روسيا تغلق ملف الغوطة الشرقية.. باستثناء دوما

camera iconمهجرو حرستا في قلعة المضيق بريف حماة الغربي - 23 آذار 2018 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

تعيش مدن وبلدات الغوطة الشرقية ساعاتها الأخيرة قبل الانتقال إلى سيطرة النظام السوري، بعد مفاوضات توصلت خلالها روسيا إلى اتفاق يقضي بخروج الفصائل بشكل كامل من القطاع الأوسط، والذي يعتبر الجزء الأبرز الخارج عن سيطرة قوات الأسد شرق دمشق.

بينما لم يحدد مصير مدينة دوما، الخاضعة لسيطرة “جيش الإسلام”، الذي توعد باستمرار القتال ورفض الخروج من المنطقة، وسط الحديث عن مفاوضات بينه وبين الروس.

وانقسمت الخريطة العسكرية للغوطة خلال الحملة العسكرية لروسيا والنظام السوري إلى ثلاثة أقسام هي: دوما، حرستا، القطاع الأوسط الذي يضم جوبر وزملكا وعين ترما وحزة، وسيطرت قوات الأسد على كامل مدينة حرستا التي كانت في صدارة مفاوضات الخروج، وبلغ عدد المقاتلين والمدنيين الذين غادروها قرابة أربعة آلاف توزعوا على 85 حافلة، بحسب إحصائية حصلت عليها عنب بلدي من “المجلس المحلي” للمدينة.

المصير الذي رست عليه مدن شرق دمشق جاء ضمن خطة اتبعها النظام السوري، واستخدم فيها المدنيين كذريعة للتوغل في عمق مناطق المعارضة، وخاصة في بلدات حمورية والأشعري وكفربطنا، والتي سيطرت عليها قوات الأسد بالتزامن مع خروج المدنيين.

مفاوضات غير معلنة تنتهي بالخروج

منذ بدء العملية العسكرية لقوات الأسد، في 19 من شباط الماضي، دار الحديث عن مفاوضات بين الجانب الروسي وفصائل المعارضة لتحديد مصيرها في المنطقة، وهو ما أعلن عنه “مركز المصالحة الروسي” بشكل متكرر ونفته الفصائل.

وبحسب ما قالت مصادر إعلامية لعنب بلدي فإن نفي المفاوضات من قبل الفصائل وتغييب الواقع العسكري عن الأهالي، كان له دور بالتأثير على العامل النفسي في بلدات القطاع الأوسط، والذي دفع بعض الأهالي للخروج لمناطق سيطرة قوات الأسد، وخاصة في بلدة حمورية.

تراجع كبير شهدته الجبهات، وخسرت الفصائل في أقل من شهر 70% من المساحة الجغرافية التي كانت تسيطر عليها سابقًا، وبالتزامن مع ذلك لم يفلح المجتمع الدولي في الوصول إلى حل يوقف إطلاق النار وتقدم قوات الأسد.

وبالتزامن مع دخول قوات الأسد إلى وادي عين ترما “الاستراتيجي”، أعلن فصيل “فيلق الرحمن”، في 23 من آذار الحالي، عن اتفاق ينص على التزام جميع أطراف النزاع المسلح في الغوطة بوقف جميع الأعمال العدائية، بضمانة روسيا.

ويضمن الجانب الروسي البدء بإخراج الجرحى والمرضى بشكل فوري إلى مشافي دمشق، بدءًا من صباح الأحد 25 من آذار، عن طريق منظمة “الهلال الأحمر”، حسب رغبتهم، وضمان سلامتهم وعدم ملاحقتهم من قبل حكومة النظام السوري، وبعد تماثلهم للشفاء يتم تخييرهم بين العودة إلى الغوطة أو الخروج إلى الشمال السوري.

كما تضمن روسيا اتخاذ كل التدابير اللازمة لتحسين الحالة الإنسانية فورًا، وتسهيل دخول القوافل الإنسانية إلى المنطقة، وخروج من يرغب من العسكريين وعوائلهم بأسلحتهم الخفيفة بشكل آمن، ومرافقتهم من قبل الشرطة العسكرية الروسية حصرًا، على أن تكون نقطة الانطلاق من مدينة عربين، ونقطة الوصول قلعة المضيق في الشمال السوري.

ويحق للخارجين أن يصطحبوا معهم أمتعتهم الخفيفة ووثائقهم الشخصية وأجهزتهم الشخصية (لابتوب، موبايل، كاميرا)، إضافة إلى مدخراتهم المالية دون تعرضهم للتفتيش الشخصي.

وتضمن روسيا عدم ملاحقة أي من المواطنين المدنيين الراغبين بالبقاء في الغوطة من قبل أجهزة حكومة النظام السوري، بالإضافة إلى نشر نقاط شرطة عسكرية روسية في البلدات التي تقع تحت سيطرة “فيلق الرحمن” حاليًا، والتي يشملها الاتفاق، وهي عربين، زملكا، عين ترما، جوبر.

دوما بمفاوضات خاصة

وعقب ساعات من اتفاق القطاع الأوسط أعلن قائد فصيل “جيش الإسلام”، عصام بويضاني (أبو همام)، بقاء فصيله في الغوطة الشرقية ورفضه الخروج منه، وقال في تسجيل صوتي له “في الغوطة ثابتون لآخر قطرة، وحزمنا أمرنا على ألا نخرج منها”.

وأضاف أن وجود من وصفهم بـ “المجاهدين” بالقرب من العاصمة دمشق هو نصر للثورة السورية، ويجب الحفاظ على هذه القوة المتمثلة بـ “جيش الإسلام”.

وبحسب بويضاني، فإن “الحملة العسكرية على الغوطة الشرقية مؤقتة، سيكون بعدها نصر عظيم للأمة”، ودعا فصائل الجنوب السوري إلى التحرك لنصرة الغوطة الشرقية، لافتًا إلى أن القوة العسكرية لقوات الأسد ستتجه إلى درعا وإدلب بعد الانتهاء من ملف الغوطة.

وتجري مفاوضات بين فصيل “جيش الإسلام” العامل في دوما مع قوات الأسد وروسيا.

وقال مصدر مقرب من “القيادة الموحدة” (مظلة يتبع لها الفصيل) لعنب بلدي، طلب عدم الكشف عن اسمه إن “القيادة” في دوما بدأت مفاوضات مع جهة غير معلومة إن كانت روسيا أو قوات الأسد.

وبحسب المصدر فالمفاوضات تنص على وقف إطلاق النار في دوما، وعدم تهجير أهالي المدينة، إضافة لمحاولة إيجاد حل سياسي في المنطقة يضمن عدم التهجير.

لكن “الجيش” نفى الدخول في مفاوضات، والتنسيق مع النظام السوري، معتبرًا أن المعلومات عبارة عن “إشاعات”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة