ستة محاور و18 جهة عسكرية

“حرب الشوارع” تبدأ في “عاصمة الخلافة”

camera iconمقاتلون من قوات سوريا الديموقراطية خلال معركة الرقة الكبرى - 10 حزيران 2017 - (رويترز)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

تتسارع المعطيات الميدانية في محيط مدينة الرقة، المعقل الرئيسي لتنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، فلم يمض أسبوع على الإعلان عن المعركة “الكبرى” للسيطرة على المدينة حتى دخلت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) أوّل أحياء المدينة من جهتها الشرقية والغربية.

توغل كبير حققته “القوات الكردية” قياسًا بالعمليات العسكرية السابقة التي بدأتها للسيطرة على المدينة، معتمدةً بشكل أساسي على الغطاء الجوي الذي تقدمه طائرات التحالف الدولي، إضافةً إلى العنصر العددي الكبير، الذي يحاول تشتيت القوة العسكرية للتنظيم، والانتقال إلى حرب الشوارع التي يتحضر لها التنظيم منذ الأشهر الثلاثة الماضية.

ستة محاور و18 جهة عسكرية

في 6 حزيران الجاري أعلنت “قسد” مرحلتها الخامسة و”الكبرى” للسيطرة على المدينة، وقالت في بيان لها “بعد مقاومة بطولية في دير الزور ومنبج وكوباني وتحرير جميع القرى المحيطة بالرقة، نعلن اليوم البدء بالمعركة الكبرى لتحرير المدينة العاصمة المزعومة للإرهاب والإرهابيين”.

وأوضحت أن المعركة تلقى مشاركة عسكرية كبيرة من “وحدات حماية الشعب”، و”وحدات حماية المرأة”، و“جيش الثوار”، و“جبهة الأكراد”، و“لواء الشمال الديمقراطي”، و“قوات العشائر” و“لواء مغاوير حمص”.

إضافةً إلى “صقور الرقة”، و“لواء التحرير”، و“لواء السلاجقة”، و“قوات الصناديد”، و“المجلس العسكري السرياني”، و“مجلس منبج العسكري”، و“مجلس ديرالزور العسكري”، و“قوات النخبة”، و“قوات الحماية الذاتية”، و“مجلس الرقة المدني”، و“مجلس سوريا الديمقراطية”، و”وجهاء ورؤساء عشائر المنطقة”.

حي المشلب من الجهة الشرقية للرقة كان فاتحة العملية العسكرية تجاه المدينة، إذ أعلنت القوات، في 9 حزيران، السيطرة عليه بالكامل بعد التقدم الواسع الذي أحرزته في قرى النزهة وتل زيدان، ورقة السمرة.

وبحسب خريطة السيطرة الميدانية بدأت “قسد” المعركة من ستة محاور، ثلاثة منها من الناحية الشرقية، إلى جانب محورين من الناحية الشمالية، ومحور واحد من الناحية الغربية.

وتتركز عملياتها العسكرية بشكل أساسي من الناحية الشرقية، وتحاول الزحف إلى عمق المعقل الأساسي للتنظيم.

من الجانب الآخر تشهد الجهة الغربية من المدينة تقدمًا أيضًا، حيث سيطرت “سوريا الديمقراطية”، في 10 حزيران، على حي السباهية البوابة الغربية للمدينة.

وغدت على مشارف ثلاثة أحياء هي: حطين، القادسية، والرومانية، الذي أعلنت اقتحامه واقتراب السيطرة عليه.

وفي سياق العمليات العسكرية قال المبعوث الأمريكي لـ “التحالف الدولي”، بريت مكجورك، إن وتيرة الحملة المدعومة من الولايات المتحدة للسيطرة على الرقة في سوريا “تتسارع”.

وأضاف أن “حملة الرقة تمضي قدمًا، وتشبه الأحداث تلك التي في الموصل”.

فوسفور يستهدف المدينة

من جهة أخرى عرضت وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم أكثر من تسجيل مصوّر قالت إنه قصف بالنابالم الحارق والفوسفور الأبيض على أحياء المدينة، وسط قصف مدفعي من قبل القوات الكردية على الأحياء السكنية.

واعتبرت أن طائرات التحالف الدولي “تحرق” مدينة الرقة بالفوسفور الأبيض منذ اليوم الأول للعمليات العسكرية، وأوقعت عشرات الضحايا والجرحى من المدنيين.

وأكدت مصادر متطابقة استهداف المدينة بالفوسفور، ما فجّر غضبًا في الصحافة الأمريكية تجاه القوات المشاركة في التحالف.

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” مقتل 25 طفلًا وإصابة آخرين، نتيجة اشتداد المعارك في الرقة، في الأيام الثلاثة الأولى للمعركة في المدينة، وبقاء أكثر من 40 ألفًا آخرين محاصرين في خط الاشتباكات.

وقال المتحدث باسم “يونيسف” كريستوف بوليراك، في مؤتمر صحفي، إن “العنف الشديد في الرقة يهدد حياة أكثر من 40 ألف طفل محاصر في ظروف خطيرة للغاية”.

وأضاف أن 80 ألف طفل هُجّروا من مناطقهم نتيجة الاشتباكات، داعيًا إلى إجلاء الأطفال من المحافظة بشكل آمن.

قوات الأسد تحاول دخول المحافظة

علاوة على تقدّم “قسد”، دخلت قوات الأسد والميليشيات الرديفة الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، فسيطرت على كل من قرى: دبسي عفنان، ومشرفة الحجر، خربة محسن وخربة السبع وخربة حسان والسليحية والترقاوي، وتحاول التقدم باتجاه الجنوب من نفوذ “سوريا الديمقراطية”.

ويأتي هذا التقدم بدعم جوي من قبل الطائرات الروسية، إلى جانب نخب فرق قوات الأسد والميليشيات المساندة، أبرزها “قوات النمر”، و”حزب الله اللبناني”.

وبالتزامن مع تقدم الأسد قالت الرئيسة المشتركة لمجلس “سوريا الديمقراطية”، إلهام أحمد، إن قوات الأسد “تقصف قواتنا في ريف الرقة بهدف عرقلة حملة تحرير المدينة”.

وسبق وصرح مصدر عسكري في النظام السوري لوكالة “رويترز”في 2016 الماضي أن قوات الأسد تنوي التقدم إلى محافظة الرقة، المعقل الرئيسي لتنظيم “الدولة” في سوريا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة