أبو خالد وأبو محمد رفيقان إلى الشهادة … داريـــا تخسر قائدين مؤثّرين في سير المعارك

tag icon ع ع ع

عنب بلدي ــ العدد 133 ـ الأحد 7/9/2014

ابو محمد وأبو خالد“أبو خالد.. الشهادة بتلبقلو”، بذلك استقبل تمام خبر استشهاد صديقه جمال شعيب (أبو خالد)، الذي سقط يوم الأحد 31 آب المنصرم.

أبو خالد (25 سنة) تسلم قيادة كتيبة أحفاد صلاح الدين التابعة للواء شهداء الإسلام منذ تأسيسها، وكان من أوائل عناصر الجيش الحر الثابتين من بداية المعارك في مدينة داريا قبل سنتين تقريبًا، كما يقول أبو جمال قائد لواء شهداء الإسلام.

وينقل مراسل عنب بلدي عن أصدقاء أبو خالد أنه كان “مؤمنًا بقضيته” ومن المتحمّلين للمسؤولية، إذ كان يقضي أحيانًا ما يقارب 3 أيام على الجبهة، دون نوم إلا لساعات قليلة.

أصيب أبو خالد عدة مرات في أماكن متفرقة من جسده، ولكن ذلك لم يمنعه من متابعة طريقه والتصدي لقوات الأسد، وبحسب قائد لواء شهداء الإسلام، فإنه كلما طلب من أبو خالد الراحة يراه في اليوم التالي في أرض المعركة، ودائمًا في المقدمة.

أثبت أبو خالد جدارته في القتال والذود عن المدينة ضد قوات الأسد، ما دفع قيادة اللواء لتسليمه دفة الكتيبة، وقد عرف في المدينة بألقاب عديدة، كالرشاش والقناص ونون، إشارة إلى إتقانه استخدام مختلف أنوع الأسلحة.

في تفجير لنفق حاولت قوات الأسد التسلل عبره إلى داخل داريا، قضى أبو خالد بصحبة رفيقه نزار أبو محمد، القيادي في كتيبة شهداء داريا.

أبو محمد الملقب بالشيخ، كما يناديه أصدقاؤه في داريا، عرف في المدينة بهمته العالية وتفاؤله الدائم رغم الظروف التي مر بها عقب استشهاد ولديه.

حارب الشيخ بجبهة الكورنيش الجديد وانتقل إلى القطاع الشمالي على جبهة مقام سكينة، أخطر الجبهات في المدينة، كما وصفها أبو وائل قائد كتيبة شهداء داريا، وكان دائم الجهوزية وبزيه الحربي الكامل رغم عمره الذي بلغ 44 عامًا.

يقول أبو وائل إن من يجلس مع أبي محمد يعتقد أن النصر سيأتي خلال أيام، فقد حاول دائمًا رفع معنويات أصدقائه بكلمات عرف بها مثل “شايف النصر متل مو شايفك”.

فقد أبو محمد ولديه محمد وسميرة في رمضان 2013، جراء استهداف صاروخ لحديقة المنزل، ورغم أنه رزق بهما بعد انتظار دام 6 سنوات من زواجه، إلا أنه كان يرثيهما بالقول “أبلغوا رسول الله سلامي وأخبروه أني مجاهد في سبيله وسأسير على الطريق”، رافضًا الخروج من المدينة مع زوجته بعد استشهادهما.

قبل أن يستشهد أبو محمد بـ 5 أشهر رزق بمولود سماه محمد، على اسم أخيه الشهيد، لكنه لم يستطع رؤيته فقد حالت الشهادة بينهما.

لتنتهي بذلك حلقتان من حلقات الكفاح في داريا، بعد استشهاد عددٍ من قيادات لواء شهداء الإسلام في وقت سابق، مثل أبو عمر الحمصي مدير العمليات في اللواء، وأبو غياث مدير معمل العبوات، وأبو زيد قائد كتيبة ابن تيمية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة