طقوس الإشارات والتحولات.. مسرحية المصائر المرعبة لـ سعد الله ونوس

tag icon ع ع ع

تقوم مسرحية “طقوس الإشارات والتحوّلات” للمسرحي السوري سعد الله ونوس، على قصة وردت في مذكرات فخري البارودي، الذي يعتبر واحدًا من أشهر شخصيات المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي في سوريا.

وتقول حكاية البارودي إن خلافًا نشب بين مفتي الشام ونقيب الأشراف في فترة حكم الوالي العثماني راشد ناشد باشا، إلا أن المفتي تجاوز مشاكله الشخصية مع النقيب وتدخل لمساعدته بعد أن أمسك به قائد الدرك في وضع مخل بالآداب مع خليلة له.

من هنا يخلق ونوس شخصيات مسرحيته لكنه يغير في التأويل والمغزى الذي هدف إليه البارودي، وفق ما يوضح ونوس في مقدمة مسرحيته.

في المسرحية يستغل المفتي الكارثة التي وقعت في دمشق، ليتخلّص من نقيب الأشراف وقائد الدرك بضربة واحدة، فتعاطفه مع النقيب كفيل بكسبه تأييدًا جماهيريًا كبيرًا كونه ترفّع عن الخلافات الشخصية، واتهامه لقائد الدرك بفبركة الحادثة التي ضبط فيها نقيب الأشراف وخليلته كفيل بعزله من منصبه، لكن ما لا يعلمه عامة الناس أن المفتي يقف وراء كل حدث شهدته دمشق في مسرحية ونوس.

بناءً على هذا الحدث الرئيسي تبدأ مصائر الشخصيات بالتغير بشكل مخيف ومفاجئ، فمن كان مؤمنًا تقيًّا يغرق في اللهو والرذيلة، ومن كان بغيضًا عديم الخلق تعصف به المصائب حتى يلين قلبه فيصبح درويشًا زاهدًا متعلّقًا بحبال الله.

يؤكد ونوس أنه لا يقصد بمسرحيته شخصيات عامة أو مؤسسات خشية أن يتهمه أحد بمهاجمة الدين ربما، لكنه يشدد على أن الشخصيات التي تعيش في هذا العمل تمثّل أهواء بشرية وإنسانية قد تعصف بأي إنسان.

اللمسة السحرية في المسرحية تظهر حين تلتقي مختلف الطرق المتعاكسة تمامًا في هدف واحد، إذ يؤكد ونوس من خلال حبكاته أن للحقيقة والسلام طرقًا عديدة بل ومتباينة كل التباين، وأن لكل إنسان جوهرًا ساميًا لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال التجربة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة