انطلقت دوريات كرة القدم الأوروبية لموسم 2017، بعد استراحة مليئة بالأحداث الكروية، من الولايات المتحدة في بطولة كوبا أمريكا المئة، إلى يورو فرنسا 2016 في نسخته الجديدة، بالإضافة إلى مسابقات أولمبياد ريو، وتبدو الدوريات مثيرة منذ بدايتها، فقد تحضرت الأندية أسياد القارة الأوروبية للموسم المقبل بشكل جيد، ودعمت صفوفها بأبرز اللاعبين في العالم.
استراحة اللاعبين لم تتزامن مع توقف سوق الانتقالات، التي شهدت منافسة غير مسبوقة على لاعبين أثبتوا أنفسهم خلال مشوار المسابقات القارية وفي الموسم الماضي.
كيف أصبحت الصورة بعد انتهاء سوق الانتقالات الصيفية 2016، ومن هم اللاعبون الذين دعمت بهم الأندية الأبرز في العالم مراكزها؟
ريال مدريد
البداية من ريال مدريد الإسباني، كونه النادي الأبرز لنيل جائزة أفضل نادي في أوروبا للموسم الماضي.
يمتلك النادي ترسانة هائلة من النجوم فى كل المراكز ولهذا لم يقم بالتعاقد مع أحد، بعد انضمام ألفارو موراتا نجم اليوفنتوس وماركو أسينسيو، بالإضافة إلى عودة الظهير الأيسر فابيو كوينتراو من الإعارة من موناكو الفرنسي.
وبهذا يكون المدرب الفرنسي زين الدين زيدان لم يرهق خزينة النادي بأي طلبات ما يدل أن الفريق قوي جدًا.
كما أنه أغلق الباب أمام بيع العديد من اللاعبين للحفاظ على المنظومة التي صنعها زيدان مع نهاية الموسم الفائت.
برشلونة
حامل لقب الليغا والسوبر في إسبانيا، تمكن من إبرام أربع صفقات من شأنها أن تدعم صفوف الفريق التي ظهرت هشاشتها أمام ريال مدريد في إياب الدوري الماضي، وأمام أتلتيكو في ربع نهائي دوري الأبطال.
وتعاقد النادي مع لاعبين صغار السن يساهمون في خفض متوسط أعمار اللاعبين، ويزيدون من حيوية الفريق في الموسم المقبل، بعد تقدم عدد من لاعبيه في السن، مثل برافو وإينيستا (33 عامًا)، كما تخطى البلجيكي فيرمايلين وماسكيرانو حاجز الثلاثين.
وفي أولى صفقات النادي جاء اللاعب الفرنسي صامويل أومتيتي، نجم دفاع المنتخب الفرنسي ونادي ليون، والذي لا يتجاوز عمره 23 عامًا، كما أعاد برشلونة لاعبه دينيس سواريز 22 عامًا من فياريال بعدما دفع 3.25 مليون يورو للغواصات الصفراء، ليبدأ مرحلة جديدة في الكامب نو.
واشترى برشلونة اللاعب لوكاس ديني من باريس سان جيرمان ليدعم مركز الظهير الأيسر داخل الفريق، كما حسم مؤخرًا مصير اللاعب البرتغالي أندريه جوميز نجم فالنسيا الإسباني، وضمه للنادي الكاتالوني.
أتلتيكو مدريد
قام أتلتيكو مدريد بأهم تغيير في سوق انتقالاته، حيث لم يقبل بالاستغناء عن أي من نجوم الفريق الأول، ولم يفتح حتى باب المفاوضات لذلك.
بعد هذا الثبات بالأسماء عمل أتلتيكو على تعزيز بعض المناطق التي اشتكى منها خلال الموسم الفائت، فجلب جايتان كجناح سريع ومبدع، وجاميرو مهاجمًا ثانيًا إلى جانب جريزمان. وهو ما يعكس استقرار المدرب سيموني على التشكيلة الحالية التي حققت نتائج ملفتة في الدوري الإسباني ودوري الأبطال، في ظل وجود أسماء كبيرة مثل توريس وكاراسكو وجابي وكوكي.
كما قامت إدارة النادي بتدعيم خط الدفاع بأفضل مدافع في الدوري الإيطالي وهو ساسولي شيمي فرساليكو، بالإضافة إلى الجناح الأيسر دييجو جوتا القادم من الدوري البرتغالي.
مانشستر يونايتد
بدأت أولى التغييرات في قلعة الشياطين الحمر من المدرب جوزيه مورينيو، الذي خلف لويس فان غال في رئاسة الجهاز الفني للنادي.
وكعادته المدرب البرتغالي يتبع سياسة شراء اللاعبين أصحاب الخبرات والمهارات، وقد قام بذلك بالفعل مع المان يونايتد، إذ بدأت صفقاته مع الإيفواري إريك بالي والسلطان السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.
وبسبب خطط مورينيو الدفاعية فقد كان الأرمني هنريك مختريان اللاعب الأفضل ليقود دفاع الفريق في الموسم المقبل.
كما تمكن النادي من إغراء اللاعب الفرنسي بول بوغبا بصفقة قياسية تجاوزت المئة مليون يورو للتخلي عن يوفنتوس والقدوم إلى مسرح الأحلام.
بايرن ميونخ
تمكن نادي بايرن ميونخ الألماني من خطف البرتغالي ريناتو سانشيز والألماني ماتس هوميلز، في صفقتين من شأنهما تدعيم خطوط الفريق البافاري الموسم المقبل.
وأعلن بايرن ميونيخ انضمام لاعب الوسط ريناتو سانشيز قادمًا من بنفيكا البرتغالي، مقابل 35 مليون يورو، في عقد يمتد لخمس سنوات.
وكان سانشيز خطف الأنظار بعرض رائع في استاد اليانز ارينا، معقل بايرن، عندما التقى فريقا بايرن وبنفيكا في دور الثمانية بدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي.
كما تعاقد النادي البافاري مع اللاعب ماتس هومليز القادم من بروسيا دورتموند مقابل 35 مليون يورو أيضًا.
يوفنتوس
نجح نادى يوفنتوس الإيطالى حامل لقب الدوري، من حسم ثالث صفقاته الصيفية بتوصله لاتفاق مع نادى بايرن ميونخ الألمانى من أجل استعارة مدافعه المغربي مهدى بن عطية لمدة موسم مع خيار الشراء الإلزامى مقابل 20 مليون يورو.
وكان بن عطية انضم لصفوف الفريق البافارى عام 2014، قادمًا من فريق روما مقابل 26 مليون يورو، لكنه فشل فى التأقلم مع أجواء البوندسليغا، إلى جانب تعاقد الفريق هذا الصيف مع المدافع ماتس هوملز من دورتموند وهو ما عجل برحيله.
وكان اليوفى ضم خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية الظهير البرازيلى دانى ألفيس من برشلونة، في صفقة تعد من أهم الصفقات هذا العام، بعدما رفض اللاعب البرازيلي تجديد عقده للبارسا، وفضّل الانتقال لصفوف يوفنتوس بعد مسيرة مليئة بالإنجازات مع برشلونة.
بالإضافة إلى ضمّ ميراليم بيانيتش من روما، كما تخلى عن لاعبين من العيار الثقيل هما بول بوغبا لصالح مانشستر يونايتد وموراتا لصالح ريال مدريد.
وبهذا تبدو المنافسة مثيرة في الموسم المقبل، إذ تبدو الصورة أكثر تعقيدًا مع توزع اللاعبين الأفضل في العالم بين العديد من الفرق التي ستتنافس على دوري أبطال أوروبا.
ولن يكون المان يونايتد هذا العام لقمة سهلة كسابقه بقيادة بوغبا وزلاتان، كحال يوفنتوس الذي يملك أيضًا تشكيلة من أفضل اللاعبين في أوروبا، ويبقى الرهان ما إذا كانت جهود الأندية الإنكليزية والألمانية والإيطالية ستؤتي أكلها وتنهي سيطرة الكرة الإسبانية على القارة العجوز.