tag icon ع ع ع

قنديل ضاهر

هناك خطوات رئيسيّة عديدة تجعل حياة الإنسان أكثر سعادة، وأغلبها خطوات تعتمد على التغيير في شخصيّة الإنسان. وربما يكون أهمّها أبدًا تغيير طريقة التفكير وردّة الفعل أمام ما يحصل معنا وأمامنا في الحياة.

هنا بعض الأشياء التي لو غيّرناها ستجعل حياتنا أكثر سعادة:

– بدلًا من التوتّر والقلق بشأن الوصول للأهداف، الجداول الزمنيّة.. عليك بالمتابعة والمرونة.

– بدلًا من الغضب على أناس لا يماثلون توقعاتك، كن لينًا مع ما تتوقعه منهم.

– بدلًا من الغضب على أشياء لا تحدث كما تُحبها أنْ تكون، اقبل أنّ من طبيعة الأشياء أنّها غير متوقعة أصلًا، واقبل ما يحدث.

في معظم الأحيان.. هذا كلّ شيء.

بكلمات أخرى، عليك تطوير مرونة ذهنك. وهذا أفضل ما يمكن أن تفعله لنفسك، لأنّه يجعل ذهنك أكثر صفاءً وسعادة. ستستغرق بعض الوقت لتطوير هذه العادة الذهنيّة، وإليك كيف ولماذا تفعل ذلك.

لماذا تطوّر ذهنًا مرنًا؟

سبب الإحباط، الانزعاج، الغضب والحزن هو ذهن جامد متصلّب (غير مرن) فعندما يريد أحدنا أن يتمسك بطريقة تفكيره يتمنى الأشياء أن تكون كما يُحب، سيكون مرتاحًا معها. ولكن حالما تخالف الأشياء تلك الطريقة، يتحوّل من الراحة إلى الحزن والإحباط.

لهذا فإنّ تطوير ذهن مرن هو طريقة لتكون منفتحًا على كلّ شيء، سعيدًا بالتغيير، مستعدًا لأيّ موقف. فإذا كان هناك ما يعكّر حياتك ويجعلك حزينًا، فهو كذلك فقط بسبب طريقة تفكيرك إزاءه، واختلافه عن الطريقة التي تتمنى أن تتم الأشياء بها، وبالطريقة التي تريحك.

فإذا تخليّت عمّا تتمنّاه، لن يكون الأمر سيئًا كما تتوقع. هو مختلف فقط، وفي الحقيقة سيكون أمرًا جيدًا إنْ دمجته في حياتك ورأيت في ذلك فرصة جيّدة.

كلّ ما في الأمر هو أن تطور قدرتك على قبول التغيير والاندماج به، لتصبح مرنًا، وبالتالي تبسِّط حياتك.

الكيفيّة: تمارين بسيطة.

لا يمكن تطوير ذهن مرن في يوم وليلة.. ليس بالسهولة أن تغيّر عقلك كما يمكنك أنْ تفعل مع شكلك الخارجي. يجب أنْ تطوّر عاداتك الذهنيّة بتغييرات بسيطة وتدريجيّة مع الوقت.

– التزم، لأسبوع واحد، حاول أنْ تترك خلفك ما كنت متمسّكًا به عندما تصبح منزعجًا، وغاضبًا.

– ضع قائمة بالأشياء التي كانت تطلق تلك المشاعر السيئة (مضايقة في المواصلات، ضجيج من أحدهم عندما تعمل أو تدرس، تُقاطَع في كلامك أو عملك، أو ربما شركاؤك في السكن لا ينظفون وراءهم كما يجب…الخ)

– عندما تنطلق تلك المشاعر، توقّف قليلًا. لاحظ هذا الشعور وهو يتصاعد. اشعر به، ولكن لا تفعل أي شيء. فقط تنفّس.

– حاول أنْ تراقب ما أنتَ متمسّك به (تتمنّى من سائق الباص أنْ يكون مهذبًا، تتمنّى أنْ تفعل ما تحبّ فعله دون أيّ مقاطعة، تتمنّى من أصدقائك أنْ ينظفوا المنزل بشكل جيّد)، هذه الأمنيات خياليّة… دعك منها.

كن منفتحًا على الأشياء بطبيعتها (الغير متوقّعة)، غيّر، تنفّس، افتح قلبك، اقبلها.

– الآن تصرّف على نحو ملائم، بدون تمنّي أنْ تكون الأشياء مختلفة.

كرّر ذلك مرة واحدة كل يوم، أو على الأقل عدة مرات خلال الأسبوع.. وعليك أنْ تتعايش مع أنّك لن تكون ممتازًا –ليس هناك أحد كامل- منذ البداية. فهي مهارة صعبة كي تتقنها وتصبح مرنًا بشكل رائع، وذلك لأنّنا نملك قوالب عاطفيّة جاهزة تكوّنت فينا بمرور السنين. ولكنّه أمر جيد كفاية كي تكون مدركًا ذلك، وتحاول تغييره ولو مرّة يوميًا.

كن مرنًا في رغباتك وفي تعايشك مع الناس والأحداث وتفاعلك معها، وستصبح أكثر سعادة.

 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة