
الزعيم الروحية لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري في منزله بقرية قنوات في محافظة السويداء جنوبي سوريا- 12 من آذار 2025 (NPR/ إميلي جارثويت)
الزعيم الروحية لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري في منزله بقرية قنوات في محافظة السويداء جنوبي سوريا- 12 من آذار 2025 (NPR/ إميلي جارثويت)
أكد الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، عدم وجود توافق بين قوى تتبع له في السويداء جنوب سوريا وبين حكومة دمشق.
وقال الهجري الـ”الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية” (NPR)، الأربعاء 9 من نيسان، إن المحادثات مع دمشق مستمرة، لكن “الفصائل الإرهابية المسلحة”، بحسب وصفه، تعتبر نفسها الآن مسؤولة عن الإدارة في دمشق، وإن هذا “غير مقبول لا على المستوى السوري ولا الدولي”.
ويعتبر الشيخ الهجري واحدًا من ثلاثة “شيوخ عقل” يمثلون المرجعية الدينية لابناء السويداء من الطائفة الدرزية، وهم إضافة للهجري، الشيخ حمود الحناوي، والشيخ يوسف جربوع.
ومنذ سقوط النظام في 8 من كانون الأول 2024، تتكرر تصريحات متناقضة على لسان الهجري،حول الموقف من الإدارة الجديدة التي يترأسها أحمد الشرع، في حين تقيم مجموعة مسلحة علاقة أفضل مع الإدارة الجديدة.
إذ صرح الشيخ ليث البلعوس قائد فصيل بحركة “رجال الكرامة” المسلح، في 12 من آذار الماضي، إنهم يعملون على تفعيل دور “الأمن العام” التابع لدمشق بالسويداء وستكون عناصره من المحافظة الواقعة جنوب سوريا.
الهجري اعتبر في تصريحاته للإذاعة الأمريكية أن الفصائل العسكرية المحلية في السويداء حافظت على الأمن في المحافظة، الواقعة أقصى جنوبي سوريا، ستبقى على حالها وستواصل السيطرة على حدود المحافظة مع الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية.
وفي غياب اتفاق مع دمشق، تقول فصائل السويداء المحلية، التي يخضع معظمها للشيخ الهجري، “إنها تجمع مقاتلين وتضع خططًا لصد القوات الحكومية إذا لزم الأمر”، وفق الإذاعة الأمريكية.
ونقلت عن الهجري قوله: “لا نريد أن يدخل أحد من الخارج لأن هذه مرحلة انتقالية ومرحلة خطيرة”.
خلال جولة أجراها مراسل الإذاعة الأمريكية في محافظة السويداء جنوبي سوريا، التقى المتحدث باسم حركة “رجال الكرامة”، باسم أبو الفخر.
وقال أبو الفخر تعليقًا على حديث إسرائيل عن حماية الدروز في الجنوب السوري، “عندما يقول نتنياهو إنه يريد حماية الدروز، فإنه يفعل ذلك لتحقيق مصالحه الخاصة”.
وأضاف، “بالطبع لدينا مخاوف”، لكن الدروز لا يسعون إلى الاستقلال، “نحن لسنا موالين للحكومة، لكننا حريصون على توحيد سوريا، وعاصمتنا دمشق. لأن الإنسان لا كرامة له إلا في بلده”.
وقالت الإذاعة الأمريكية، إن فصائل عسكرية نشأت حديثًا في السويداء تبدي مرونة أكثر في قبول المساعدة من دول أخرى، بما في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة.
ونقلت عن قائد “مجلس السويداء العسكري”، جمال الشوفي، و”المجلس” هو فصيل مسلح نشأ حديثًا يتهم بالتبعية لإسرائيل، “نحن مستعدون للتعاون مع كل من يصون كرامة الأرض والجبال، ويحافظ على وحدة أرضنا”.
وأضاف، “نطلب من العالم الحر، وعلى رأسه الولايات المتحدة، ومن إسرائيل الدفاع عن المنطقة الدرزية بأكملها ضد أي هجوم متطرف”.
وسبق أن حاولت عنب بلدي التواصل مع الشوفي مرارًا للوقوف عند الانتقادات التي تطاله باستمرار حول علاقته بإسرائيل، لكنه امتنع عن التعليق.
أدت الأحداث التي تلت سقوط نظام الأسد، في 8 من كانون الأول 2024، والإعلان عن تشكيل جيش سوري جديد، إلى ما يشبه حالة انقسام سياسي وعسكري، ظهرت جليًا في محافظة السويداء جنوبي سوريا، بين مؤيد لفكرة الانضمام لوزارة الدفاع في دمشق، ومعارض لها.
وفي وقت كانت فيه الوزارة تسعى لتحقيق اتفاق مع أطراف في السويداء، ظهر تشكيل عسكري عرف باسم “المجلس العسكري في السويداء” في بيان نُشر، الاثنين 24 من شباط، قاله إنه يحمل “مشروعًا وطنيًا”، مبديًا رغبته التعاون مع دمشق.
وفي وقت ترددت أصداء بيان المجلس بين المراجع الدينية في المحافظة، وكبرى الفصائل العسكرية في السويداء، ظهر ليث البلعوس، وهو نجل الشيخ وحيد البلعوس، مؤسس حركة “رجال الكرامة” بصورة جمعته بالرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع.
ومنذ سقوط النظام السوري، امتنعت فصائل السويداء عن تسليم سلاحها، وربطت هذه الخطوة بإعلان الدستور الجديد للبلاد، لضمان حقوق الجميع، وهو ما قاله الشيخ حكمت الهجري في فترات زمنية مختلفة.
ولم يدم انتظار أبناء السويداء طويلًا حتى ظهر الإعلان الدستوري للعلن، لكنه كان مخيبًا للآمال بالنسبة لهم، إذ لم يصل للحدود الدنيا من تطلعاتهم، ما حافظ على حالة الاستعصاء الحاصلة بين مكونات المحافظة وحكومة دمشق كما هي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى