في واحدة من أهم الحاضنات الرياضية في سوريا خلال عقدين سبقا الثورة ضد النظام السوري، غابت الرياضة عن مدينة حمص، مسقط رأس ناديي الكرامة والوثبة العريقين في سوريا، ولأن الحياة يجب أن تستمر رغم الحرب والحصار، احتضن حي الوعر، آخر الأحياء “المحررة” في المدينة، فعاليات رياضية رائدة على مستوى المناطق المحررة في سوريا.
وخلال فترة إعداد الملف، تعرّض حي الوعر لتصعيد عسكري عنيف من قبل قوات الأسد، برًا وجوًا، وبمختلف أنواع الأسلحة بما فيها القنابل العنقودية، ما تسبب بمقتل وإصابة عدد من المدنيين بينهم أطفال ونساء، وانعكس ذلك بشكل فوري على جميع مفاصل الحياة ما سبب صعوبة في تنفيذ الرياضات والفعاليات في الحي.
جالت كاميرا عنب بلدي في عدد من الصالات الرياضية، وحضرت حصصًا تدريبية لأطفال الحي بالرياضات الفردية وألعاب القوى، والتقت السيد عبد العزيز دالاتي، مدير اللجنة التنفيذية لهيئة الرياضة والشباب في حمص، والذي عمل سابقًا حكم درجة أولى في كرة القدم، وتعرض لاعتقال وتعذيب مطلع الثورة بسبب انحيازه لها، وما لبث أن أعلن انشقاقه عن الاتحاد الرياضي العام، وانتسابه للاتحاد الرياضي الحر.
وحول النشاط الرياضي في الوعر، يوضح دالاتي أنه في بادئ الأمر افتتحت مراكز تدريب لمختلف الرياضات بالتعاون مع رياضيين ذوي خبرة وكفاءة، بهدف إعداد جيل رياضي يكون مميزًا رغم القصف والحصار، ويحتوي الحي اليوم على رياضات: كرة القدم، جودو، كيك بوكسينغ، ملاكمة، كرة طائرة، كاراتيه، كرة طاولة، والهيئة بصدد دراسة مشروع افتتاح مركز شطرنج في الداخل.
وتمثل النجاح اللافت لرياضة حمص “الحرة” بمهرجان حمص الرياضي، بنسختيه الأولى والثانية (أيار 2015- أيار 2016)، والذي يصفه دالاتي بـ “الأولمبياد المصغر” داخل الوعر، يقول “المهرجان الرياضي الأول شارك فيه نحو 1250 رياضيًا من مختلف الأعمار، شاركوا في 11 رياضة، وكان بمثابة المشروع الأول من نوعه على مستوى المناطق المحررة في سوريا”.
وعقب المهرجان الثاني الذي أقيم قبل أشهر في الوعر، ورعته الهيئة العامة للرياضة والشباب، أقيم مهرجان مماثل في الغوطة الشرقية بريف دمشق حقق نجاحًا كبيرًا، كما يقول دالاتي، الأمر الذي اعتبره فخرًا للرياضة الحرة في سوريا.
اليوم هناك حملة عسكرية كبيرة على حي الوعر، الحياة معدومة والناس في الملاجئ، وبطبيعة الحال النشاطات الرياضية متوقفة، ولكن بمجرد أن تنتهي الحملة سيعود اللاعبون إلى مراكز التدريب والمدربون أيضًا، فالرياضة هي المتنفس الوحيد في الوعر، كما يرى دالاتي.
تابع قراءة ملف: رياضة سوريا الحرة خارج المستطيل الأخضر
الهيئة العامة للرياضة.. محاولات البحث عن مؤسسة جامعة
الدعم المالي وعقود الرعاية للهيئة العامة للرياضة
الرياضة السورية بعيون مسؤولي الاتحادات واللجان
عشرة أطفال رياضيين قتلتهم الطائرات الروسية في حلب
المنشآت الرياضية المستهدفة في سوريا خلال الأشهر الستة الأخيرة
الإنجازات الدولية للمنتخبات السورية “الحرة”
رياضات يمارسها المقاتلون وتشاركهم المعارك
هل تمارس النساء الرياضة في الشمال “المحرر”
قلب الغوطة الشرقية ينبضُ بالنشاطات الرياضية
نادي دوما الرياضي.. 60 عامًا على أرض الغوطة
نادٍ رياضي يديره “جيش الإسلام” في الغوطة
أيمن عبد الجواد.. طفلٌ نافس الكبار وحصل على المركز الأول في لعبة الطاولة
الرياضة في حوران.. نشاطٌ واسع بإدارة المخضرمين
التصعيد في حلب يصيب رياضاتها بالشلل
حمص.. كرنفالات رياضية في ظل الحصار
رياضة الجزيرة تغرّد خارج اتحاد النظام
لقراءة الملف كاملًا في صفحة واحدة: رياضة سوريا الحرة خارج المستطيل الأخضر
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :