صحف غربية: تركيا تفشل في معركة الباب.. ما الحل؟

توغل القوات التركية داخل الأراضي السورية ضمن غرفة عمليات درع الفرات 26 آب AFP.

camera iconتوغل القوات التركية داخل الأراضي السورية ضمن غرفة عمليات درع الفرات 26 آب AFP.

tag icon ع ع ع

فشلت تركيا في اقتحام مدينة الباب، وهي المعقل الرئيسي لتنظيم “الدولة الإسلامية” في ريف حلب، رغم تقديمها غطاءً جويًا وبريًا لفصائل “الجيش الحر” المنضوية في غرفة عمليات “درع الفرات”.

وترصد عنب بلدي، ما جاء في صحيفة بريطانية وروسية حول معركة الباب، إذ اتفقت الصحيفتان في تقريرين منفصلين على أن تركيا فشلت في المواجهات ضد تنظيم “الدولة” حتى اللحظة.

ثمن باهظ وتقدم بطيء

صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، اعتبرت أن تركيا انزلقت في مستنقع الباب، وراهنت على انتزاع المدينة من التنظيم الجهادي في وقت سريع، لكنها فشلت في ذلك.

ونشرت الصحيفة مقالًا للكاتب باتريك كوكبرون، الخميس 26 كانون الثاني، أشار من خلاله إلى أن القادة العسكريين الأتراك كانوا يأملون في إحراز الانتصار النهائي بسرعة في الباب، لكنهم لم يتمكنوا حتى الآن من خرق خطوط دفاع “داعش” في المدينة.

ونقلت “الإندبندنت” عن الخبير التركي متين غوركان، أن 47 جنديًا تركيًا على الأقل قتلوا منذ اندلاع معركة الباب، بالإضافة إلى تدمير 11 دبابة للجيش التركي.

كما احتوى التقرير على إحصائية قال الكاتب إنها منقولة عن ناشطين معارضين، تشير إلى أن 352 مدنيًا، بينهم 77 طفلًا و48 امرأة، قتلوا بالقصف المدفعي التركي والغارات الجوية على مدار الأشهر الخمسة الماضية في المنطقة.

وأشار الكاتب إلى أن أنقرة تلقي بجزء من اللوم على الولايات المتحدة، لرفضها تقديم الدعم الجوي للعمليات التركية في الباب، معتبرًا أن الإحجام الأمريكي جاء لكون العمليات التركية موجهة ضد “وحدات حماية الشعب” الكردية، التي تعتبرها واشنطن القوة الأكثر فعالية لمواجهة “داعش”.

القوى الجوية التركية لا يعوّل عليها

صحيفة “إيزفيستيا” الروسية، وفي تقرير نشرته اليوم، الجمعة 27 كانون الثاني، رأت أن الهجوم التركي على الباب يراوح مكانه، بسبب ضعف التغطية الجوية.

وذكرت الصحيفة أنه في نهاية الأسبوع الماضي، تمكن تنظيم “الدولة” من انتزاع بلدة السفلانية (شرق الباب)، والتي تبعد ستة كيلومترات عن المدينة، ومنع بذلك المهاجمين من الوصول إلى الضواحي الشرقية للباب ووضعها بين فكي كماشة.

خسر الأتراك في الهجوم على السفلانية نحو خمسة قتلى وتسعة جرحى، ودمرت لهم دبابتا “ليوبارد-2″، وفق الصحيفة.

ونقلت الصحيفة، عن وسائل إعلام تركية لم تسمّها، أن أحد أسباب الفشل الجديد حول الباب يكمن في ضعف التغطية الجوية التركية للقوات البرية المهاجمة.

وعزت الصحيفة الضعف الجوي التركي إلى “حملة التطهير الواسعة التي تعرض لها سلاح الجو التركي، على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز الماضي، إذ كان ضباط سلاح الجو التركي هم الأكثر فعالية بين المشاركين في الانقلاب”.

هل تتعاون أنقرة مع الأسد؟

صحيفة “إيزفيستيا” المقربة من الكرملين، أوردت رأيًا لكبير الباحثين في مركز “الدراسات العربية والإسلامية” في معهد “الاستشراق”، قسطنطين ترويتسيف، معتبرًا أنه ربما نرى تعاونًا تركيًا مع الأسد في معركة الباب.

ونقلت الصحيفة عن الباحث قوله إنه “لا يُستبعد أن يحرر الأتراك مدينة الباب، بقوة مشتركة مع الجيش السوري، بمساند فعالة من الطيران الحربي الروسي”.

وأشار ترويستيف إلى أن “القوات الحكومية السورية بدأت هجومًا إلى الشرق من مدينة حلب، في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش، وبإمكانها الوصول قريبًا إلى الباب”.

وأنهى الباحث، وفقًا للصحيفة، بالقول “لعل جغرافية الضربات الجوية تشير إلى ذلك، كما أن تجربة أجريت خلال الأسبوع الماضي بتوجيه ضربات مشتركة (روسية- تركية)، أكدت إمكانية التعاون الفعال”.

بدأت القوات التركية و”الجيش الحر” معركة الباب، منتصف تشرين الثاني الماضي، ووصلت إلى مشارف المدينة الغربية والشمالية، وتحاول التقدم بنحو بطيء شرقها، دون تحقيق أي اختراق في أحيائها، حتى ساعة إعداد الخبر.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة