“الراصد”.. “نظام إنذار مبكر” لتحذير المدنيين من الغارات
“الساعة 10:45 طائرة من نوع سوخوي- 22 شوهدت في تفتناز تحلق باتجاه شمال غرب المدينة منذ ثانية”، ربما تكون العبارة ليست غريبة على مسامع أهالي سوريا، وخاصة لمن يحمل “القبضات اللاسلكية”، إلا أن ناشطين سوريين يحاولون التركيز على أهمية العبارة باعتبارها إنذارًا قد يقي من ضرر كبير.
يعمل فريق من الناشطين السوريين ضمن مشروع “نظام إنذار” للمدنيين، وتنبيههم حول احتمال استهدافهم بغارات جوية “بسرعة قياسية”، من خلال منصات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويقول القائمون على المشروع، في حديثٍ إلى عنب بلدي، إن البرنامج الذي يعملون عليه جرى تطويره من قبل شركة خاصة، ويديره ناشطون وأشخاص ملتزمون بالدفاع عن المدنيين.
نظام الإنذار يعمل على تنبيه المدنيين حول احتمال وقوع غارات جوية بأدق الطرق الممكنة، لإعطائهم الوقت الكافي للتصرف وحماية أنفسهم”.
ويجمع معلوماته من المدنيين أنفسهم على الأرض السورية ومن مصادر مفتوحة، وفق القائمين عليه، ورصدت عنب بلدي تطورًا متسارعًا في عدد المهتمين فيه على جميع المنصات.
ويرصد المشروع الغارات الجوية والبراميل والأسلحة الأخرى، منطلقًا من أن حماية المدنيين في مناطق النزاع هي أحد أعمدة القانون الإنساني الدولي، ويشير القائمون عليه إلى أن “الراصد” يعمل بالتعاون مع منظمات غير سياسية تنشط على الأرض في الداخل السوري، ويهدف لـ “تخفيف الصدمة وإنقاذ أرواح المدنيين”.
أطلق نظام الإنذار المبكر فور إتمام إنشائه، مطلع آب الجاري، بعد أشهر من التجارب، بحسب العاملين فيه، ويغطي حاليًا الغارات على محافظة إدلب بشكل أساسي، “للتأكد من أن نظام الإنذار يعمل بشكل جيد”، ويهدف إلى تغطية جميع المناطق في سوريا.
ولإيصال المعلومة بشكل أسرع ولأكبر عدد ممكن من الأشخاص، يستعمل الناشطون منصات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل “فيس بوك“، “تويتر“، “تلغرام“، وبعض وسائل الإعلام.
الساعة 11:13: طائرة من النوع حربي روسي شوهدت في مطار حميميم تحلق باتجاه الشرق منذ ثانية
— مرصد سوريا (@Sentry_Syria) August 23, 2016
ويسعى السوريون إلى إيجاد وسائل تقيهم من أضرار القصف، كالـ “القبضة اللاسلكية” العسكرية التي غدت وسيلة حياة وخاصة في الشمال السوري، والتي تعرف بعبارة “نفّذ المروحي”، ويلحقها مشاهد لعشرات المدنيين يتراكضون إلى مكان يمكن الاحتماء به.
ورغم أن أمثال هذه المشاريع ليست الحل الأنجع لتفادي القصف، إلا أنها تبقى محاولات يرى الأهالي أنها ربما تنقذ طفلًا أو شابًا، في ظل عجز المجتمع الدولي عن حجب براميل وصواريخ الأسد عن مدنهم وبلداتهم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :