طلاب داخل شعبتهم الصفية في مدرسة الشهيد أحمد محمود الوعري في حي المهاجري بحمص - 18 من آذار 2025 (صفحة المدرسة/ فيس بوك)
مدارس سوريا.. الغياب وسيلة للهروب من البرد
اضطرت ميس محمد مع زملائها من الكادر التدريسي والإداري، في إحدى مدارس ريف حماة، لاستخدام مدافئ تعمل على “الحطب”، نتيجة عدم حصول مدرستها على مخصصاتها من مازوت التدفئة.
وأضافت ميس، لعنب بلدي، أن مدرستها تقع في منطقة جبلية على ارتفاع 1200 متر، عن سطح البحر، ما يجعل الطقس فيها باردًا جدًا، وعادة ما يتغيب الطلاب عن الدوام لتلافي برودة الطقس، أما الكادر التدريسي والإداري، فهم ملزمون بالدوام مهما كانت الظروف.
دفع افتقار بعض المدارس السورية لمواد التدفئة، الكثير من الأهالي في عدد من المناطق، إلى تغييب أبنائهم خلال أيام البرد الشديدة، خوفًا عليهم خلال فترة بقائهم الطويلة في المدرسة، كما لجأت بعض الكوادر التدريسية والإدارية لحلول بديلة تقيهم شدة البرد.
وبالتزامن مع اقتراب فصل الشتاء في سوريا من الانتهاء، مازالت بعض المدارس السورية لم تحصل على مخصصاتها حتى الأن.
وكانت مديرية الأرصاد الجوية في سورية نشرت تقريرًا، عن تباين درجات الحرارة في سوريا بين الانخفاض والارتفاع خلال الأسبوع الأخير من شهر آذار الحالي، بالإضافة إلى حركة الرياح وشدتها.
معاناة الشتاء
تمتنع زينب محمود مدرسة في إحدى مدارس دمشق، عن إرسال طفلتها إلى المدرسة الابتدائية في الأيام الباردة وخاصة موجات الصقيع.
وبحسب ما قالته لعنب بلدي، إن مدرسة ابنتها زودت بمخصصاتها من مازوت التدفئة، لكنها كمية قليلة، الأمر الذي يدفع مديرة المدرسة لتخصيص لتر واحد في اليوم لكل شعبة صفية، للحصول على جو مقبول فقط.
ولم تحصل مدرسة “عبد الرحمن الغافقي” الابتدائية، في محافظة دمشق، منطقة الميدان، على مخصصاتها من مادة مازوت التدفئة، واشتكى أهالي الطلاب فيها، من زيادة إصابة أطفالهم بأمراض الشتاء (انفلونزا، إسهال وغيرها)، نتيجة بقائهم لوقت طويل في المدرسة دون تدفئة.
ويعتمد الكادر التدريسي والإداري في المدرسة نفسها، على جمع تكلفة المازوت التي يتم استهلاكها في غرفهم، من جيوبهم الخاصة، وهذا الأمر لا يمكن تعميمه على الطلاب وتحميل الأهالي أي عبٍء إضافي.
عدد من مدراء المدارس في دمشق، تحدثوا لعنب بلدي، أن المدارس التي حصلت على مخصصاتها من مازوت التدفئة، كانت قد حصلت على موافقات، قبل سقوط النظام السابق، أما التي لم تحصل على موافقات، ما زالت تنتظر مخصصاتها حتى اليوم، بحجة عدم توفر “الاعتماد” لدى مديرية التربية.
في حمص أيضًا، قررت عدد من السيدات عدم إرسال أطفالهن إلى المدارس خلال أيام البرد والأمطار، خوفًا عليهم من اصابتهم بالأمراض.
وقالت السيدات اللاتي تحدثن إلى عنب بلدي إن الأمر ليس متعلقًا فقط بتوفر مادة المازوت، بل بسوء حالة المدافئ الموجودة ضمن الشعب الصفية، والمستخدمة منذ سنوات، دون الاعتناء بها وتنظيفها كل عام، من قبل المعنيين بذلك في المدرسة.
وكانت وزارة التربية والتعليم السورية ،اتخذت إجراء، في 22 من شباط الماضي، للحرص على سلامة الطلاب والكوادر الصحية نتيجة الحالة الجوية غير المستقرة، وهو تأخير الدوام في جميع مدارس سوريا.
وبموجب القرار، صار دوام المدارس ذات الفوج الواحد يبدأ الساعة التاسعة صباحًا، بينما المدارس التي فيها فوجان يبدأ دوامها الساعة الثامنة والنصف، دون تغيير زمن الحصة الدراسية.
التربية تنشر إحصائية التوزيع
ونشرت وزارة التربية والتعليم السورية على قنواتها على وسائل التواصل الاجتماعي، إحصائية عن كمية مازوت التدفئة التي تم توزيعها على المدارس في المحافظات كافة منذ سقوط النظام وحتى 14 من آذار الحالي.
الحصة الأكبر من مازوت التدفئة، كانت من نصيب مديرية تربية إدلب بنسبة 975885 موزعة على 938 مدارس، أي بنسبة تقريبية 1000 ليتر لكل مدرسة.
لتحصل مديرية تربية حمص على أقل كمية من مازوت التدفئة بكمية 7000 ليتر فقط من المازوت تم توزيعها على 24 مدرسة، أي بنسبة تقريبية 290 ليترًا لكل مدرسة.
وكان نصيب المدرسة الواحدة في محافظة القنيطرة 2720 لتر مازوت، وهي الأكبر، بالمقابل حصلت المدارس في محافظة دير الزور على 111 لترًا، لتكون صاحبة الحصة الأقل بين مدارس المحافظات.
وغابت محافظة دمشق والمدارس التابعة لها، عن الإحصائية التي نشرتها وزارة التربية والتعليم السورية.
وفي تصريح للوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، قال وزير التربية والتعليم في حكومة دمشق المؤقتة، نذير القادري، إنه تم تأمين مازوت التدفئة بالتنسيق مع وزارة النفط.
وجرى توزيعه على المدارس بما يتناسب مع المنطقة الجغرافية وواقع الطقس وأعداد الطلاب فيها، كما تم التركيز في توزيع المازوت على المدارس الموجودة في المناطق الأشد برودة.
تقارير أممية
ويعاني نظام التعليم في سوريا من إرهاق ونقص في التمويل، وهو نظام مجزأ وغير قادر على توفير خدمات آمنة وعادلة ومستدامة لملايين الأطفال.
وبحسب بيان مشترك للمنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، مهند هادي، والمدير الإقليمي لـ“يونيسف” للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تيد شيبان، في 24 من كانون الثاني عام 2021، فإن الأطفال القادرين على الالتحاق بالمدرسة يتعلمون في الفصول الدراسية المكتظة، وفي المباني التي لا توجد بها مرافق مياه وصرف صحي كافية أو كهرباء أو تدفئة أو تهوية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :