مسلسل “نفس”.. حكاية لا تلامس الواقع

يشكل مسلسل “نفس”، الذي ينتمي للدراما المشتركة بين سوريا ولبنان، استمرارًا لقالب هذه الفئة من الأعمال التي يغلب فيها عنصر التسلية والترفيه على الفكرة والرسالة.

القصص التي تتناولها الأعمال المشتركة قائمة إلى حد بعيد على حكايات لا تلامس الواقع اليومي المعاش لشريحة واسعة من جمهور البلدين (في سوريا ولبنان على الأقل).

تدور الأحداث حول قصة شابة فقدت بصرها بشكل تدريجي بعد أن وقعت في غرام لاجئ سوري يعمل في صيد السمك، لكن والدها، رجل الأعمال الفاسد الثري، لا يرضى عن هذه العلاقة، ما يضع الشابين أمام تحديات يعملان على تجاوزها لإنقاذ هذه العلاقة العاطفية.

ويمثل مسلسل “نفس” النموذج الوحيد لهذه الأعمال التي تتراوح في الجغرافيا واللهجة والبطولة بين سوريا ولبنان، بعد انسحاب عمل آخر من المنافسة قبل بدء الموسم الدرامي لرمضان.

غياب الأبعاد الواقعية للعمل، بالنظر إلى التاريخ السياسي والحالة الاجتماعية التي خلقها بين الشعبين السوري واللبناني، وتجاوز الخطوط الحمراء التي يقيّمها الفقر وتعلي أسوارها العنصرية بين المجتمعات، وحالة القبول للآخر وغيابها، أفقدت المسلسل الكثير من عناصر الجاذبية المنتظرة وأوقعته في فخ الإطالة والملل، إذ كان ممكنًا اختصار الحكاية في 15 حلقة بدلًا من نفخ الروح فيها ومحاولة سحبها على طول الشهر.

كما أن الحوارات التي تدور في العمل محصورة ومحبوسة في إطار اليوميات والوقائع، فلا رسائل بعيدة، ولا حكم يقدمها المسلسل، ما يجعل هموم الشخصيات بمعظمها مادية، لا سمو فيها، خلافًا لنموذج آخر “شبه مشترك” وهو مسلسل “بالدم” من تأليف نادين جابر، التي تعكس في أعمالها قضايا مجتمعية من بيئات ضيقة لا يسلط عليها الضوء عادة.

ورغم انتقاده في وقت سابق للأعمال المشتركة التي يغيب عنها عنصر الواقعية في الطرح، يحافظ الممثل السوري عابد فهد على حضور شبه دائم في هذه الفئة من الأعمال، دون إضافات على الشخصية، ودون خروج بالأداء إلى ما هو جديد ولافت.

العمل من تأليف السورية إيمان السعيد وإخراج إيلي السمعان، وبطولة عابد فهد ودانييلا رحمة ومعتصم النهار وإيلي متري، وإنتاج شركة “الصباح”، ومتاح للمشاهدة عبر منصة “شاهد”.