المساعدات الإنسانية في حلب… دعم محدود وعائلات تحت خط الفقر

tag icon ع ع ع

هنا الحلبي – حلب

تغص مناطق سيطرة النظام في حلب بالمعونات الغذائية التي تقدمها الأمم المتحدة، وتفيض عن حاجة السكان، وقد بات مألوفًا رؤية عشرات الشاحنات المحملة بمعونات الأمم المتحدة، تقف أمام مراكز التوزيع في المساجد والمدارس، حتى أن بعض الأهالي بدأوا يبيعون الفائض عن حاجتهم بأسعار قليلة.

وفي الوقت الذي تمنع المعونات من الدخول إلى المناطق المحررة، حيث آلاف العائلات تحت خط الفقر، بدأت المعضلة بالانفراج بدخول دفعات محدودة من المساعدات إلى هذه المناطق.

مصدر مطلع مقرب من الهلال الأحمر السوري في حلب، أفاد عنب بلدي أن الهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر قد توقفا عن العمل في توزيع المواد الإغاثية، حين فرض عليهما توزيعها في مناطق النظام دون المناطق المحررة، إلا في حالات خاصة حين  يستطيع الهلال الأحمر إيصال المساعدات التي تأتيه من الصليب الأحمر، وهي جهة محايدة تقبل بتوزيع المعونات على الجانبين، في حين عملت باقي الجمعيات الخيرية في مناطق النظام فقط، مثل جمعيات “الإحسان” و “أهل الخير” و “لأجل حلب”، وغيرها.

وقد استطاع الهلال الأحمر لمرة واحد فقط أن يدخل معونات للمناطق المحررة من حلب قبل   10 أيام، حين سمحت له الأمم المتحدة بذلك ، لكنها اشترطت إدخال الأغطية (الحرامات) وفوط الأطفال فقط، إلا أن إلحاح فريق الهلال الأحمر بالطلب على الأمم المتحدة، دفع بالأخيرة للسماح بدخول المواد الإغاثية إلى الأحياء المحررة وبعض أرياف حلب.

وحول الكيفية التي تؤمن بها المناطق المحررة المساعدات الغذائية قال الناشط أبو صافي من مجلس ثوار صلاح الدين لعنب بلدي، إن المجالس الثورية والجمعيات الإغاثية في حلب اليوم “تعتمد بشكل أساسي على الجمعيات الأجنبية من جهة، والجمعيات السورية الثورية أو المتبرعين الأفراد من جهة أخرى”.

أما الجمعيات الأجنبية، فهي “تشترط وبشكل أساسي عدم دعم العسكريين، وتعتمد بعملها على الناشطين الثقات على الأرض، بأخذ المعلومات والكشوفات عن العائلات المحتاجة، وربما تتعاون أيضا مع الناشطين في توزيعها بحسب سياسة عمل كل جمعية”، بحسب الناشط أبو صافي.

لكنه أشار إلى عدم الثقة في التعامل مع المنظمات الأجنبية “بحكم تعاملنا، فنحن نعرف تمامًا ماهي أهداف هذه المنظمات، خاصة الجمعيات التابعة منها للحكومات بشكل مباشر، إذ لديها أهداف استخباراتية وتتفاوت أهدافها أهمية بحسب الدولة التابعة لها”.

مضيفًا “كناشطين لا نعتمد فقط على هذه الجمعيات، وإنما يأتينا الدعم من المتبرعين والجمعيات الخيرية السورية، إضافة إلى دعمٍ قليل جدًا دعم من جهات ثورية رسمية؛ مثلًا تلقينا لمرتين دعمًا من وحدة تنسيق الدعم التابعة للائتلاف”.

وأوضح أبو صافي “نحن نعطي جزءًا من الدعم للعائلات الفقيرة، لكننا لا نستطيع نحن وغيرنا من الجمعيات سد الاحتياجات، فهناك آلاف العائلات تحت خط الفقر”، كما أن جزءًا من الدعم يخصص للمطابخ التي تزود الجبهات الساخنة بالطعام.

ولفترة قريبة فإن “الأمم المتحدة تحرم المنظمات التي تعمل في المناطق المحررة من الدعم”، كما تقول جنى، التي تعمل في إحدى جمعيات الإغاثة الدولية، وتتوقع جنى أن “تبدأ الأمم المتحدة بدعم هذه الجمعيات بعد القرار الأممي بإدخال المساعدات عن طريق المعابر المحررة دون المررو بالأسد”، وبالفعل فقد “دخلت أول شحنة معونات إلى المناطق المحررة عن طريق مكتب الأمم المتحدة في تركيا يوم الخميس 24 تموز”.

يذكر أن أحياء حلب المحررة، تشهد حملة عنيفة بالبراميل المتفجرة منذ مطلع العام الجاري، ويعاني سكانها من ظروف معيشية صعبة، لانقطاعهم عن العمل وتوقف المصانع والمعامل وتدمير بنيتها التحتية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة