طرق موت جربها السوريون
جرب السوريون كثيرًا من طرق الموت خلال السنوات السبع الماضية، إن كان داخل حدودهم الجغرافية أو في منفاهم.
الموت بالكيماوي أو الجوع أو القصف أو الغرق… طرق عديدة كانت على قائمة وفاة السوريين، نتيجة تحويل سوريا إلى ساحة بعد انطلاق الثورة السورية، تصفي من خلالها الدول الكبرى حساباتها.
الثلج
آخر طرق الموت كانت التجمد من البرد على الحدود اللبنانية- السورية، الجمعة الماضي.
وأعلنت الوكالة الوطنية للإعلام (اللبنانية الرسمية) العثور على جثث 14 سوريًا بينهم أطفال ونساء في نقطة المصنع الحدودية، توفوا نتيجة العاصفة الثلجية التي ضربت المنطقة أثناء عبورهم الحدود إلى داخل لبنان.
المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اكتفت بالتعبير عن حزنها العميق لوفاة السوريين، الذين كانوا يحاولون عبور ممر شاق ووعر في درجات حرارة متدنية جدًا.
القصف
بعد المظاهرات التي عمت كافة المحافظات السورية في 2011، بدأ الموت يدق باب السوريين من خلال إطلاق الرصاص على المتظاهرين من قبل النظام الذي كان ينفي ذلك ويتهم من يسميهم “عناصر إرهابية”.
لكن في 2012 تحول الموت إلى جماعي بعد بدء قصف مناطق المعارضة بالبراميل المتفجرة التي لا تفرق بين كبير أو صغير.
وبحسب تقرير لـ “الشبكة السوري لحقوق الإنسان”، ألقى النظام السوري، منذ تموز 2012 حتى كانون الأول الماضي، 68334 برميلًا متفجرًا تسببت بمقتل 10763 مدنيًا بينهم 1734 طفلًا و1689 سيدة.
الكيماوي
لم يكن البعض يتوقع بأن الثورة السورية ستؤدي إلى استخدام السلاح الكيماوي لأول مرة في القرن الواحد والعشرين في الشرق الأوسط، ليكون من نصيب السوريين الموت خنقًا عبر الغازات السامة.
الشبكة السورية وثقت، في آب 2017، أكثر من 207 هجمات بالسلاح الكيماوي في مناطق عدة في سوريا، كان أولها في 23 كانون الأول 2012، في حي البيّاضة بمدينة حمص.
لكن الهجوم الأكبر كان في الغوطة الشرقية في آب 2013 عندما تسبب القصف الكيماوي بمقتل نحو 1300 مدني، إضافة إلى قصف خان شيخون في ريف إدلب العام الماضي، لتبلغ حصيلة الهجمات قرابة 1420 شخصًا، مسجلين بالاسم والتفاصيل، وفق الشبكة.
وما تزال الأمم المتحدة تحقق في القصف وتبحث عن المسؤول، وسط تقارير أممية تثبت تورط النظام السوري فيها، إلا أن الهجمات مستمرة حتى اليوم، وشهد هذا الشهر عدة هجمات بغاز يعتقد أنه الكلور في الغوطة الشرقية.
التعذيب
وإلى جانب القصف لقي المئات من السوريين حتفهم تحت التعذيب في السجون.
وبلغت الحصيلة منذ آذار 2011 وحتى حزيران 2017، 13029 شخصًا قتلوا تحت التعذيب، بحسب الشبكة، التي نسبت 99% من هذه الانتهاكات للنظام السوري والبقية على يد فصائل المعارضة وجهات أخرى.
الحرق
الحرق حيًا كانت طريقة جديدة، إذ وثقت الشبكة السورية منذ 2011 وحتى شباط 2015، مقتل 82 شخصًا حرقًا بينهم 18 طفلًا في مناطق مختلفة في سوريا، إضافة إلى حرق 773 جثة بعد أن تم قتل أصحابها.
الموت جوعًا
إلى جانب القصف والقتل والتعذيب لقي بعض السوريين حتفهم نتيجة الجوع لتكون “وصمة عار” في جبين المجتمع المدني في القرن الواحد والعشرين، بحسب توصيف منظمات أممية.
في تشرين الأول 2017، أصدرت الشبكة تقريرًا أكدت فيه أن النظام السوري يحاصر نحو 350 ألف في الغوطة الشرقية بريف دمشق، أودى إلى وفاة 397 مدنيًا بينهم 206 أطفال و67 سيدة بسبب الجوع ونقص الدواء.
وفي تقرير سابق لها في 2014 فإن حصار النظام للمناطق في مختلف المحافظات السورية تسبب بمقتل 299 شخصًا بينهم 65 طفلًا و39 سيدة.
الموت غرقًا
وبعد فتح الاتحاد الأوروبي أبوابه أمام السوريين، قرر كثير منهم بدء رحلة الأمل هربًا من ويلات الحرب، ليلاقوا حتفهم غرقًا في مياه البحر الأبيض المتوسط.
ولا يوجد عدد محدد للسوريين الذين ماتوا غرقًا، لكن بحسب إحصائيات للاتحاد الأوروبي ذكرتها صحيفة “الشرق الأوسط”، فإن نحو 15 ألف مهاجر لقوا حتفهم منذ 2013 وحتى حزيران 2017، بما يمثل 10 أشخاص يوميًا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :