“صغارنا كبارنا” يرعى ذوي الاحتياجات الخاصة في أنطاكيا التركية

مركز صغارنا كبارنا في مدينة أنطاكية التركية - الخميس 18 آب (عنب بلدي)

camera iconمركز صغارنا كبارنا في مدينة أنطاكية التركية - الخميس 18 آب (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

أحمد حاج بكري – أنطاكيا

“بينما كنت أبحث عن مركز يحتضن ابنتي ميساء التي تعاني من الشلل الدماغي، عقب وصولي إلى مدينة الريحانية التركية قادمًا من سوريا، قادتني الخطوات إلى هنا”، يقول السوري محمد إسماعيل، واصفًا لحظة وصوله إلى مركز “صغارنا كبارنا”، الذي ترعاه جمعية “فلوكا الحرية” في مدينة أنطاكيا الحدودية.

إسماعيل قال لعنب بلدي إن طفلته البالغة من العمر عامًا وعشرة أشهر تعاني من المرض منذ الولادة، مشيرًا إلى أنه يتردد على المركز منذ أكثر من شهر لمعالجة ميساء، التي تخضع لجلسات علاج فيزيائي يأمل أن تساعدها على السير.

يتنقل والد ميساء يوميًا بين مكان سكنه في قرية صغيرة قربة أنطاكيا، التي تبعد عن المركز قرابة ساعة، رغم أن الأطباء قالوا إن وضع ابنته العقلي صعب الشفاء.

350 طفلًا يرعاهم المركز

عشرات المراكز أخذت على عاتقها سد الفراغ الذي يعاني منه ذوو الاحتياجات الخاصة خارج حدود سوريا، ومنها مركز “صغارنا كبارنا” الذي بدأ عمله قبل نحو ستة أشهر ويقدم الرعاية الطبية والنفسية مجانًا لأكثر من 350 طفلًا.

وفي حديث إلى عنب بلدي، أكد مدير المركز، علاء سيو، أن كادرًا مختصًا يشرف على تأهيل الأطفال وتدريبهم، إضافة إلى مراقبة حالاتهم النفسية، وتقديم مشورات لذويهم بخصوص حالتهم الصحية وكيفية التعامل معهم داخل المنزل، على حد وصفه.

وفيما يخص الحالات التي يستقبلها المركز، قال الطبيب هاني نجار، لعنب بلدي، إنها تتوزع بين من يعاني مشكلات في النطق والتواصل والسلوك، إضافة إلى الأمراض النفسية.

ويضم المركز صالة للعلاج الفيزيائي، وأشار مديره إلى أنه يسعى لتأمين معدات جديدة لمعالجة الحالات التي تعاني من مشاكل في السير والحركة، وأخرى لدعم الأطفال المكفوفين، لأنها غير متوفرة داخل المركز حاليًا، على حد قوله.

حميدة حجازي، والدة الطفل مصطفى، الذي يتردد على المركز، قالت لعنب بلدي إن طفلها كان يرتاد مدرسة في أنطاكيا، إلا أن إدارتها فصلته مطلع العام الدراسي الحالي، وسلمتها ورقة كتب فيها “لا نستقبل مثل هذه الحالات”.

يعاني مصطفى من مرض التوحد، ووصفته والدته بأنه عصبي وعدواني يضرب الأطفال في الشارع، ويحطم ما يراه أمامه داخل المنزل، مشيرةً إلى أنها سمعت بالمركز عن طريق جيرانها في الحي، الذي احتضن طفلها، ويخضع حاليًا لجلسات في السلوك منذ أكثر من شهرين، بمعدل جلستين في الأسبوع.

“يحب ولدي المركز كثيرًا وخاصة صالة الألعاب فيه”، تختم حجازي حديثها مؤكدة أنها لاحظت تحسنًا في حالة مصطفى، تدعمها بتنفيذ تعليمات الطبيب المشرف داخل المنزل، وتقول إنها تساعد في عملية علاجه.

عوائل كثيرة أثنت على المركز وكادره، على اعتباره واحدًا من بين عشرات منتشرة في دول الجوار السوري، والتي تضع على عاتقها محاولة خطف الأطفال “المعوقين” من مرضهم وغربتهم، إلى واقع ربما لا يمكن وصفه بالأمثل إلا أنه يحمل بصيص أمل لهم ولذويهم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة