طبيب ينقل خبرته في العلاج الفيزيائي من الغوطة إلى إدلب

tag icon ع ع ع

 إدلب – طارق أبو زياد

خسر الطبيب عبد الله النصر إمكانية العودة إلى مدينته دوما، بعد مغادرته الغوطة الشرقية قاصدًا العاصمة دمشق قبل سنوات، إلا أنه رفض حرمان الناس من خبرته وأجهزة العلاج الفيزيائي التي يملكها، لينتقل إلى الشمال سوري مجبرًا.

في العام 2013 خرج الطبيب إلى دمشق، لتأمين مستلزمات لـ “مركز التأهيل الطبي للمعالجة الفيزيائية وتأهيل شلل الأطفال” في دوما، إلا أن سيطرة النظام السوري على بلدة العتيبة، في نيسان من العام نفسه، أغلقت كافة الطرق في وجه عودته، كما يقول لعنب بلدي.

ويروي عبد الله قصته التي بدأت مع انشقاقه، ثم إيقانه أن العمل في المجال الطبي هو السبيل الوحيد الذي يملكه “لخدمة الثورة”، وفق تعبيره، ما دعاه إلى العمل كطبيب ميداني وتأسيسه مع زملائه مركز التأهيل في دوما، مع تزايد أعداد المصابين إثر استهدافهم من قبل قناصة النظام في ذلك الوقت.

شارك الاختصاصي في العلاج الفيزيائي بتأهيل كوادر طبية، من بينهم نساء، في الغوطة، إلا أن نقص المستلزمات دعاه إلى الخروج نحو دمشق، وحينها لم يكن يعلم أنه سيستقر داخل مركزٍ جديد في إدلب، يبعد مئات الكيلومترات عن مدينته.

الخطوة التي وصفها الطبيب بـ “المفاجئة”، فكّر بها مليًا إلى أن قرر التوجه نحو الشمال السوري، ويقول “أمّنت مستلزماتي عن طريق دفع مبالغ طائلة لحواجز النظام، ما سمح بنقل الآلات الطبية إلى إدلب وبدأت حياةً جديدة هناك”.

ومنذ أربعة أعوام يعمل عبد الله مع آخرين في مركزه داخل مدينة إدلب، ويقول أحد كوادر المركز، ياسر الحموي، لعنب بلدي، إن التجهيزات “لم تكن موجودة في الشمال السوري حينها”، موضحًا “افتتحنا مركزًا صغيرًا يقدم خدماته بشكل مجاني للجميع حتى اليوم”.

لم يختر الطبيب اسمًا وموقعًا ثابتًا للمركز، في محاولة منه لتقليل احتمال قصفه.

ويقول المصاب زكريا كنعان، الذي يُعاني من شلل جزئي في يده اليمنى، إنه تلقى العلاج في المركز، موضحًا أن العلاج الفيزيائي “مكلف جدًا”، بسبب طول فترته، التي ربما تمتد لسنوات، و”لكن هذا المركز أمّن لي علاجي دون تكاليف”.

ويرى زكريا أن “الطبيب الذي يعمل من أجل الثورة، ويقدم كل خبرته ووقته دون مقابل، يمنحك دافعًا للتغلب على معاناتك وإصابتك لترد جزءًا من جميله”.

يحلم الطبيب عبد الله النصر باليوم الذي يعود فيه إلى مدينته، كآلاف السوريين الراغبين بالاستقرار بعد سنواتٍ من المعاناة، ويؤكد أنه “غير نادمٍ” على خروجه من الغوطة، “ربما هذا قدري ولكن عملي لن يختلف بين منطقة وأخرى، وهذا ما يخفّف ألم الفراق”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة