في مؤتمره الرابع.. المجلس الوطني الكردي مكتوف الأيدي أمام “PYD”

camera iconاجتماع للمجلس الوطني الكردي في برلين - 19 تشرين الأول 2017 (Lez News)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – الحسكة

منذ سيطرة حزب “الاتحاد الديمقراطي” على المناطق ذات الغالبية الكردية في الشمال والشمال الشرقي لسوريا نهاية عام 2012، وجد “المجلس الوطني الكردي” نفسه مقيدًا بسلطة ذات إدارات مدنية وأجنحة أمنية وعسكرية، تحاصر أنشطته، وتعتقل أعضاءه، وتغلق مكاتبه بالشمع الأحمر.

حالة الحصار والضغط على المجلس التي استمرت على مدى خمسة أعوام، تجلت في أوضح صورها مؤخرًا بالتزامن مع عقد المؤتمر الرابع للمجلس، الثلاثاء 7 تشرين الثاني الجاري، إذ داهمت “أسايش” (قوات الأمن الداخلي التابعة لـ PYD) مقر المؤتمر في مدينة القامشلي، ومنعت عقده، كما هاجمت متظاهرين تابعين للمجلس أمام مقر الأمم المتحدة في المدينة.

تدابير أمنية مفضوحة

نائب سكرتير حزب يكيتي الكردي حسن صالح، أكد أن قوات “أسايش” أجبرت حاضري المؤتمر الذين يصل عددهم إلى 250 من أعضاء “المجلس الوطني الكردي” على إخلاء قاعة المؤتمر بالإكراه، لافتًا إلى أن جوانين شورشكر، القيادي في منظمة “الشبيبة الثورية” التابعة لـ “PYD” تعدّى بالشتائم على الحضور.

صالح تحدث لعنب بلدي عن تفاصيل ما حدث خلال ذلك اليوم، وقال “منذ الساعة التاسعة صباحًا توجهت وأعضاء المؤتمر الوطني الكردي الرابع إلى القاعة الواقعة في شارع الكورنيش، وبعد دخولنا إلى المكان فوجئنا باقتحام بعض قادة أسايش للقاعة دون أي اعتبار للأصول والأعراف ومعايير حقوق الإنسان، وطلبوا إخلاءها”.

وأضاف صالح أنهم “تذرعوا بوجود تدابير أمنية في القاعة”، وبناء على ذلك “قاموا بتفجير قنبلة صوتية غرب مكان المؤتمر على بعد مئة متر لترهيب الحضور”.

وعقب خروج المؤتمرين من القاعة توجهوا إلى مقر الأمم المتحدة للاعتصام، بناء على طلب من صالح، ووفق ما أكده لعنب بلدي، فإنه أطلع مسؤولين في الأمم المتحدة على “ما جرى من انتهاك للحقوق والحريات”.

لكن “الشبيبة الثورية” حاولت مهاجمة أعضاء المجلس مجددًا على مرأى من مسؤولي الأمم المتحدة هذه المرة.

ووصف صالح تحرك قوات “أسايش” بأنه “انتهاك للأعراف ومعايير حقوق الإنسان”، وأضاف أن “التاريخ شاهد على ما يجري ولن يرحم هؤلاء“.

بعد المواجهة.. اتهامات متبادلة

بعد فشل عقد المؤتمر وإتمام الاعتصام أمام مقر الأمم المتحدة، تحرك “المجلس الوطني الكردي” لعقد مؤتمر صحفي عاجل حول “مداهمة مسلحي PYD لمؤتمر المجلس الوطني الكردي”.

وقالت الأمانة العامة للمجلس إن “استهداف الاتحاد الديمقراطي وقواته للمجلس ومؤتمره يؤكد استهتاره بالقيم الديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان وروح الكرد، ويقر بنجاح مؤتمر المجلس وإن لم يعقد”.

القيادية الكردية فصلة يوسف، نائبة رئيس المجلس، شبهت هجوم “أسايش” على أعضاء المجلس بهجوم ميليشيا “الحشد الشعبي على كردستان العراق”، وأضافت “هذه الأعمال لا تخدم سوى أعداء القضية الكردية ولن تثني المجلس عن متابعة نضاله حتى تحقيق أهداف وطموحات شعبنا”.

في المقابل أصدرت “هيئة الداخلية في مقاطعة الجزيرة” التابعة للإدارة الذاتية، بيانًا عبر موقعها الرسمي على الإنترنت بررت فيه منع عقد المؤتمر الرابع لـ “المجلس الوطني”.

وقالت الداخلية “نجد بعض التحركات غير المسؤولة والاستفزازية من قبل بعض الأحزاب غير المرخصة حول عقدها اجتماعًا مخالفًا لقوانين الإدارة الذاتية”، معتبرة أن تحركات “أسايش” قانونية وضمن الأصول والقواعد.

تاريخ قمعي

تدور الاتهامات بين “المجلس الوطني الكردي” وحزب “الاتحاد الديمقراطي” في حلقة مفرغة، إذ يعتبر “PYD” نفسه السلطة المطلقة في المناطق التي تسيطر عليها قوات “سوريا الديمقراطية”، جناحه العسكري، ويفرض على المجلس والأحزاب التابعة له ترخيص أنشطتهم، فيما يؤكد الأخير أن “الإدارة الذاتية” تمارس “القمع”.

وكان فؤاد عليكو، ممثل المجلس الوطني الكردي وعضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني أكد في لقاء سابق مع عنب بلدي، أن ”PYD“ أغلق جميع مقار المجلس والأحزاب التابعة له في عفرين وكوباني والجزيرة.

وبحسب عليكو يصل إجمالي عدد المقرات المغلقة إلى 70، “فضلًا عن الاعتقالات المستمرة بحق قياديين في أحزاب المجلس”، كما وصف سلطة الحزب بأنها “سلطة الوكالة”، متهمًا إياه بالتعاون والتنسيق مع النظام السوري.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة