
بوستر مسلسل "قطع وريد" /(شركة الزعبي للإنتاج الفني)
بوستر مسلسل "قطع وريد" /(شركة الزعبي للإنتاج الفني)
بجريمة قتل غامضة تبدأ أحداث مسلسل “قطع وريد”، لتتشعب بعدها عدة صراعات درامية تولد أحداثًا متتالية غير متوقعة، أسهمت برسم وتيرة متصاعدة ومحكمة للحكاية المقدّمة، ما جعل العمل يتصدر الأعمال الفنية السورية في الموسم الرمضاني الحالي.
تدور أحداث العمل حول جريمة قتل عاملة في إحدى مزارع عائلة الأخوين “عاصم” (باسم ياخور) و”رياض” (سلوم حداد)، ويُتهم بقتلها “طلال” (أنس طيارة)، أحد أفراد العائلة، لتبدأ سلسلة التحري والتحقيقات التي تزيد غموض الأحداث، وتنتج حبكات درامية عديدة، ضمنها مشكلات اجتماعية وعائلية، تصبح خلفية للحدث المفجر وداعمة له.
بدأ العمل يتصدّر قائمة الأعمال الفنية التي تعرض في السباق الرمضاني، وأصبح حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد موت “طلال”، ومشهد وداع أمه (شكران مرتجى) له، وتصاعد أحداثه بشكل غير مألوف ومتوقع.
الصحفي والناقد الفني جوان ملا، قال لعنب بلدي، إن مسلسل “قطع وريد” نجح منذ حلقاته الأولى، ويرجع ذلك إلى عوامل عدة، منها ضمه فنانين مهمين كسلوم حداد وباسم ياخور وشكران مرتجى وغيرهم، وأيضًا الإيقاع التصاعدي بالعمل من الحلقة الأولى حتى الحلقات الحالية، فالعمل عبارة عن مجموعة أحداث متشابكة، ومرسومة بطريقة صحيحة، جعلت العمل يصعد بشكل تدريجي ليصل إلى مرحلة من الذروة بالمنتصف.
ويرى أن العمل متقن الصناعة، رغم بعض المشكلات الموجودة فيه، على صعيد القطعات الإخراجية أو الموسيقا التصويرية، ولكن مع هذا يعتبر من أهم أعمال الدراما الرمضانية لهذا العام.
ينتمي مسلسل “قطع وريد” للأعمال البوليسية، وتحمل مشاهده التشويق والغموض في أثناء تحري كواليس الجريمة، إذ شكلت نواة الخط الدرامي، وبخلفية الجريمة تشتعل الأحداث والصراعات الاجتماعية التي تبني تسلسلًا عقلانيًا للحكاية.
الأعمال البوليسية تستهوي المشاهد، بحسب الصحفي والناقد الفني جوان ملا، الذي اعتبر أن الجمهور يفضلها بشرط امتلاكها حرفة التشويق والغموض والإثارة، ومسلسل “قطع وريد” ليس بوليسيًا فقط، بل ينضوي تحت الأعمال الاجتماعية، فمن جريمة القتل تتشعب حكايات اجتماعية.
ويرجح ملا أن العمل نجح بالبوليسية المطروحة، وبدوافع الشخصيات المقدمة، فهذه الشخصيات المرسومة ممتعة، وخالية من الحشو، فكل شخصية لها مكانها المناسب.
لم يبرز اسم العمل في بداية عرض الأعمال بشهر رمضان ضمن الأعمال المتصدرة، ولكن تتالي الأحداث وتعاقبها وتصاعد وتيرتها، بالتوازي مع زخم الصراعات الاجتماعية والعائلية، وكثرة الغموض حول تفاصيل الجريمة، دفعت العمل ليتصدر أفضل الأعمال المنتجة، إذ بدأت الكفة تميل لمصلحة “قطع وريد”، وأشاد المشاهدون ونقاد الفن برسم خط العمل وحكايته.
ويعزو ملا عدم تحقيق العمل “تريند” منذ بداية عرضه لعدة أسباب، أهمها التسويق الضعيف، وعرضه على قناتين تلفزيونيتين ومنصة، إذ بدأ المسلسل بالظهور في النصف الثاني من رمضان، لتصاعد وتيرة الأحداث، بدءًا من إعدام “طلال” (أنس طيارة) زورًا.
موت البطل بمنتصف العمل، وأيضًا الأداء الحقيقي لباسم ياخور وشكران مرتجى، وكأنهما والدان مفجوعان بولدهما الوحيد، والأحداث غير المتوقعة حققت نقلة نوعية، وهذه نقطة قوة العمل بعدم تراجع الإيقاع بأي حلقة.
وحول الانتقادات الموجهة للعمل، أشار ملا إلى أنها كانت من ناحية الإخراج فقط، عبر الصورة والموسيقا التصويرية، فصوت الموسيقا التصويرية عالٍ، ويتم استخدامها بمشاهد ليس من الواجب أن توضع بها، الأمر الذي أساء لها، ولكن رغم وجود المشكلات الإخراجية، فإن العمل يرقى ليكون من أوائل الأعمال خلال الموسم الحالي.
المسلسل من تأليف سعيد حناوي، وسيناريو وحوار محمود إدريس، وإنتاج شركة “رهف”، وإخراج تامر إسحاق، ويضم عددًا من النجوم، أبرزهم سلوم حداد وشكران مرتجى وباسم ياخور وأنس طيارة وصفاء سلطان وعبير شمس الدين وحمادة سليم وغيرهم.
ويحمل الموسم الرمضاني بجعبته أكثر من 15 مسلسلًا، تتنوع بين الأعمال الكوميدية والاجتماعية وأعمال البيئة الشامية، والتاريخية والمشتركة، وتعرض على عدد من المحطات العربية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى