غرفتا طوارئ في حرستا وعربين
المعارك في محيط إدارة المركبات منذ قرابة الشهر، والقصف المستمر على مدن الغوطة لا سيما حرستا وعربين اللتين تمتد إدارة المركبات عليهما انطلاقًا من مديرا، دفع سكان المناطق الثلاث للنزوح عنها والتوجه نحو مناطق تتعرض لقصف أقل.
نزوح جماعي عن المدينتين
مؤشرات الوضع الإنساني تزداد هبوطًا، خلال الأيام الثلاثة الماضية، في عربين وحرستا اللتين وصفتا بأنهما “منكوبتان” بعد الهجوم الذي تتعرضان له.
وشهدت المدينتان نزوحًا جماعيًا، فبلغ عدد النازحين عن عربين 2500 عائلة، في حين نزح أكثر من ثلثي سكان حرستا الحاليين، إلا أن أعدادًا كبيرة من السكان لم تجد وجهة للنزوح، فاتخذت ملاجئ تقيها القصف.
وبحسب إحصائية نشرها المجلس المحلي في عربين بلغت أعداد المقيمين في ملاجئ المدينة 1400 عائلة، في حين يعمل المجلس المحلي بحرستا على إحصاء السكان، بحسب تصريح حسام بيروتي رئيس المجلس.
وأضاف بيروتي لعنب بلدي أن الوضع الإنساني بات سيئًا للغاية وسط شح الإمكانية التي تعوق عملنا في متابعة الأهالي.
وتعرضت المدينتان لأكثر من 700 غارة جوية خلال أقل من شهر، بينما بلغ عدد صواريخ أرض- أرض 900 صاروخًا والتي تعتبر السلاح الأكثر استخدامًا لدى قوات الأسد، بحسب أرقام المجالس المحلية.
وضع صحي سيئ في الملاجئ
بسبب سوء التهوية في الملاجئ وعدم تجهيزها، سجل المجلس المحلي في مدينة عربين تدهور لحالات مصابة بالربو بالإضافة لانتشار أمراض القمل والجرب نتيجة الرطوبة العالية.
فيما قال حسام بيروتي “الحالة الصحية تزداد سوءًا وسجلنا عددًا كبيرًا من الإصابة بالتهابات تنفسية وصدرية وخاصة لدى الأطفال”.
وبحسب البيروتي، توفي طفل بعد أقل من 24 ساعة من ولادته نتيجة سوء الوضع الصحي، وأشار الى أن الأكثر تضررًا من سوء الملاجئ هم الأطفال، لأنهم لا يلقون الرعاية الطبية اللازمة.
غرف للاستجابة الطارئة
بحسب مواطنين في المنطقة، تأخرت استجابة المؤسسات المعنية بشؤونهم، وعزا آخرون تأخر المعنيين إلى الوضع الأمني الذي زاد من صعوبة الحركة في الغوطة لا سيما القريبة من مناطق التماس.
إلا أن المجالس المحلية رفعت حالة التأهب الطارئة من 100% إلى 200%، وأنشأت غرفتين للاستجابة الطارئة، حيث استنفرت الكوادر العاملة في مؤسسات المجتمع المدني بحرستا وعملت على وضع خطة رئيسية من خلال مسح إحصائي، لإنقاذ ما وصفه البيروتي بالوضع الإنساني المزري.
وستكون من مهام الغرفة، بناء على الإحصائيات، إطلاق حزمة من الأعمال للوقوف على الوضع الإنساني وآخر التطورات، إضافة إلى خطوة الغرفة الأولى بتأمين طبخ يومي وترميم التوزيع الإغاثي إلى ما يقارب ألف وجبة يومية.
وقام مجلس محلي عربين بخطوة مماثلة، بحسب رئيس المجلس، أنس الجمل.
وقال الجمل لعنب بلدي إن الحاجة الملحة دعتنا لمتابعة أحوال النازحين عن منازلهم والمتضررين المقيمين في الملاجئ، وإنشاء غرفة طوارئ للعمل بأسرع وقت ممكن والعمل بحسب الإمكانية المتاحة لتخفيف المعاناة عن الأهالي.
عربين وحرستا جارتان بمعاناة واحدة
تقع المدينتان بالقسم الغربي من الغوطة الشرقية على الطريق الجديد الذي أنشأه النظام السوري قبيل الثورة السورية “المتحلق الجنوبي” بالقرب من دوما وزملكا وصولا إلى جوبر.
وبلغت أعداد السكان في المدينتين 350 ألف نسمة في حرستا و100 ألف نسمة في عربين، في حين لا يتجاوز سكانهما حاليًا 50 ألف نسمة.
وشهدت المدينتان عدة معارك منذ السيطرة عليها حتى اليوم، وخاصة المعارك التي شنتها فصائل المعارضة باتجاه إدارة المركبات التي سعت قوات الأسد جاهدة ألا تكون للمعارضة موطئ قدم فيها.
وتمكنت المعارضة من السيطرة على مواقع بالقرب من إدارة المركبات التي تعتبر الثكنة العسكرية الأكبر في المنطقة وقطع طريق امدادها الرئيسي، بعد السيطرة على أحياء العجمي والجسرين، في 30 كانون الأول.
وشهدت المدينتان حالات نزوح عدة وخاصة حرستا، إثر تدمير عدة أحياء أثناء عملية تقدم المعارضة فيها ومع بداية العمل العسكري على إدارة المركبات مطلع 2013.
وتعتبر المنطقة الممتدة من أطراف دوما الغربية باتجاه حرستا وامتدادها إلى عربين وزملكا وصولًا إلى عين ترما خالية من السكان نتيجة المعارك المستمرة والقصف الذي تتعرض له المنطقة منذ 2013.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :