مدرّس متقاعد يتخذ من لاجئ سوري “ابنًا” له في ألمانيا

اللاجئ السوري إلى جانب المدرس الألماني المتقاعد (وسائل إعلام ألمانية)

camera iconاللاجئ السوري إلى جانب المدرس الألماني المتقاعد (وسائل إعلام ألمانية)

tag icon ع ع ع

بعد أن فقد اللاجئ السوري محمد جميع أفراد عائلته إثر القصف على المدينة حلب، لجأ إلى ألمانيا العام الماضي، ويعيش اليوم داخل منزل مدرس متقاعد ألماني يقول إنه كوالده.

ترجمت عنب بلدي مقتطفات من قصة محمد عن الموقع الألماني”sueddeutsche“، والذي نشرها مساء الخميس 5 كانون الثاني.

وذكر الموقع أن المدرس الألماني إلمر بيشلماير، استقبل محمد في منزله، ويعيش الاثنان حتى اليوم منذ 13 شهرًا، كأب ووالده في ولاية بادن فورتمبيرغ، جنوب ألمانيا.

“عاش محمد معي لمدة شهر وكنا نتواصل عن طريق تطبيق الترجمة على الهاتف، وحين سألني هل تساعدني بدافع الشفقة أم أنك تريد أن تكون والدي الثاني، أحسست بالعجز عن الإجابة”، يقول إلمر في حديثه للموقع.

ويشير المدرس الألماني إلى شعوره بأن محمد كان يبحث عن سند قوي، “لذلك كتبت له حينها: أنا بمثابة الأب بالنسبة لك، وهنا رأيت ضحكته على وجهه”.

يبلغ إلمر من العمر 73 عامًا، ويعيش محمد معه منذ تشرين الأول من عام 2015، ويقول الألماني إنه ساعد اثنين من اللاجئين سابقًا، من كمبوديا وسيبيريا.

ويشرح أن اللاجئ السوري عاش معه بشكل مؤقت بعد أن كان في مخيم اللاجئين، “إلا أنه اليوم ولدي الثالث وأريد الاعتماد عليه في وقت لاحق”.

واستقبلت وزارة الداخلية الألمانية أكثر من 890 ألف طلب لجوء عام 2015، بعضهم حصل على منزل وآخرون يعيشون في “الكامبات”، بينما استضافت بعض العائلات الألمانية قلة منهم في منازلهم الخاصة.

ويقول محمد للموقع إنه غادر حلب بعد مقتل عائلته في شباط من عام 2015، وخاض رحلة طويلة إلى ألمانيا، استمرت ثمانية أسابيع حتى وصوله إلى اليونان.

استقلّ الشاب قاربًا للاجئين عبر به بحر إيجه، واضطر للسباحة ثلاث ساعات إلى إحدى الجزر اليونانية عقب غرق القارب.

اعتقل محمد أسبوعين داخل سجن في المجر لأنه دخل بشكل غير شرعي إلى البلاد، وأخلي سبيله بعدها ليغادر إلى النمسا ومنها إلى ألمانيا.

وحصل في ولاية بادن فورتمبيرغ على هوية مؤقتة، كما خضع لدورة لغة ألمانية إلى أن التقى إلمر.

ينادي محمد المدرس الألماني “بابا” منذ ذلك الوقت، ويعتبره والده الثاني وفق شهادته للموقع الألماني، وهذا ما يبادله إياه المدرس العجوز.

يحاول اليوم الحوصل على رخصة قيادة تساعده في العمل داخل ألمانيا، ويرى أن قوانين السير في ألمانيا “معقدة وليست كما كان عليه الوضع في سوريا”.

ويختم حديثه بأنه سعيد في حياته، ويقول مبتسمًا “هناك بعض المشاكل بيننا فإلمر يجعل المطبخ يوميًا بحالة من الفوضى، ويستخدم الكثير من الأواني والأطباق، لذلك أن أطبخ غالبًا ونتناول الطعام سويًا”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة