تعتمد معظم سكان محافظة إدلب على مادة الديزل (المازوت) في توليد الكهرباء اللازمة للمولدات ولتشغيل المحطات الحرارية والمحولات متوسطة الحجم والاستطاعة، ووفق أسيد عاشور، قائد عسكري في منطقة دارة عزة بريف حلب الغربي، يتم الحصول على المحروقات من مصدرين أساسيين.
المصدر الأول والمعتمد بشكل أساسي، هو آبار النفط في المنطقة الشرقية الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة”، والذي يغذي كافة المناطق السورية تقريبًا، الخاضعة لسيطرة النظام أو المعارضة، إذ يذهب مالكو الصهاريج الكبيرة من مناطق المعارضة مرورًا بمدينة عفرين الخاضعة لسيطرة الميليشيات الكردية إلى الريف الشمالي لحلب المحرر عبر مدينة اعزاز، ومنها إلى مناطق سيطرة التنظيم، ليتم ملء هذه الصهاريج بالوقود بأنواعه مثل: الفيول، المازوت، البنزين وغيرها من مشتقات النفط، لتبدأ رحلة العودة إلى الشمال السوري عبر الطريق ذاته، حيث يتم دفع تكاليف إضافية على سعر المحروقات عند المرور في مناطق السيطرة لكل جهة، وغالبًا ما تختلف الرسوم على البرميل الواحد، وتتراوح عادة من 1500 ليرة إلى 50 ألف ليرة، وهي عبارة عن رسوم مرور أو ما يعرف بـ”الجمرك التجاري”.
المحروقات مقابل المواد الغذائية
وفق القائد العسكري عاشور، يتعرض الطريق غالبًا مشكلات كثيرة، وغالبًا ما تكون المعارك وراء انقطاعه لفترات. لكن لا يمكن لأي جهة أن تقطع الطريق بشكل كامل، فهناك مصالح متبادلة ومتقاطعة بين القوات المتصارعة على الأرض، ألا وهي أن مناطق سيطرة “الدولة” تحتاج إلى المواد الغذائية والتموينية، والتي يحصلون عليها من مناطق إدلب وحلب، مرورًا بنفس الطريق المذكور، وبحال توقف توريد المعارضة بالمحروقات من قبل التنظيم ستتوقف الإمدادات التموينية وبالعكس.
هنالك مصدر آخر يؤمّن من خلاله سكان إدلب وحلب المحروقات، وهو مصدر “ثانوي”، يتمثل باستجرار المحروقات من مناطق سيطرة قوات النظام في ريف حماة الشمالي، حيث يتم إدخال المحروقات إلى الشمال، لكن بنسب “ضئيلة”، وذلك عبر السيارات التي تقطع حدود التماس بين مناطق سيطرة المعارضة والنظام ومع الركاب المسافرين، لكن هذه الكميات “لا تكفي لسد الحاجة في حال انقطاع طريق الشمال مع مناطق سيطرة التنظيم”، لكن نوعيتها أفضل بكثير كونها تمت تصفيتها، وخرجت من مصافي بانياس وحمص، التي يسيطر عليها النظام السوري حتى الآن.
اتفاق النظام مع المعارضة في إدلب لتغذية حلب
يصل التيار الكهربائي إلى الشمال السوري قادمًا من مناطق سيطرة النظام، ليغذي بعض المناطق المحررة من خلال اتفاقية متبادلة، وهي أن الخط الرئيسي لمدينة حلب يمرّ من مناطق تخضع لسيطرة المعارضة وهو نفس “الخط الإنساني” الذي يغذي أحياء حلب، ولا يمكن للنظام تغذية المناطق التي يسيطر عليها في مدينة حلب إلا بعد ضمان عدم تعرض الخط للانقطاع، ولا يمكنه فعل ذلك إلا بالاتفاق مع فصائل المعارضة، وبأن يكون لها نصيب من الكهرباء المارة على هذا الخط.
وعليه، يحصل سكان بعض مناطق حلب وإدلب على الكهرباء بشكل مجاني، لكن هذه الكهرباء غالبًا ما تنقطع بسبب أعمال القصف، التي تؤدي لانقطاع الكابلات والخطوط الأساسية، ما يجعل الحاجة إلى إصلاحها ضرورة يومية.
أثر انهيار برج نقل كهرباء على الشبكة:
يؤدي انهيار برج إلى خروج الخط عن الخدمة، وبالتالي سيتم نقل الاستطاعة الكهربائية المحمولة عبر هذا الخط إلى خط أو خطوط أخرى، يفترض أن تكون بالخدمة وتسمح فنيًا بنقل الاستطاعة الإضافية عبرها، باعتبار أن الشبكة مربوطة مع بعضها البعض بشكل حلقي.
وبالتالي ستؤدي إلى زيادة حمولة الخط الآخر، لذا يتم اتخاذ الإجراءات الفورية لإعادة تركيب برج بديل عن البرج المنهار، وإلا ستنخفض الاستطاعة المنقولة، وبالتالي انخفاض كميات الطاقة الكهربائية المطلوب تأمينها لمراكز الأحمال.
تابع قراءة ملف: “مدن الأمبيرات”.. شبكات الكهرباء تنهار أمام أعين السوريين
العام 2011.. بداية خريف مشاريع الكهرباء في سوريا
وزارة الطاقة المؤقتة “تنوّر” على السوريين في إدلب وحلب
مجلس اعزاز المحلي: الكهرباء في كل بيت بمعدل عشر ساعات يوميًا
وزارة الخدمات.. جديد الحكومة المؤقتة لتولي قطاع الكهرباء في مناطق المعارضة
“خط إنساني” في حلب لتزويد مناطق المعارضة بالكهرباء
الكهرباء في حمص ورقة ضغط النظام والمعارضة.. والمواطنون “ضحية”
محطة “الزارة” الحرارية.. ورقة ضغط المعارضة على النظام
إدلب.. مولدات ضخمة تسد حاجة السكان من الكهرباء
محطة زيزون تتحول إلى ركام بعد أن دمرها قصف الطيران
تقاطع مصالح بين تنظيم “الدولة” والنظام والمعارضة
عنفات غازية “كهلة” لتوليد الكهرباء في الحسكة
درعا.. النظام يتحكم بشريان الكهرباء ومهربون يوردون “الديزل” عبر الصحراء
الغوطة الشرقية: المجلس المحلي يتكفل بالكهرباء ويضبط أسعار الأمبيرات
قصة مستثمر استخدم “زيت القلي” و”السمنة” في توليد الكهرباء بالغوطة الشرقية
حكومة النظام ترفع أسعار الكهرباء لتغطية العجز
موالون ومعارضون تجمعهم كراهية “التقنين الكهربائي” وشتم المتسبب
لقراءة الملف كاملًا: “مدن الأمبيرات”.. شبكات الكهرباء تنهار أمام أعين السوريين
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :