أول جمعية لمصابي الحرب في درعا

camera iconمستفيدون من جمعية الأمل في درعا - كانون الثاني 2018 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – درعا

مستندًا إلى عكازه، يعمل الشاب جهاد النابلسي، من أهالي درعا، بائعًا للمحروقات في ريف المحافظة، بعد بتر قدمه اليمنى بانفجار لغم أرضي خلال عمله بالزراعة، المهنة الأساسية التي اعتاد العمل بها وعائلته منذ سنوات، إلا أنه لم يستطع الحصول على طرف صناعي، كمعظم مصابي الحرب ومبتوري الأطراف في الجنوب السوري.

تأسست جمعية “الأمل” حديثًا لرعاية جرحى الحرب في الجنوب السوري، كأول جهة تتفرغ للاهتمام بتلك الفئة، منذ إعلان إنشائها فعليًا قبل أسابيع (17 كانون الأول 2017)، وبدأت تستقبل ضمن مركزها في حي التلاوية ببلدة المزيريب، الحالات من مختلف الفئات، كالشلل والبتر وإصابات العين والأذن، إضافة إلى الضمور الدماغي والسرطان وغيرها، بحسب إدارتها.

لم يعد جهاد قادرًا على العمل بعد انفجار الآلية الزراعية التي كان يقودها، ويقول لعنب بلدي إنه لم يستطع تركيب طرف صناعي حتى اليوم، “كان هناك مركز صغير لتركيب الأطراف في بلدة تسيل، إلا أنه أغلق منذ أشهر بسبب توقف الدعم، كما أن الأغلبية لا يستطيعون التوجه إلى الأردن للعلاج في ظل ارتفاع التكلفة دون الدعم المالي من أي جهة”، مبديًا تفاؤله بعد تأسيس الجمعية.

فريق عمل من ذوي الاحتياجات الخاصة

ما يميز الجمعية أن معظم كادرها من ذوي الإعاقات الدائمة، ويقول عضو الهيئة التأسيسة وأمين سر الجمعية، إياد غزلان، جريح الحرب الذي بتر كاحله وكعب قدمه قبل سنوات، في حديثه لعنب بلدي، إن فريق عملها مؤلف من 15 عضوًا، تضم الهيئة التأسيسية سبعة منهم، ويترأس لجان التوثيق فيها خمسة آخرون، جميعهم من مصابي الحرب، إلى جانب ثلاثة أشخاص أسوياء متطوعين، بين ممرض وصيدلي وإعلامي.

ويتحدث غزلان عن خطة عمل الفريق في توثيق أعداد أصحاب الإعاقات الحركية والحسية والعقلية، في محافظتي درعا والقنيطرة، مؤكدًا أن العمل بدأ “لتقييم احتياجاتهم من علاج ولوازم طبية مساعدة، وتغطية التكاليف الدراسية لبعضهم، إلى جانب التدريب على أنشطة الرعاية الذاتية، ومحاولة تأمين فرص عمل لمن يقدر منهم كصيانة أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية، أو ضمن ورشات إعادة التدوير أو تصنيع الألبسة والأحذية.

وثقت الجمعية 700 حالة حتى اليوم ويزداد العدد بشكل مطرد، وفق أمين سر الجمعية، الذي يشير إلى أن بعضهم حصل على كراسي حركة وأجهزة مشي وعكاز وأدوات مساعدة أخرى، من خلال تبرعات ممن وصفهم بـ “أهل الخير”، وبعض المساعدات من جهات مهتمة.

يعمل كادر “الأمل” دون تنسيق مع أي جهة، ويتمنى غزلان التعاون مع مجلسي محافظتي درعا والقنيطرة، وبقية المجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني، في محاولة لتحقيق هدف المشاركة والمساواة والتنمية في الحياة الاجتماعية.

رئيس مجلس إدارة الجمعية يعاني من شلل رباعي ونائبه مبتور الساقين، وتدير الجمعية مكاتب الإعلام والتوثيق والرعاية الصحية والتنسيق واللجان، وجميعهم لديهم إعاقات بتر أو شلل، يهدفون إلى فتح مراكز لعلاج ذوي الاحتياجات الخاصة، وتأمين المستلزمات الطبية لكل حالة، وإنشاء مشروعات صغيرة لتفعيل دورهم ودمجهم في المجتمع.

ويتطلع الكادر، وفق غزلان، لإنشاء حضانة وروضة للأطفال من مصابي الحرب، وتأسيس مبنىً دائم للجمعية يتسع لمزاولة جميع أنشطتها، إلى جانب تعزيز دور أصحاب المهن الحرفية والأشغال اليدوية من المصابين.

وبحسب جهاد، فإن ما تتطلبه المنطقة هو تمكين الجهات الطبية، ويرى أن الأولوية حاليًا هي لتركيب الأطراف الصناعية والعلاج الفيزيائي، “بعدها يمكن للشخص المصاب أن يكون قادرًا على البحث عن العمل الذي يناسبه”، مشيرًا إلى الجمعية الجديدة إن استطاعت توفير فرص عمل لمصابي الحرب، فإنها “ستسهم في تحسين أوضاعهم المادية وتزيد من فرص عثورهم على المهنة التي تعيلهم”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة