جهود لكفالة أيتام إدلب.. الأرقام لا تنصفهم

camera iconمن نشاطات مؤسسة أفكار في قرية أورم الجوز بمحافظة إدلب (مؤسسة أفكار)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – إدلب

لم يكمل الطفل أحمد سعود سنته الرابعة حتى خطف الموت والده، جراء صاروخ أطلقته طائرة على منزلهم في قرية أورم الجوز بريف إدلب.

تقول والدة أحمد، ”فقدت المعيل ومن يساعدني على تربية ابني حتى علمت بوجود مؤسسة ترعى الأيتام وتعلمهم، وعندها قررت إرسال ابني لهذه المؤسسة علها تسد ولو بجزء بسيط من احتياجنا“.

قصة الطفل أحمد هي واحدة من نحو نصف مليون طفل سوري، فقدوا أحد والديهم أو كليهما في سوريا.

ففي تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، بلغ عدد الأطفال السوريين الأيتام نحو نصف مليون طفل، منذ عام 2011.

وأضافت ”يونيسيف“ في تقريرها أن سوريا تعد الآن من أخطر المناطق في العالم بالنسبة للأطفال، واصفة ذلك بـ “كارثة بكل المعاني”.

مؤسسة “أفكار” الإنسانية لرعاية الأيتام في ريف إدلب، هي واحدة من المؤسسات النادرة في هذا المجال في المنطقة، حيث تشرف على رعاية أيتام في ريف إدلب الجنوبي (مخيم أم الصير، ومخيم الوليد، وقرية أورم الجوز) بالإضافة لمدينة جرابلس في ريف حلب.

وبحسب ما قالت مديرة المؤسسة، جمانة عمر، لعنب بلدي، فالمؤسسة تستهدف ما يقارب 400 طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و18سنة، بالإضافة لتقديم كفالة مالية لعائلات الأيتام ورعاية اجتماعية وبرامج تنموية شهرية.

وتضيف عمر أن أولوية المؤسسة هي إغاثة ومساعدة الأيتام، وخاصة غير المكفولين من أي جهة، وإدخالهم في مدارس لكي يتلقوا التعليم الكافي الذي حرموا منه في ظل الحرب وفقدان أحد والديهم، وكذلك الارتقاء بالأطفال وتقديم يد العون المادية والمعنوية، من أجل إشراكهم بعجلة الإصلاح والتغيير في سوريا.

وتتابع عمر، ”لقلة الموارد المالية لسنا قادرين على تغطية حاجات الناس بشكل كامل، وبالتالي هناك استياء من قبل شريحة معينة لم نتمكن من تلبية متطلباتها“، وأضافت ”لدينا مشاريع جديدة ستساعد على تقديم دعم أكبر“.

وطالبت عمر بزيادة التنسيق بين جمعيات رعاية الأطفال الأيتام والعمل على زيادة اندماجهم في المجتمع، وكذلك تقديم الدعم الكافي لأسرهم غير القادرة على تحمل المسؤولية.

وفي تعليقها على تقرير “يونيسيف” قالت عمر إن هذا الرقم أقل بكثير من الحقيقة وإن معاناة الأيتام أكبر بكثير من معاناة الأطفال العاديين.

ونوهت ”يونيسيف“ إلى أن آلاف الأطفال فقدوا حياتهم وأشقاءهم، ومن يقدمون لهم الرعاية ومنازلهم.

وكانت الأمم المتحدة حذرت سابقًا من تدهور الوضع الإنساني في المناطق المحاصرة في سوريا خلال الشتاء المقبل وتأثيره على الأطفال، وقالت إن عشرات الآلاف منهم باتوا معاقين إعاقة دائمة، مع تقطع السبل بمئات الآلاف منهم في المناطق المحاصرة في سوريا، مؤكدة نزوح حوالي ثمانية آلاف طفل وحيدين دون مرافق من أسرهم من أصل مليون.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة