عنب بلدي – العدد 76 – الأحد 4-8-2013
قامت مجموعة من المتطوعات السوريات بإنشاء مركز الأمل التربوي في ريف دمشق مطلع آذار من العام الجاري، في محاولة لتعويض الطفل عن حقوقه في التعليم والدعم النفسي، والتي فقدها نتيجة مزيج من الخوف والتخلف العلمي خلفه العنف والتهجير، وانشغال الأهل بتأمين الحاجات الأساسية لاستمرار الحياة.
انطلاقًا من مبدأ «بالعلم بتعمر سوريا» الذي رفعته المتطوعات، فقد بدأن بجولة إلى مراكز لجوء النازحين -من مدن داريا، القدم، سبينة، والحجر الأسود- كخطوة أولى في المشروع، استطعن من خلالها تشجيع الأهالي على إرسال أولادهم إلى المركز، إذ سجل قرابة 50 طالبًا وطالبة (من عمر 6 سنوات وحتى الخامسة عشرة)، لكن العدد ارتفع إلى أكثر من 200 طالبًا بعد شهر من البداية، ما اضطر القائمات على المشروع إلى نقل المركز إلى إحدى المدارس القريبة بعد أربعة أشهر.
يقوم المركز بتدريس المواد الأساسية في المنهاج الدراسي المتبع في المدارس الحكومية السورية، بعد توزيع الأطفال على المراحل الدراسية بحسب أعمارهم. لكن التفاوت في المستوى التعليمي تطلب إعادة توزيعهم، «هناك طلاب في عمر 12 سنة لا يجيدون القراءة كأقرانهم، لذلك أعدنا التوزيع وفق قدرات الأطفال، وعملنا على تخصيص حصص إضافية للمتأخرين دراسيًا»، بحسب ما ذكرته لنا سلمى مدرسة الصف السادس.
وتردف المدرسات المنهاج الدراسي بأنشطة دعم نفسي للأطفال، متبعين بذلك برنامج «أنا أتعامل» المعتمد من قبل منظمة «طفل الحرب» الهولندية. وتنفذ المدرسات البرنامج من خلال «أنشطة تفاعلية وحركية، تترك مساحة حرة للأطفال للتعبير عما يجول في خواطرهم»، كما تحاولن خلق «جو من الأمان والحب، بعيدًا عن أجواء الحرب» بحسب مها إحدى مدربات الدعم النفسي في المركز، والتي أشارت إلى أنها تعمل على إعادة الثقة بالنفس لهؤلاء الأطفال من خلال التشجيع والمنافسة فيما بينهم.
وتولي المدربات اهتمامًا أكبر بالأطفال الذين يعانون من فقدان أحد أفراد أسرهم خلال الصراع، أو الذين اضطروا للابتعاد والعيش في مخيمات مكتظة خلقت لديهم مشاكل اجتماعية، كما حصل مع رحاب البالغة من العمر 10 سنوات، التي عانت من صعوبة في النطق بعد استشهاد أخيها، إذ تعاملت معها المدربة مها وفق برنامج لطبيب نفسي بعد استشارته، وتقول مها «تحسنت بشكل ملحوظ وبدأت تتفاعل مع أصدقائها، حتى أنها بدأت تكتب قصتها بطريقة مذهلة».
كما قام المركز بحملات توعية تهدف لنشر الوعي بين الأطفال أهمها حملة «الوقاية سبيل العلاج»، إذ تناولت التعريف ببعض الأمراض المنتشرة وأسبابها
وكيفية الوقاية منها، وتحديدًا الأمراض التي انتشرت في الآونة الأخيرة
نتيجة الاحتكاك المباشر بين النازحين والآثار البيئية في بعض المناطق بسبب تحولها لساحات حرب.
يذكر أن المركز استفاد من قرار أصدرته وزارة التربية بتاريخ 13 حزيران يسمح للأطفال الذين لم يستطيعوا الدوام في مدارسهم العام الماضي، بالانتقال إلى صفوف أعلى، بعد اجتياز اختبار.
ويستمر نشاط المركز صيفًا، إذ تكمل المدربات برامج الدعم النفسي والأنشطة الترفيهية الهادفة، مع تهيئة الطلاب لدخول العام الدراسي الجديد.