إعلاميون وناشطون يؤسسون “اتحاد الإعلاميين السوريين” في الباب

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – ريف حلب

عانى الريفان الشمالي والشرقي لريف حلب أزمة إعلامية وصفت بـ “الكبيرة”، في ظل فرض السلطات الحاكمة والفصائل قيودها. ومع توجه المنطقة نحو الاستقرار، سعى إعلاميون وناشطون لتنظيم العمل الإعلامي، وتوجت المحاولات بمؤتمر تأسيسي انتخب فيه أعضاء أمانة عامة، لجسم جديد سمي “اتحاد الإعلاميين السوريين”.

بحضور نحو 100 إعلامي، عقد المؤتمر التأسيسي لـ ”اتحاد الإعلاميين السوريين“ في مدينة الباب، شمالي حلب، الثلاثاء 28 تشرين الثاني الماضي، وفق عضو الأمانة العامة للاتحاد الناشئ، سعد السعد، الذي قال إن الاتحاد جاء كفكرة طرحها إعلاميون “ثوريون” شمالي حلب.

يقول السعد لعنب بلدي، “عملنا منذ أربعة أشهر في سبيل تنظيم وتوحيد العمل الإعلامي في المنطقة”، لافتًا إلى اجتماعات سابقة جرت في كل من: اعزاز ومارع وجرابلس والباب، وحضرها عشرات الإعلاميين، ومنها الورشة التي نظمت في مقر “لجنة إعادة الاستقرار” داخل مدينة اعزاز، 5 تشرين الثاني الماضي، “حضرها 75 إعلاميًا، وشهدت نقاشات وعصفًا ذهنيًا للأفكار”.

انبثقت عن الورشة لجنة تحضيرية مكونة من عشرة أشخاص، سمّى السعد الذي عمل مديرًا لمكتب “سمارت” في حلب، منذ عام 2013، بعضهم، وعلى رأسهم: ممتاز أبو محمد، مدير مكتب الجزيرة في حلب، وخليل العشاوي مراسل “رويترز” وغيرهم.

وناقشت اللجنة النظام الداخلي لاتحاد إعلاميي حلب، الذي تشكل عام 2013، ووفق السعد فإن الخطوة جرت “في سبيل تجنب البدء من الصفر، والاعتماد على نظام جاهز بذل من نظمه جهدًا لتشكيله”، مشيرًا إلى أنه “عدل بما يتوافق مع المرحلة الحالية في المنطقة وطرح بمسمى جديد“.

ثلاث فئات ضمن الاتحاد

قسم المنتسبون للاتحاد على ثلاث فئات، الأولى تشمل من عمل بالإعلام منذ بداية الثورة، واعتبر السعد أن وجودهم يخلق حالة من التوازن في الجسم، ويمنع تشكيل كتل ضمن الجسم يمكن أن تفشل عمله، موضحًا أن “صوتهم في الانتخابات بثلاثة أصوات ويمثلون ثلث أعضاء الهيئة العامة للاتحاد”.

الفئة الثانية تضم الهيئة التأسيسية التي حضرت المؤتمر، والإعلاميين الراغبين بالانتساب ممن يملكون خبرة أكثر من سنة ونصف، بينما تشمل الثالثة ممارسي العمل الإعلامي منذ أقل من سنة، “ولا يحق لهم المشاركة في انتخابات الأمانة العامة“.

خطوة أولى نحو التنظيم

عضو الأمانة العامة للاتحاد عبد القادر أبو يوسف، اعتبر أن خطوة التشكيل “إنجاز كبير لتنظيم أمور الإعلاميين”، مشيرًا إلى أنه “جمع إعلاميي الفصائل والمستقلين”.

وأكد أبو يوسف لعنب بلدي أن الاتحاد “جسم تنظيمي فقط ولن يكون كيانًا إعلاميًا للنشر والترويج لفئة معينة”.

بدوره قال الصحفي عدنان الحسين، المطلع على العمل الإعلامي في المنطقة، إن “اتحاد الإعلاميين السوريين” خطوة تحمل الإيجابيات والسلبيات، موضحًا أنه “محاولة جمع كلمة الإعلام شمالي حلب وتطويره باعتباره للأسف في مراحل متدنية، ويتبع للسلطة الحاكمة بشكل فصائلي”.

وأوضح أن الإيجابية تكمن في “إمكانية عمله بعيدًا عن الأمور العسكرية، وضبطه الأخطاء الفادحة التي صدرت في وقت سابق عن المنطقة”.

السلبيات في تشكيل الاتحاد حصرها الحسين بـ “تشتيت العمل الإعلامي”، مردفًا “هناك نادي الصحفيين السوريين المشكل منذ قرابة عام ومقره غازي عينتاب، ورابطة الصحفيين في تركيا، وكان الأفضل الانضمام لهم”.

كما اعتبر أن عبارة توحيد العمل الإعلامي “مطاطة”، ويمكن العمل على تنظيمه فقط.

تعميم اسم الاتحاد وعدم تخصيصه بشمالي حلب، جاء من فكرة أن المنطقة تضم إعلاميين من حلب ودير الزور والرقة وحمص ومحافظات أخرى، وفق السعد، الذي رأى أن  من يعمل في الداخل السوري هم الذين يحددون صلاحيات الإعلام في المنطقة.

إلى جانب عمله في ”سمارت”، يعمل السعد كإعلامي في فصيل “أحرار الشرقية”، وقال إن ذلك لا يؤثر على العمل، “احتواء إعلاميي الفصائل الذين يعمل معظمهم مع جهات أخرى، أمر ضروري لإعادة تأهيلهم، والجميع سيخضع للرقابة والمتابعة والعقوبات وفق النظام الداخلي، وهذا أمر ملزم”.

قليلون ضمن الاتحاد يحملون شهادات أكاديمية في المهنة، وبرر السعد الأمر بأن “المنطقة شحيحة بالكوادر، والإعلاميون فيها ليسوا من أصحاب الكفاءات العلمية، بل أغلبهم مواطنون صحفيون وناشطون، وهذا أمر طبيعي”.

تعتزم إدارة الاتحاد عقد مؤتمر تعريفي به، تحضره الجهات المسؤولة في المنطقة، وتقول إنها تنسق مع الحكومة المؤقتة وتركيا على أكثر من نقطة، على رأسها تسهيل دخول وخروج الإعلاميين، واستصدار بطاقات عمل صحفي تكون معترفًا بها من قبل كافة الجهات شمالي حلب.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة