
سقاية محصول البطاطا في ريف درعا - 24 آذار 2025 (عنب بلدي /محجوب الحشيش)
سقاية محصول البطاطا في ريف درعا - 24 آذار 2025 (عنب بلدي /محجوب الحشيش)
درعا – محجوب الحشيش
انخفضت أسعار الأدوية الزراعية والأسمدة في محافظة درعا جنوبي سوريا خلال الفترة التي تلت سقوط نظام بشار الأسد.
وأرجع عدد من المهندسين الزراعيين في درعا أسباب الانخفاض لعدة عوامل، أهمها زوال الحواجز العسكرية التابعة للنظام السابق والتي كانت تفرض إتاوات على الأدوية الزراعية والأسمدة التي تدخل إلى سوريا، ورافق ذلك انخفاض تكلفة النقل بعد انخفاض سعر المحروقات.
وتستهلك الأسمدة والأدوية الزراعية الجزء الأكبر من تكلفة الإنتاج، ويسهم انخفاض سعرها في تحقيق هامش ربح للفلاح.
بحسب ما رصدته عنب بلدي، انخفض سعر طن سماد “اليوريا” من 850 دولارًا أمريكيًا نهاية عام 2024 إلى 500 دولار (5.5 مليون ليرة سورية)، وانخفض سعر كيلو الأسمدة “الذوابة” من 3.5 إلى 2.5 دولار، في حين انخفضت أسعار بعض الأدوية للنصف تقريبًا.
المهندس الزراعي رياض الربداوي، يملك صيدلية زراعية في مدينة طفس، قال لعنب بلدي، إن أسعار الأدوية الزراعية والأسمدة انخفض للنصف تقريبًا مقارنة بأسعاره قبل سقوط نظام الأسد، في 8 من كانون الأول 2024.
وأضاف أن حواجز “الفرقة الرابعة” كانت تأخذ إتاوات من التجار ما يقارب 6 دولارات عن كل ليتر يدخل من الشمال السوري ومصدره تركيا أو الاتحاد الأوروبي، وكذلك ذات التكلفة عن الأدوية التي تدخل من الأردن، بالإضافة إلى فرض قيود جمركية على المستوردين كانت تدفعهم لرفع السعر.
وبعد سقوط نظام الأسد انتهت هذه الإتاوات، ما أسهم في انخفاض أسعار الأدوية، ورافق الانخفاض تدنٍّ في أجور النقل بعد انخفاض سعر المازوت الذي كان يصل إلى 20 ألف ليرة سورية (دولاران) إلى 10000 ليرة سورية (دولار واحد).
حافظت أسعار البذور على سعرها، وبعضها ارتفع سعره مقارنة بالموسم السابق.
المهندس أحمد الحوراني لديه صيدلية زراعية في مدينة طفس، أرجع أسباب ارتفاع سعر البذور إلى إحجام التجار عن استيرادها لهذا الموسم، لأن الحكومة في عهد نظام بشار الأسد المخلوع كانت تدعم استيراد البذور فقط بسعر تفضيلي لتصريف الدولار بسعر 8000 ليرة لكل دولار.
وأضاف أن البذور غير متوفرة حاليًا، وهذا زاد الطلب عليها ما رفع سعرها، لافتًا إلى أن الدونم الواحد يكلف أكثر من 60 دولارًا ثمن بذار بندورة على سبيل المثال.
وتتوفر أصناف من البذور التركية، إلا أنها حديثة التداول في محافظة درعا، لذلك لا يزال المزارع في طور تجريبها بمساحات قليلة ليتأكد من جودتها وإنتاجها، وبالتالي هو يبحث حاليًا عن الأصناف المجربة من البذور، حتى ولو كان سعرها مرتفعًا ريثما يتأكد الفلاحون في الموسم المقبل من جدوى البذور التركية، وخاصة بذور البندورة أو الخيار أو الكوسا أو البطيخ الأحمر وغيرها.
أبدى بعض الفلاحين تفاؤلًا بعد انخفاض أسعار الأدوية والأسمدة الزراعية، على أمل تحقيق هامش ربح في المواسم المقبلة.
محمد الحشيش مزارع لديه 11 دونم رمان، قال لعنب بلدي، إن التكلفة الكبرى كانت خلال الموسم الماضي لأسعار الأدوية والأسمدة، إذ سدد للصيدلية الزراعية 3000 دولار أمريكي بعد بيع موسمه.
وتوقع محمد انخفاض هذه التكاليف للنصف خلال الموسم المقبل بعد هبوط أسعار الأسمدة والأدوية.
وأضاف أنه كان خلال الفترة الماضية يخالف تعليمات المهندس الزراعي، ويباعد في فترات رش المحصول تجنبًا للتكاليف، إذ كانت تكلفة المرش تصل إلى ما يقارب 1.5 مليون ليرة سورية (150 دولارًا).
المزارع حسن كيوان من مزارعي ريف درعا الغربي، قال لعنب بلدي، إن التكلفة الكبرى ما زالت في أسعار الديزل، وطالب بإعادة دعم الفلاح بالمحروقات أو توصيل الكهرباء لمشاريع الضخ والآبار الخاصة لتوفير تكلفة الإنتاج.
وأضاف أن التكلفة انخفضت مع انخفاض سعر الأسمدة والأدوية، لكن هناك تخوفًا لدى المزارعين من كساد المحصول، لذلك فإن على الحكومة الجديدة فتح باب التصدير لدول الجوار وخاصة دول الخليج العربي.
ويتخوف المزارعون من انحسار مياه الري، خاصة أن هذا العام لم يشهد هطولًا للأمطار، ما أدى إلى انحسار مياه الري في السدود واستهلاك المياه الجوفية في فصل الشتاء، وكان المزارعون في السنوات الماضية لا يستهلكون مياه الري في هذا الفصل.
المهندس الربداوي قال، إن الخطر المقبل في درعا هو تناقص مياه الري، متخوفًا من استمرار جفاف الآبار والينابيع.
وخلال السنوات الماضية، طال الجفاف مصادر مياه مهمة في درعا، وجرى استنزاف آلاف الآبار العشوائية لمصادر المياه، والتي كانت سببًا في تعميق أثر موجة الجفاف الأخيرة، وتراجع الزراعة، وهي مورد الرزق الأهم في درعا “سلة الخضار السورية”، وزاد الأمر صعوبة فشل وضعف قدرة الحكومة على إيجاد البدائل.
وكانت بحيرة “المزيريب” أوضح الدلائل على الجفاف في درعا، والتي تحولت إلى أرض قاحلة مزروعة بشتلات الفلفل والبندورة ومحصول الشعير.
ومن أبرز المحاصيل تأثرًا بالحفاف في درعا، كان الزيتون رغم أن أشجاره أكثر مقاومة للعطش من غيرها، ويمكن سقايتها مرتين في فصل الصيف، بشرط حراثة الأرض باستمرار للمحافظة على رطوبة التربة، وفق تحقيق لعنب بلدي/ سيريا انديكيتور.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى