يستهدف المنتسبين السابقين لتنظيم "الدولة"

أول مركز لمكافحة الفكر المتطرف في الشمال

camera iconنشاطات مركز مكافحة الفكر المتطرف في مدينة مارع شمالي حلب - تشرين الثاني 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – ريف حلب

بنظامٍ يومي وفق برنامج محدد، يلتزم عشرات المنتسبين السابقين إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”، بأنشطة يديرها “المركز السوري لمحاربة الفكر المتطرف”، الذي يعيد تأهيلهم من خلال حوارات وندوات منذ تأسيسه كأول مركز في الشمال السوري.

 سيطرت فصائل “الجيش الحر” على كامل المنطقة الشمالية والشرقية من حلب، بعد معارك ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، في إطار عمليات “درع الفرات” المدعومة تركيًا، وبدأت آب 2016.

دروس رياضية صباحية تعقبها أخرى في الفكر والاجتماع والشريعة، يلقيها أطباء ومختصون وشرعيون على مسامع الخاضعين للدورات ضمن المركز، الذي بدأ عمله في 28 تشرين الأول الماضي، ويستمر بتقديم خدماته في مدينة مارع، شمالي حلب.

يقول أحد المنشقين عن التنظيم (رفض كشف اسمه)، والذي يخضع للدروس في المركز، إن تنظيم “الدولة” زرع الفكر المتطرف في عقول الشباب، منذ مطلع عام 2014، وانضم إليه كثيرون، مشيرًا إلى أنه دخل المركز لتبيان الحقيقة.

انشق الشاب، الذي ينحدر من المنطقة الشرقية، عن التنظيم بعد انضمامه إليه مطلع عام 2016، عازيًا في حديثه لعنب بلدي، سبب انخراطه في صفوفه، لإشكاليات مع فصائل أخرى لم يسمها، ويؤكد أنه “هرب إلى شمالي حلب بعد أن كان شاهد عيان على مجازر وأفعال تنتج عن فكر متطرف يحمله التنظيم”.

ويخضع الشاب مع آخرين منشقين لبرنامج خاص يومي، متمنيًا ألا يكون المركز “تجربة وتنتهي بل أن يستمر في عمله لتنظيف عقول الشباب”.

ووجه رسالة إلى المقاتلين في صفوف التنظيم مفادها “في حال كنتم صادقين في قتالكم، فاخرجوا من عباءته والتمسوا الحقائق على الأرض”.

100 شخص وفق ثلاثة مستويات

استقبل المركز الدفعة الأولى من المنتسبين سابقًا للتنظيم في اليوم الأول من افتتاحه، وتقدر الأعداد فيه حاليًا بحوالي 100 شخص، يخضعون لدورات وجلسات إرشاد، بغية تخليصهم من “الأفكار المتطرفة”، التي زرعها التنظيم في عقولهم، لتحويلها إلى “فكر معتدل”، وفق مديره حسين ناصر.

ويقول ناصر لعنب بلدي، إن فكرة إنشاء المركز، جاءت عقب اجتماع لمتطوعين مختصين في مجال الفكر المتطرف ومحاربته، مشيرًا إلى أن استهداف المنتسبين إليه مقسم إلى ثلاثة مستويات.

يشمل المستوى الأول عناصر من تنظيم “الدولة”، لم ينفذوا جرائم بحق المدنيين، وآخرين انشقوا عن التنظيم، بينما يتعامل كوادر المركز في المستوى الثاني مع مقاتلين نفذوا جرائم وأسروا خلال المعارك، ويضم المستوى الثالث مقاتلين أجانب كانوا في صفوفه.

وتعمل الكوادر بشكل مباشر وجهًا لوجه مع من فيه، وإلى جانب الحوارات والندوات اليومية، يوفر المركز دروسًا رقمية تتضمن محاضرات نظرية، في اختصاصات مختلفة، على رأسها: الشرعي القضائي والحقوقي والنفسي والطبي.

ويوضح مدير المركز هدف إنشائه، مشيرًا إلى أنه كان ضرورة “في ظل توافد أعداد كبيرة من نازحي المنطقة الشرقية إلى شمالي حلب”، الأمر الذي اعتبره “يسبب خللًا أمنيًا كبيرًا، وخاصة مع استمرار تدفق الأعداد بشكل متزايد”.

وما أسهم في تشكيل المركز، كان الخوف من استهداف المنتسبين إليه للمدنيين، بحسب ناصر، الذي تحدث عن إمكانية تفكيك البنية المجتمعية من خلال الأفكار التي حملوها عن شرعيي التنظيم الذي حكمهم في مناطقهم.

وقيّدت السلطات الحاكمة في المناطق “المحررة”، حملات سابقة دعت إلى مواجهة الفكر المتطرف، ما يضع جملة من التحديات أمام عمل المركز شمالي حلب، تقول إدارته إنها ستبذل جهودها في سبيل تحقيق الهدف الذي أنشئ من أجله.

 





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة