الإعلام السوري يستدعي مصطلحات “العدوان الثلاثي”
ركز الإعلام الرسمي السوري على استخدام مصطلح “العدوان الثلاثي” بعد ضربة عسكرية استهدفت مواقع لقوات الأسد، مستدعيًا بذلك مظلومية تحاكي الهجوم على مصر عام 1956.
وأطّر التلفزيون والصحف الرسمية السورية ووسائل الإعلام الإيرانية والروسية، الهجوم الأمريكي- البريطاني- الفرنسي، الذي طال تسعة مواقع حيوية لقوات الأسد، بأنه “عدوان ثلاثي” هدفه كبح التقدم على ما تصفه الرواية الرسمية بـ “الإرهاب” الأرض، خاصة بعد السيطرة على الغوطة الشرقية لدمشق.
وجاءت الضربة العسكرية، بـ 110 صواريخ كروز، ردًا على هجوم كيماوي في دوما، آخر معاقل المعارضة في الغوطة، السبت 7 من نيسان، قبيل الوصول إلى تسوية لإخلائها من مقاتلي المعارضة والمدنيين، وأسفر الهجوم عن مقتل 60 مدنيًا على الأقل.
أما الهجوم الثلاثي على مصر، فشنته إسرائيل وبريطانيا وفرنسا، بعد تأميم الرئيس المصري آنذاك، جمال عبد الناصر، لقناة السويس، وتضييقه على السفن الإسرائيلية، ثم مواجهته لاتفاقية “سيفر” بين الدول الثلاث.
وحظي عبد الناصر بدعم عربي واسع، ونسفت الأردن وقطر أنابيب البترول، ووضعت سوريا مواردها تحت تصرف مصر، وأعلنت السعودية التعبئة، وشهدت عدد من الدول العربية مظاهرات ضد الإنكليز.
وظهر عبد الناصر في أول خطاب له بعد العدوان من مدينة بورسعيد التي تعرضت لقصف مكثف وسط مقاومة الفصائل الشعبية والجيش المصري، وأصبحت نموذجًا لـ “مقاومة العدوان” بعد الخطاب الحماسي الذي قال فيه عبد الناصر إن بورسعيد “فدت العرب وكانت الطليعة”.
بينما ظهر الأسد عقب الهجوم الذي استمر أقل من ساعة، بتسجيل “هزيل”ومشكوك بتوقيته، لا يتجاوز ثواني في القصر الجمهوري.
واستهدفت الضربة العسكرية مواقع للأسد أُفرغت في وقت سابق بتنسيق مع حليفة الأسد روسيا، حسبما ذكرته مصادر رسمية لوكالة “رويترز”.
تأطير الإعلام السوري الرسمي لم يلق صدى في الأوساط العربية، سوى عند الدول التي تساند النظام السوري قبل الضربة الغربية.
الكاتب السعودي خالد الدخيل كتب في صحيفة “الحياة اللندنية”، اليوم، أن “النظام السوري رفع عقيرته بأسلوب بليد في وصفه الضربة بـ (العدوان الثلاثي)، وذلك في محاولة بائسة لاستدعاء ما حصل لمصر عام 1956”.
وأضاف “مأساة هذا النظام ورئيسه ليست مع التاريخ وحسب، بل مع سوريا، ومع نفسه قبل أي شيء آخر. قبل الضربة الأخيرة، هناك الضربات الإسرائيلية لمواقع سورية وإيرانية بين الحين والآخر. الأجواء السورية باتت مستباحة وفق ضوابط تضعها روسيا وليس النظام. وهذا النظام هو المسؤول الأول عما آلت إليه حال سوريا”.
وتباينت مواقف الدول العربية، فسارعت قطر والسعودية والبحرين إلى تأييد الضربة العسكرية، محملة النظام السوري مسؤولية التصعيد بسبب استخدام الكيماوي.
بينما اتخذت مصر والأردن موقفًا مترددًا، وركزتا على ضرورة خفض التصعيد والتوصل إلى حلول سياسية لإنهاء الأزمة.
أما العراق ولبنان، فانضمتا إلى طهران (التي تتحكم بمفاصل القرار بالدولتين)، ونددتا بالضربة العسكرية واعتبرتاها “تورطًا بشكل متزايد للدول الكبرى في الأزمة السورية”.
وانتقل استدعاء “العدوان الثلاثي” إلى مواقع التواصل، وتضامن مواطنون وإعلاميون مصريون مع سوريا، برد ما قام به الإعلامي السوري عبد الهادي بكار عام 1956 بقطع بث الإذاعة والقول “من دمشق.. هنا القاهرة”.
قالها الاذاعي #السوري الكبير الاستاذ #عبدالهادي_البكار عام ١٩٥٦ عندما قامت قوات #العدوان_الثلاثي على #مصر بتوجيه ضربات وقطع #البث عن #الاذاعة_المصرية
" #من_دمشق_هنا_القاهرة "
واليوم من قلب كل مصري #من_القاهرة_هنا_دمشق— maha serag مهاسراج (@mahaserag) April 14, 2018
إلا أن آخرين استهجنوا هذه المحاكاة، مطالبين بوقف استدعاء التاريخ المصري إلى حروب اليوم التي تتورط فيها كل الأطراف.
من الخطأ ان نقول على هذه التمثيلية (العدوان الثلاثي على سوريا )
العدوان الثلاثي الحقيقي كان على مصر
و كفى استخدام مصطلحات من التاريخ المصري ارجوكم— El mosheer (@ElM0sheer) April 15, 2018
في حين أكد آخرون على أن النظام السوري هو الذي استدعى هذا التدخل، بقصفه المناطق الخارجة عن سيطرته وتدميرها، وتهجير أكثر من نصف سكان سوريا إلى مصر وأوروبا ودول الجوار.
–
بلا حكي عاطل وعدوان ثلاثي وما عدوان ثلاثي ها العدوان الثلاثي كان ع مصر سنة ١٩٥٦ انجلترا فرنسا إسرائيل بعد تأميم جمال عبد الناصر قناة السويس وكانت حرب لتدمير عبد الناصر شو جاب بشار الأسد ياللي دمر سورية وهجر أهلها لعبد الناصر ياللي بني مصر وكان زعيم لكل العرب !
— nasser shehab (@nassershehab4) April 15, 2018
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :