انحراف البصر.. حالة عينية شائعة وبسيطة

انحراف البصر.. حالة عينية شائعة وبسيطة
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

هناك مجموعة من الاضطرابات العينية المترابطة تسمى عيوب الانكسار، وتشمل قصر البصر (الحسر) وبعد البصر (المد) وحرج البصر (الانحراف)، وقد يكون الشخص مصابًا بالانحراف وبنفس الوقت لديه قصر أو مد بصر أيضًا، ويؤدي الانحراف إلى نقص بالرؤية، وإذا تُرك دون معالجة فقد يسبب الصداع وإجهاد العينين وتعبهما، لذلك من المهم تشخيص الحالة بصورة مبكرة جدًا.

ما المقصود بانحراف البصر؟

انحراف البصر، أو الأستجماتيزم، أو حرج البصر، أو اللابؤرية، كل هذه المصطلحات تعبر عن التغيير المرضي نفسه، والذي يكون فيه سطح القرنية أو العدسة غير كروي، وهي حالة عينية شائعة، وبسيطة عادة، لكنها تؤدي إلى تشوش الرؤية أو اضطرابها، وفيها لا تقوم القرنية بتجميع أشعة الضوء والصورة وإرسالها إلى الشبكية بشكل صحيح، ما ينتج عدم اتضاح في الرؤية مع شيء من الإعتام أحيانًا.

وفي بعض الحالات يستطيع الشخص أن يرى المعالم الأفقية للأشياء، لكن دون القدرة على تمييز المعالم العمودية لها، وترجع هذه الحالة إلى عدم انتظام سطح القرنية أو العدسة بأن تكون محاورها غير متساوية، فتتكسر الأشعة الضوئية الداخلة إلى العين بدرجات متفاوتة في المحاور المختلفة للقرنية والعدسة، وتكون نقط تجمعها متلاصقة بحيث تكون خطًا بؤريًا بدلًا من تجمعها في نقطة بؤرية واحدة، وتكون الصورة النهائية مشوهة وغير حادة وخاصة إذا ارتبطت بأخطاء انكسارية أخرى كقصر النظر أو بعده، وهذا ما يزيد درجة ضعف الإبصار.

هناك نمطان من انحراف البصر

المنتظم، عندما تكون القرنية منحنية في اتجاه أكثر من الاتجاه الآخر، وهو النمط الشائع.

اللامنتظم، عندما يكون انحناء القرنية غير متجانس على سطح العين، فبدلًا من أن يكون معظم الانحناء في أحد الاتجاهات، يكون في عدة اتجاهات أو يكون أكثر نحو الأسفل، وينجم الانحراف اللامنتظم عن إصابة عينية سببت ندبة على القرنية غالبًا.

كما يمكن أن نميّز الأشكال المختلفة للانحراف:

البسيط، والمركب (حسري أو مدي)، والمختلط (حسري ومدي معًا).

ما أسباب الإصابة بانحراف البصر؟

  • عيب خلقي في شكل القرنية، وقد يكون هناك عامل وراثي.
  • تغيرات القرنية نتيجة الإصابات التي تؤدي إلى تمزق فيها أو جرح أو حادث سابق للقرنية، أو التهابات مزمنة في القرنية لم تعالج بشكل صحيح ما أدى إلى تشكل ندبات عليها، أو نتيجة الجراحات مثل جراحة زراعة القرنية أو استئصال الساد.

بعض الحالات التي تصيب الأجفان وتُشوه القرنية.

  • انحراف في العدسة.
  • مرض السكر.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • القرنية المخروطة.

أعراض انحراف البصر

تختلف أعراض الانحراف باختلاف حدته، فإذا كان بمقدار درجة واحدة فإنه يعتبر طبيعيًا، وإذا زاد إلى درجتين أو ثلاث فقد يتسبب في نقص بسيط في الرؤية.

أما إذا وصل إلى درجة كبيرة فإنه يتسبب في نقص شديد للرؤية، ويظهر ذلك عند القيام بأنشطة تتطلب التركيز كالقراءة أو الجلوس لساعات طويلة أمام التلفاز أو الحاسوب، فتظهر أعراض الإجهاد العيني.

وتقل القدرة على الدرس والحفظ بشكل ملحوظ، وفي حال أهمل العلاج يصاب الطفل بالصداع المستمر والتعب والشعور بالخمول وثقل الأجفان والكسل، وتتزايد عنده العقد النفسية، وتزداد حالته سوءًا لتخلفه عن أقرانه وتراجعه المدرسي.

كيف يُشخّص انحراف البصر؟

عند الاشتباه بوجود مشاكل في الرؤية عند الطفل يجب مراجعة طبيب العيون، وقد لا يكون من المستطاع كشف المشكلة لدى الطفل بفحص دوري، لذلك يقوم طبيب العينية بإجراء اختبار حدة الإبصار (اختبار القدرة على قراءة أحرف بأحجام مختلفة على لوحة خاصة موضوعة على مسافة معينة) واختبار قياس تقوس القرنية (باستخدام جهاز قياس تقوس القرنية).

وفي حال تبين أن الرؤية لدى الطفل طبيعية بعد الفحص ينبغي الاستمرار في إجراء الفحص العيني مرة كل سنة، وبالنسبة للبالغين فينبغي أن يخضعوا للفحص العيني مرة كل سنتين، أما في حال تبين وجود انحراف بصر فيجب معالجته.

كيف يتم العلاج؟

تكون المعالجة باستخدام عدسات مصحِّحة (نظّارات أو عدسات لاصقة) أو جراحة ليزرية عادة.

ويعتمد نوع العدسات على نمط الانحراف، فالمنتظم يعالج بالنظارات أو العدسات اللاصقة، وتعد النظارات والعدسات اللاصقة متساوية الكفاءة في المعالجة لذلك يعتمد نوع العدسات المصححة على التفضيل الشخصي، أما الانحراف اللامنتظم فلا يمكن تصحيحه بالنظارات وإنما بالعدسات اللاصقة.

وبالنسبة للجراحة الليزرية فهي عملية تستغرق 20-30 دقيقة، وتتم باستعمال الأشعة الليزرية لإعادة تشكيل نسيج القرنية وتغيير انحنائه، حيث تُزال الطبقة الخلوية الخارجية لسطح القرنية، ثم يستعمل الليزر لإزالة النسيج وتغيير شكل القرنية، وتترك لتشفى.

وفي بعض الأحيان، وخصوصًا لدى مرضى السكري، فإنهم يحتاجون لزراعة قرنية في حالة فقدان النظر شبه الكلي مع الانحراف.

الوقاية من ظهور أعراض الانحراف

  • عدم النظر لساعات طويلة لشاشة التلفاز أو الحاسوب، والحرص على توفير الراحة للعيون.
  • المشي قليلًا في المنزل أو الخروج للتنزه في أماكن واسعة، ما يساعد على تنشيط العيون وخاصةً في حالات الإرهاق الشديد والتعب.
  • في حال الشعور بألم في الرأس أثناء النظر بتركيز، يجب مراجعة طبيب العيون لإجراء الفحوص اللازمة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة