يتحضّر لمباراته الأخيرة

الملاكم حيدر وردة يربط عودته إلى سوريا بنزاهة الرياضة

الملاكم السوري حيدر وردة خلال تدريبات في مدينة ساربروكن الألمانية - 14 أيار 2024 (عنب بلدي / عبد المعين حمص)

camera iconالملاكم السوري حيدر وردة خلال تدريبات في مدينة ساربروكن الألمانية - 14 أيار 2024 (عنب بلدي / عبد المعين حمص)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – حسن إبراهيم

يتجهز الملاكم السوري حيدر وردة لخوض غمار بطولته الأخيرة، بعد مسيرة مليئة بالألقاب والإنجازات، رفع فيها علم سوريا (علم الثورة) عاليًا على حلبات الملاكمة، فارضًا اسمه بقوة في سجل أبطال اللعبة.

قطع الملاكم (42 عامًا) عهدًا على نفسه، بأن يستمر برفع علم الثورة السورية حتى انتصارها، وها قد تحقق ذلك، بعد سقوط النظام السوري، وهروب بشار الأسد إلى روسيا، في 8 من كانون الأول 2024.

ومن المقرر أن تكون البطولة في أيار أو حزيران 2025، على الأراضي الألمانية، حيث يقيم حيدر وردة، وهي الأخيرة وفق ما قاله الملاكم لعنب بلدي.

بطولة أخيرة لحيدر وردة في حلبة الملاكمة، بغض النظر عن نتيجتها، تمثل تتويجًا لمسار إصرار على متابعة الحلم، وسنوات من مواصلة التدريبات بظروف صعبة في بلدان اللجوء، لاسم برز في رياضة الملاكمة، رافقه علم الثورة السورية في كل نزال.

ماذا عن سوريا؟

يتطلع حيدر وردة إلى متابعة العمل في الرياضة التي أحبها، ومشاركة خبراته التي راكمها على مدار 26 عامًا، لكن الأمر مرتبط بشكل الرياضة السورية والقائمين عليها، متمنيًا لها بدء صفحة جديدة بعيدة عن “المحسوبيات والفساد”.

وقال الملاكم لعنب بلدي، إن من الضروري اليوم أن يكون القائمون على الرياضة السورية، ومنها الملاكمة، أشخاص من الكفاءات والأحرار البعيدين عن “الواسطات والمحسوبيات والنفاق”، وأن يوضع الشخص الصحيح في مكانه، و”أن تكون المناصب تكليفًا لا تشريفًا”.

ولفت وردة إلى ضرورة إبعاد الأشخاص الذين تسلقوا عبر السنوات للوصول إلى مكاسب ومناصب داخل أروقة الرياضة السورية، وهم ليسوا بكفاءات وغير قادرين على تحمل مسؤولياتهم، وضرورة الاستفادة من الأسماء التي تمتلك الخبرة.

 

أتمنى أن ينتهي زمن المحسوبيات، لا أبحث عن أي منصب، المهم أن يكون الشخص صاحب كفاءة وفي مكانه الصحيح، فسوريا أنجبت الكثير من الأبطال والخامات الرياضية التي تركت بصمة واسمًا في عالم الرياضة.

حيدر وردة

ملاكم سوري

 

وعما تحتاج إليه رياضة الملاكمة في سوريا، قال حيدر وردة، إنها تتطلب وجود الخبرات السورية والاستفادة منها، ووجود معسكرات داخلية وخارجية، والعمل على لقاءات واحتكاكات مع خبرات ولاعبين من بلدان أخرى، لتبادل الخبرات، وتطوير الإمكانيات.

وأضاف أن الملاكمة تتطلب توفير المعدات اللازمة من أدوات رياضة ومنشآت تساعد على تطوير وصقل الشباب السوري في هذه الرياضة، وتوفير الرعاية والاهتمام للاعبين.

بعد البطولة الأخيرة، يتطلع حيدر وردة لافتتاح نادٍ للملاكمة سواء في ألمانيا أو في سوريا، رابطًا وجوده في سوريا ومشاركة خبراته بنزاهة الرياضة وانتهاء زمن “المحسوبيات”.

“مع الثورة وأحرارها”

حيدر وردة، من مواليد منطقة باب السباع في مدينة حمص عام 1983، أعلن تأييده للثورة السورية عام 2012، بعد أن حصد العديد من البطولات الآسيوية والأوروبية باسم سوريا.

ويعد وردة من أوائل المنشقين عن حكومة النظام السوري، إذ كان يلعب مع نادي الشرطة (وهو نادٍ رياضي يتبع لوزارة الداخلية السورية) إلى جانب عدد من الرياضيين من بينهم الكابتن مطيع النكدلي.

ومن بين البطولات التي حازها، الميدالية الذهبية في بطولة كازاخستان، والبرونزية في بطولة بلغاريا، وبطولة المتوسط في إيطاليا لعام 2009.

شارك حيدر في أكثر من 18 بطولة، فاز في 17 منها، أحدثها في أيار 2024، حين أضاف بطولة “Lorch Fightnight” إلى سجل ألقابه، بفوزه على الملاكم الألماني ياسين كولالي، بعد مباراة قوية وندية.

الجولة الأولى حينها، ذهبت لمصلحة اللاعب الألماني، لكن حيدر وردة حسم بقية الجولات لمصلحته، بعد أن لمس نقاط الضعف عند خصمه.

واكب الملاكم أحداث الثورة السورية، وكانت مواقفه مؤيدة لها، فرفع علمها في كل بطولة شارك بها، وأهدى فوزه إلى المعتقلين والشهداء والأمهات والأطفال والأحرار والشرفاء والناجين من قبضة النظام السوري.

حين استخدم النظام السوري الرياضة أداة للترويج له وإيصال الرسائل السياسية للداخل والخارج، كان حيدر رافضًا لفكرة فصل السياسة عن الرياضة في سوريا، كما الكثير من الرياضيين، واعتبر أن نجاحاته وألقابه كان سيجري تهميشها لو حققها في سوريا على زمن حكم نظام بشار الأسد.

وقال حيدر إنه حين كان ضمن منتخب سوريا للملاكمة بداية الثورة، وألزم النظام أغلب الرياضيين من ألعاب قوة وملاكمة و”كاراتيه” بحمل السلاح ووضعهم على الحواجز العسكرية، وهناك من أجرموا بحق الشعب السوري.

وحمل السوريون حبهم لرياضات مختلفة خارج سوريا، وحققوا نجاحات لافتة وإنجازات فردية وجماعية خارج سوريا منذ بداية الثورة السورية، كالفوز الذي حققته الطفلة السورية لين ياغي في البطولة الفرنسية للشطرنج للشباب، في 2021.

ودخل الشاب السوري محمد نور قرة، المقيم في السويد، موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية، كأسرع شخص يقطع مسافة 100 متر إلى الوراء على عجلتين باستخدام الزلاجة المضمنة (Inline Skates)، في تشرين الثاني 2021.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة