تكمن أهمية الإنتاج الزراعي بأهمية مساهمة هذه المنتجات في سد حاجات السوق المحلية وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وكذلك الوصول إلى أسواق العالم، دعمًا لصادرات الدول، وبالتالي تحسّن ميزان الصادرات ودعم العملة المحلية.
وكلما كانت المنتجات الزراعية ذات جودة عالية وموضّبة بشكل يؤهلها للتصدير، كلما كان الطريق إلى الأسواق العالمية سلسًا، ما يجعلها قادرة على منافسة سلع ومنتجات زراعية في أسواق دولية.
وفي الحالة السورية، والتي يعد اقتصادها زراعيًا بامتياز، تضرر القطاع الزراعي بعد الثورة بشكل كبير، في شقيه النباتي والحيواني، وانعكس ذلك سلبًا على المنتجات الزراعية وعلى الفلاحين وبات هناك نقص حاد في توفر المنتجات.
فانعكست الآية وتحولت سوريا من بلد منتج ومصدّر في آن معًا إلى مستورد، ويخشى أن يؤدي استمرار الصراع إلى القضاء على ما بقي من زراعات صيفية بسيطة، بعدما انتهت المحاصيل الموسمية والصناعية في مختلف المحافظات.
اشتهرت سوريا باقتصادها المتنوع وكانت الزراعة أحد أهم أسس النهوض الاقتصادي، إذ كانت تشكل نحو 25% من الناتج القومي، ويعمل فيها أكثر من مليون عامل بشكل دائم، وكانت تؤمّن فرص عمل تؤدي إلى امتصاص البطالة في وقت كان من الصعب فيه خلق فرص عمل في مجال الصناعة والخدمات والصناعات الثقيلة وغيرها.
صدّرت سوريا ولسنوات طويلة منتجات زراعية كثيرة إلى الدول العربية وكذلك الأوروبية، وكانت أبرز الصادرات من المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والقطن والشعير، وكانت سوريا تصدّر محاصيل صيفية وبقوليات بعد تحقيق اكتفاء السوق المحلية.
ويعد زيت الزيتون من أهم صادرات سوريا على الإطلاق، نظرًا لجودته وأهميه الزيتون السوري عالميًا، وتشير البيانات الرسمية إلى أن صادرات هذه السلعة جاءت في المرتبة الرابعة في ترتيب الصادرات الزراعية السورية، إذ زادت مساهمته في القيمة الإجمالية للصادرات، من 0.8 عام 1999 لتصل إلى 3.7% في العام 2008.
وكانت سوريا صدرت عام 2008 نحو 14 ألف طن زيت زيتون بقيمة 7.44 مليون دولار.
ويبلغ معدل النمو السنوي للصادرات بالنسبة للقيمة 20.4%، و18.2% بالنسبة للكمية.
وفي المجال الحيواني، تعد صادرات سوريا من الثروة الحيوانية في غاية الأهمية، مقارنة بقيمة المحاصيل الزراعية الاستراتيجية المصدّرة، وتشكل هذه الصادرات أكثر من 16% من قيمة الصادرات وفق الأرقام المنشورة، حيث نمت من 26.9 ألف طن في الفترة 1999-2001 إلى 70.7 ألف طن العام 2008. وتعد المملكة العربية السعودية ودول الخليج عمومًا من أهم الدول التي تستورد الأغنام العواس والمواشي من سوريا، على رأسها الماعز الشامي.