بعض “كرامات” الشيخ محي الدين على “أرطغرل” وأتباعه.

وتشير كتب التاريخ إلى أن الشيخ محي الدين بن عربي، الذي يعتبر عند عدد من سكان دمشق من “الأولياء الصالحين”، أقام في حلب لفترة بعد أن جاء من مسقط رأسه في الأندلس، وزار قونية عاصمة الدولة السلجوقية آنذاك.

ولكن لا يوجد أي دليل تاريخي عن الأحداث التي عرضها المسلسل، أو عن لقائه بأرطغرل، إذ سافر بعدها إلى دمشق حيث توفي هناك ودفن في سفح جبل قاسيون.

وكان مؤلف المسلسل أشار سابقًا إلى أن مسلسل “أرطغرل” هو مسلسل تاريخي، ولكن تم توظيف الأحداث التاريخية في سياقات درامية لتخدم فكرة المسلسل.

ويعتبر الشيخ ياسر برهامي داعية سلفيًا، ويشغل منصب نائب رئيس الدعوة السلفية.

وهو من أشد المؤيدين للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وكان من المشجعين على المشاركة بانتخابه.

وقال “ستأتي أيام يترحم فيها الشعب على فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما حدث بعد حكم مبارك”.

ويحظى مسلسل “قيامة أرطغرل” بشعبية كبيرة في الدول العربية وخاصة في مصر، مترجمًا إلى العربية في موقع “النور”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة