الثوار يسيطرون على عدرا العمالية، ويؤمّنون مستودعات للطحين
عنب بلدي – العدد 95 – الأحد 15/12/2013
سيطرت كتائب المعارضة يوم الخميس 12 كانون الأول على مدينة «عدرا العمالية» في ريف دمشق، وسط اتهامات حول مقتل عدد كبير من مؤيدي الأسد، بينما أكد مقاتلو المعارضة أن الذين قتلوا كلهم من المسلحين، وأنهم اغتنموا احتياطي الطحين في المنطقة.
وبعد اشتباكات عنيفة ضد قوات الأسد مدعومة بمقاتلي الدفاع الوطني على محور الأوتستراد الدولي (دمشق-حمص)، تمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على حاجز «جسر بغداد» أكبر الحواجز في المنطقة، واقتحام مدينة «عدرا العمالية» (20 كيلومتر شرق دمشق)، والسيطرة عليها بالكامل.
وشارك في العمليات «جبهة النصرة» وكتائب من «الجبهة الإسلامية» أبرزها «جيش الإسلام»، إضافة لـ «أجناد الشام» وغيرها من الكتائب العاملة في الغوطة الشرقية.
وفي الوقت الذي لم تُصدر كتائب المعارضة بيانًا توضح فيه تفاصيل العملية، وجه المرصد السوري لحقوق الإنسان ووكالة رويترز اتهامات للمعارضة بمجازر ارتكبت بحق 15 مدنيًا على الأقل وهم «علويون ودروز»، واعتقال عدد كبير منهم.
لكن مقاتلي المعارضة أكدوا أن القتلى جميعهم كانوا من المسلحين، ونقلت وكالة «سمارت نيوز» أن المواجهات أوقعت قرابة 100 قتيل من قوات الأسد، في حين قتل 10 عناصر من «جبهة النصرة» و»الجبهة الإسلامية»، كما شهدت المدينة قصفًا من قوات الأسد إثر تحريرها.
ونقل شهود عيان أن بعض المدنيين المؤيدين للأسد انتحروا مفضلين ذلك على الوقوع بيد مقاتلي المعارضة، وقد وثق هذه الحالات عدد من الصفحات المؤيدة للأسد. كما أشارت «سمارت نيوز» أن قائد اللواء «156» في الضمير العميد عبد الكريم شاهين قتل خلال الاشتباكات.
واعتقلت المعارضة أكثر من 600 شخص، من “الشبيحة والموظفين الموالين للنظام، والذين كانوا على رأس عملهم لحظة سقوط المدينة» وفق «سمارت»، وأكد الناشطون إطلاق سراح عدد منهم بعد استكمال التحقيقات معهم، وأن التحقيق مستمر مع من تبقّى، كما أشاروا أن أكثر من 500 عائلة ونحو ألفي عامل في المدينة الصناعية، لجؤوا إلى الأقبية.
وبسيطرتهم على المدينة التي كانت تؤوي عددًا كبيرًا من نازحي البلدات المجاورة، وصل مقاتلو المعارضة إلى الاحتياطي الاستراتيجي من الحبوب، كما سيطروا على المنطقة الصناعية التي كانت تشكل عصبًا اقتصاديًا في المنطقة، وبحسب ناشطين فإن كتائب «الجبهة الإسلامية»، بدأت تؤمّن مستودعات الحبوب إلى داخل الغوطة الشرقية.
في المقابل استقدمت قوات الأسد تعزيزات من وحدات «الدفاع الوطني»، بهدف استعادة البلدة، ونقل التلفزيون السوري الرسمي أن المعارك العنيفة مستمرة منذ يومين في شوارع المدينة وعلى أطرافها، وأضاف التلفزيون أن هذه القوات «نجحت بقتل 22 مقاتلًا سعوديًا» بصفوف «جيش الإسلام»، بينما نقلت مواقع مؤيدة للأسد أن مقاتلي «جبهة النصرة» قتلوا رئيس بلدية عدرا المعروف بـ «أبو عدنان» وقطعوا رأسه وعلقوه في السوق.
وصرّح مصدر عسكري لوكالة «سانا» الإخبارية، بأن قوات الأسد «مصممة على بتر يد الإرهاب الآثمة التي امتدت إلى السكان العزل في منازلهم في مدينة عدرا العمالية السكنية».
بدوره، قال رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي إن «الحكومة تدين المجازر الإرهابية التي يرتكبها الإرهابيون على أرض الوطن، والتي كان آخرها المجزرة الوحشية في مدينة عدرا العمالية السكنية، التي يقطنها بعض العاملين، وأبناؤهم المدنيون في الجهات الحكومية وغير الحكومية».
يذكر أن مقاتلي «الجبهة الإسلامية» في الغوطة الشرقية تقدموا على أكثر من محور منذ تشكيل «الجبهة» بالتنسيق مع كتائب أخرى، أبرزها تحرير 6 بلدات جنوب الغوطة، وفك الحصار المطبق منذ أكثر من عام.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :