ضحايا، مقاتلون، محرومون، جائعون.. لم يسلم أطفال سوريا من تبعات الحرب التي أدخلت اضطرابات إلى حياتهم تحتاج سنواتٍ لتجاوزها.
لكنّ الحرب ليست وحدها المسؤولة عن هذه الاضطرابات، بل ساهمت جهاتٌ رسمية وأهلية في انتهاك حقوق الطفل أو حرمانه منها، واستغلال مأساته سياسيًا وعسكريًا ودعائيًا، في الوقت الذي تحاول فيه بعض المنظمات والجمعيات التغلب على هذه المصاعب، وشقّ طريق من نور في مسألة مظلمة تهدّد جيلًا كاملًا بالجهل والضعف.
لم تنجح الحكومة المؤقتة للمعارضة السورية برئاسة أحمد طعمة، منذ تشكيلها في أيلول 2013، برعاية كافة الفئات من الأطفال في الداخل السوري، إذ أدارت تشكيلتان حكوميتان، على مدار سنتين، المكاتب من خلال وزاراتها في الخارج، وعملت على مشاريع للأطفال في تركيا أكثر من نشاطها داخل سوريا.
الحكومة الجديدة التي وُلدت في الأيام الأولى من تموز 2016، وترأسها الدكتور جواد أبو حطب، ماتزال تبحث عن سيدة لتدير “هيئة الأسرة والمرأة”، التي تتضمن فئة الأطفال، ويقول شادي الجندي، مدير مكتب الإعلام والعلاقات العامة في الحكومة، إنها مازالت تستقبل ترشيحات لسيدات لإدارة هذا الملف.
ويرى الجندي في حديثه إلى عنب بلدي أن التحديات والقصف على حلب، ومشاكل الطلاب والجامعات، يشغل الحيز الأكبر من تفكير الحكومة في الوقت الراهن، لافتًا إلى أن “ملف هيئة الأسرة والمرأة مؤجل، فهناك أولويات أخرى، لكنها ستُنشأ قريبًا”، وبالتالي يقتصر اهتمام الحكومة بالطفل من خلال وزارة التربية التي تدير مديريات في الداخل.
في هذا الوقت، نشطت منظمات محلية أهلية تعمل على رعاية الطفل والتعريف بحقوقه، وتحوّل بعضها إلى المؤسساتية والعمل المنظم، في حين أسهم “جهل” أخرى أو محاولات استغلال الأطفال من قبلها في ترسيخ الفجوة بين الطفل ومجتمعه، وزادت المسألة تعقيدًا فوق تداعيات الحرب.
تابع القراءة:
– أطفال مقاتلون في سوريا.. جميع الأطراف تنتهك القانون
– أرقام “مخيفة” عن واقع الأطفال في سوريا
– “يونيسف” لعنب بلدي: لا نستطيع الوصول لكل الأطفال وتحديد المجرم ليس مهمتنا
– المعاهد الشرعية للأطفال.. منهجٌ يلقى قبولًا في إدلب
– معلمون يعملون “آباءً” لأبناء الشهداء في إدلب
– الغوطة الشرقية.. المجالس المحلية ومديرية التربية ترعيان التعليم
– مكتب “أصدقاء اليتيم” يرعى نشاطاته في دوما
– “بيت العطاء” مدرسة داخلية لرعاية الأيتام في الغوطة الشرقية
– “لمسة عافية” يرعى ذوي الاحتياجات الخاصة
– روضة “البيان” تنفرد برعاية الصم والبكم في الغوطة
– إصلاحية للأطفال “الأحداث” تُعيد تأهيلهم في الغوطة الشرقية
– حوران.. “غصن زيتون” تجربة رائدة في العناية بالطفل
– أطفال أطلقوا شرارة الثورة ثم غطوها إعلاميًا
– نشاطات لإنقاذ أطفال حلب.. التسرب من التعليم طال نصفهم
– حمص.. المنظمات والهيئات تُخفف معاناة الأطفال والمشاكل مستمرة
– “الإدارة الذاتية” تُجهّز منهاجًا جديدًا للتلاميذ والطلاب في الحسكة
– أطفال سوريون أثارت مأساتهم الرأي العام العالمي
– الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي.. معركة بعد المعركة
– المسرح والتمثيل طريقٌ للسلام في “بسمة وزيتونة”
– الطفل السوري ضحيةٌ لجميع الحروب
لقراءة الملف كاملًا: من المهد إلى الحرب.. أطفال سوريا كبروا
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :