تحاول المنظمات المدنية والمجالس المحلية والمديريات التابعة للحكومة المؤقتة، سد الثغرات التي أحدثتها سنوات الحرب الخمس في محافظتي درعا والقنيطرة، لا سيما أن مساحات واسعة منها باتت خارجة عن سيطرة النظام السوري.
وتعتبر “غصن زيتون” من أبرز المؤسسات التي نشأت في ظل الثورة، وتهتم بالعملية التربوية والاجتماعية لأطفال حوران. فمن حلم صغير لثلاثة شباب برسم الابتسامة على شفاه الأطفال، انطلقوا قبل أربعة أعوام، ليغدو حلمهم اليوم مشروعًا متميزًا.
“غصن زيتون” هي منظمة إنسانية، تُعنى بالجانب الإنساني بشكل عام ومنه الجانب التعليمي، تأسست بجهود تطوعية من قبل شباب مثقفين، من أجل النهوض بالواقع التعليمي للطفل في حوران، بحسب ما أوضح محمد فارس أبو مجد، نائب مدير التعليم في المنظمة، وأطلع عنب بلدي على عملها ومشاريعها في المنطقة، والصعوبات التي تعترض الفريق.
وأوضح أبو مجد أن “غصن زيتون” نفذت 35 مشروعًا تعليميًا، توزعت بين مراكز ثقافية وروضات للأطفال في مرحلة الروضة والمرحلة الابتدائية بدوامين، بالإضافة إلى مراكز ثقافية ومراكز مهنية، وباصات زيتون الترفيهية، التي تقوم بعملية الترفيه والتعليم. أيضًا الفرق الجوالة ومراكز الدعم النفسي وتطبيق برامج التعلم الذاتي، كذلك المشاركة بفعاليات وجهود تقوية طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية، من خلال دورات التقوية عبر مراكزها، والاستعداد الدائم للمشاركة في أي جهود تستهدف النهوض بالواقع التعليمي في محافظة درعا.
بالنسبة لكوادر المنظمة، فهم من الاختصاصيين والأكاديميين، حملة الشهادات الجامعية والمعاهد المتوسطة، يتم اختيارهم دائمًا من خلال مسابقات لتعيين الكوادر، ومن خلال تطبيق معايير اختبار واضح وشفاف، بالإضافة لسياسة “غصن زيتون” في المجال التعليمي، وتطبيق برنامج التدريب المستمر.
وأشار أبو مجد إلى أن المنظمة تعمل بشكل دائم على تدريب الكوادر، من خلال إخضاعهم لدورات تقوية ودورات في مجال الدعم النفسي والتوجيه التربوي والمجال الإداري بشكل مستمر، إيمانًا منهم بأن التدريب بكل اختصاص يجب أن يبقى مستمرًا، لتطوير العمل والنهوض به بشكل أكبر.
كما تحدث أبو مجد عن عمل المنظمة في مجال الدعم النفسي، والتي تهدف من خلاله إلى إخراج الطفل من أجواء الحرب والصراع، وتحقيق عملية الانسجام مع التعليم والنهوض بواقعه ومستقبله التعليمي، وقال “هناك برامج كثيرة، منها برامج (أنا أتعامل)، وبرامج (المساحات الصديقة)، وبرامج (المهارت والمرونة)، وغيرها من برامج الدعم النفسي، التي تحقق التوازن عند الطفل، وتجعله أكثر انسجامًا مع العملية التعليمية، وتأقلمًا مع الظروف التي تعيشها سوريا في ظل هذه الأحداث”.
تهتم “غصن زيتون” بحالات التأخر العلمي أو الإعاقات الجسدية، وتابع المسؤول فيها “هناك اهتمام خاص بهذه الحالات من قبل الكادر والمشرفين التربويين، مع سعي المنظمة لافتتاح مراكز خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، لتكون الجهود متكاملة وشاملة تستهدف كل الأطفال بجميع حالاتهم”.
تنسق المنظمة عملها مع الهيئات التعليمية في حوران بشكل دائم ومباشر، وتركز بالمقام الأول التنسيق مع الإدارة المدنية المتمثلة بالمجالس المحلية، ومجلس المحافظة وكل الهيئات التعليمية التي تتبع له، بالإضافة للتنسيق والتشارك بالأفكار والاقتراحات والفعاليات مع كل المنظمات الشريكة العاملة في هذا المجال، من خلال الفعاليات واللقاءات المشتركة، ومن خلال الزيارات وتنسيق أو تشارك بعض الأفكار التي تنهض بهذا الواقع التعليمي، بحسب “أبو مجد”.
الوضع الأمني في حوران والخوف على الأطفال من الاستهداف المباشر يبقى الهاجس الأكبر للقائمين على المنظمة، سواءً في “غصن زيتون” أو أي مركز ومنظمة أخرى، كما أوضح أبو مجد، مضيفًا في حديثه حول الصعوبات التي يواجهها فريقه، أن الهاجس الثاني يكمن في عدم توفر جميع الوسائل والمواد التي تحتاجها برامج التعليم أو برامج الدعم النفسي.
تعتمد “غصن زيتون” دائمًا على المتاح، الذي يضمن نجاح مشاريعها وبرامجها التعليمية، وتطمح بالنهوض بواقعها التعليمي بشكل أكبر، من خلال زيادة عدد المشاريع واستهداف فئة وشريحة أكبر من الأطفال واليافعين، لإنجاز دور مهم فعلًا بالعملية التربوية، في ظل التأخر التعليمي الذي تشهده البلاد خلال هذه الظروف.
تابع قراءة ملف: من المهد إلى الحرب.. أطفال سوريا كبروا
– أطفال مقاتلون في سوريا.. جميع الأطراف تنتهك القانون
– أرقام “مخيفة” عن واقع الأطفال في سوريا
– “يونيسف” لعنب بلدي: لا نستطيع الوصول لكل الأطفال وتحديد المجرم ليس مهمتنا
– المعاهد الشرعية للأطفال.. منهجٌ يلقى قبولًا في إدلب
– معلمون يعملون “آباءً” لأبناء الشهداء في إدلب
– الغوطة الشرقية.. المجالس المحلية ومديرية التربية ترعيان التعليم
– مكتب “أصدقاء اليتيم” يرعى نشاطاته في دوما
– “بيت العطاء” مدرسة داخلية لرعاية الأيتام في الغوطة الشرقية
– “لمسة عافية” يرعى ذوي الاحتياجات الخاصة
– روضة “البيان” تنفرد برعاية الصم والبكم في الغوطة
– إصلاحية للأطفال “الأحداث” تُعيد تأهيلهم في الغوطة الشرقية
– حوران.. “غصن زيتون” تجربة رائدة في العناية بالطفل
– أطفال أطلقوا شرارة الثورة ثم غطوها إعلاميًا
– نشاطات لإنقاذ أطفال حلب.. التسرب من التعليم طال نصفهم
– حمص.. المنظمات والهيئات تُخفف معاناة الأطفال والمشاكل مستمرة
– “الإدارة الذاتية” تُجهّز منهاجًا جديدًا للتلاميذ والطلاب في الحسكة
– أطفال سوريون أثارت مأساتهم الرأي العام العالمي
– الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي.. معركة بعد المعركة
– المسرح والتمثيل طريقٌ للسلام في “بسمة وزيتونة”
– الطفل السوري ضحيةٌ لجميع الحروب
لقراءة الملف كاملًا: من المهد إلى الحرب.. أطفال سوريا كبروا
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :