مرضى السرطان في حماة لا يموتون بسببه

camera iconمشفى البيروني قسم المزة - (سانا)

tag icon ع ع ع

ريف حماة – إياد عبد الجواد

تقييد حركتهم أدى لتفاقم معاناتهم، مرضى السرطان كانوا ضحايا لمآلات الحرب السورية، وخاصة أبناء المدن والقرى الخارجة عن سيطرة النظام، الذين منعوا من التحرك أو السفر إلى المناطق التي تقع تحت سيطرته.

كثيرون من مرضى السرطان كانوا يعالجون في مشافي دمشق، فتسبب تقييد حركتهم بتدهور حالتهم الصحية، فضلًا عما تعرض له بعضهم من حالات اعتقال وتعذيب أدت إلى انتكاسة حالتهم الصحية.

سامر الغابي تحدث لعنب بلدي عن معاناة والده مع سرطان البروستات، خاصة بعد عام 2011، إذ كان يتنقل من ريف حماة إلى العلاج في مشفى بدمشق، ونظرًا لعدم توافر الجرعات في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، اضطر للذهاب إلى دمشق رغم الخطورة الأمنية بعد الثورة، فتعرض للاعتقال والتعذيب وتأخر عن أخذ الجرعات التي يحتاجها كل ثلاثة أشهر، وتراجعت حالته الصحية الأمر الذي انتهى بوفاته.

وأكد الغابي أن كثيرين من مصابي السرطان تعرضوا للاعتقال من قبل أجهزة النظام الأمنية دون مراعاة وضعهم الصحي.

سليمان مريض بسرطان الدم، تحدث لعنب بلدي عن مسيرة علاجه مع المرض الذي أصابه منذ أن كان عمره 11 عامًا، إذ بدأ بتلقي العلاج في مشفى الأطفال بالمزة، بمعدل جلسة كل أسبوع، وبعدها أخذت حالته تستقر، والآن يذهب إلى دمشق كل ثلاثة أشهر لتلقي الجرعات.

تكلفة السفر من ريف حماه إلى دمشق شكلت عبئًا ماليًا باهظًا على سليمان، إذ يحتاج لأكثر من 50 ألف ليرة سورية في كل سفرة، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن تكلفة السفر إلى تركيا مرتفعة جدًا.

وناشد المريض المنظمات الطبية للنظر بحالات مرضى السرطان، وإنشاء مشاف تخصصية، أو تقديم مساعدات لسفرهم.

ولا يوجد قسم مختص بمرض السرطان في حماة، كما لا توجد مراكز لإجراء التحاليل التي تكشف هذا المرض، وفقًا لصهيب أبو محمد، الإداري بـ “مديرية صحة حماة الحرة” الذي أفاد عنب بلدي أنه يتم تحويل الحالات المرضية إلى المشافي التركية، وهو ما يتم حصرًا عن طريق “مديرية صحة إدلب”، إلى مكتب التنسيق في معبر “باب الهوى”، لافتًا إلى أن ذلك يتم بعد معاينة الحالة، ومن ثم يتم تحويلها ضمن موعد محدد.

مدير مكتب العلاقات العامة والإعلام في معبر باب الهوى والناطق باسم الإدارة، مازن علوش، أشار من جانبه إلى أنه يتم دخول مرضى السرطان من المعبر.

أما عن إجراءات الدخول فأوضح أنها تتم عن طريق “إحالة” من “مديرية صحة إدلب”، ثم يمنح المريض موعدًا للدخول إلى تركيا بشكل دوري، عن طريق نشر هذا الموعد عبر الموقع الإلكتروني للمعبر.

ونوّه علوش إلى أن لمرضى السرطان الأولوية بالدخول للمشافي التركية خلال مدة لا تتجاوز الأسبوعين، مضيفًا أن الجرعات تعطى للمرضى على نفقة السلطات التركية، أما مصاريف السكن والتنقلات فتكون على النفقة الشخصية للمريض.

ويعد مرض السرطان أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم، وهو يصيب كبار السن والشباب والأطفال على حد سواء.

وتشير إحصائيات عالمية إلى أن عدد الوفيات الناتجة عن مرض السرطان في الدول النامية، يشهد تزايدًا كبيرًا بسبب الحروب، وغياب العلاج، والكشف المبكر، في حين تشهد الدول المتقدمة تراجعًا في عدد الوفيات نتيجة الإجراءات المتبعة في الكشف المبكر عن المرض، وخيارات العلاج المتقدمة.

ويرجّح الأطباء زيادةً مستقبليةً في عدد مرضى السرطان في سوريا نتيجة التأثير طويل الأمد لمخلّفات الحرب، كالتلوّث بالمواد الكيماوية والعضوية والمعدنية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة