للحكومة السورية المؤقتة، ووزارة الطاقة والثروة المعدنية السابقة، عدة مشاريع في مدينة اعزاز، التي يقطنها نحو 200 ألف نسمة أكثر من نصفهم من الوافدين والنازحين من مختلف المناطق السورية، أغلب هذه المشاريع الخدمية في مجال الطاقة وتوليد الكهرباء، فالمدينة ماتزال إلى اليوم تعتمد بشكل أساسي على المولدات الخاصة التي يملكها القطاع الخاص ويوردها تجار إلى المدينة وسط حالات احتكار “وتحكم بالأسعار” وفق ما يقول رئيس المجلس المحلي في المدينة، تيسير الموسى لعنب بلدي.
هذا الواقع خلق أريحية لدى سكان المدينة بالحصول على الكهرباء، إذا لا يوجد بيت في المدينة دون تيار كهربائي بمعدل عشر ساعات يوميًا، ثلاث ساعات نهارًا وسبع ليلًا.
أما التكلفة المادية فهي ورغم ارتفاعها مقارنة بالمناطق السورية الأخرى، وتسعيرة الحكومة السورية للكيلو واط الساعي فإنها “مقبولة” وتلبي حاجات المواطنين، وتبلغ تكلفة ساعة الأمبير الواحدة نحو 100 ليرة، ومدة التغذية عشر ساعات بمعدل ألف ليرة يوميًا.
غياب المحروقات.. الهاجس الأكبر
مدير المجلس المحلي في اعزاز، تيسير الموسى، يعتقد أن الأمور الخدمية ذاهبة للأفضل، إذ إن الحكومة السورية المؤقتة على تواصل مباشر مع المجلس للاطلاع على حاجاته والخدمات التي يقدمونها، رغم أن بعض المشاريع التي كانت ستقوم بها الحكومة السابقة ماتزال على حالها دون أن تتحرك إلى الأمام.
ويبقى غياب المحروقات “الهاجس الأكبر” عن مناطق سيطرة المعارضة لكونها مناطق لا يوجد فيها أساسًا لا آبار نفط أو حقول غاز ولا حتى محطات توليد ضخمة، على غرار محطة جندر في حمص، والدير علي جنوب دمشق باتجاه مدينة الكسوة، ويبقى مؤرقًا للمجالس المحلية والخدمية في معظم مناطق سيطرة المعارضة.
وتأتي معظم إمدادت الوقود والديزل اللازمة لتوليد الكهرباء إلى المدينة وريفها من المنطقة الشرقية عبر صهاريج ضخمة، لكن الأمور لا تسير دائمًا كما هو مخطط لها، فأي تحرك عسكري أو سياسي بين أطراف الصراع ربما يهدد هذه الإمدادات ويجعلها بين فكي كماشة المشتبكين والمتقاتلين، إذ إن الطريق من المنطقة الشرقية مهدد دومًا بالإغلاق وهناك جهات تتحكم به لم يسمها رئيس المجلس.
يأس من الداعمين
ولتطوير الوقع الميداني لقطاع الكهرباء، يسعى المجلس المحلي للتواصل مع المنظمات، إذ قدم دراسات وخططًا من أجل الحصول على الدعم لتغذية المدينة بالكهرباء، لكن “لا نتائج ملموسة” على أرض الواقع. فالدعم القادم من المنظمات يقتصر في جزء كبير منه على المواد الإغاثية، إلى جانب دعم جهود استخراج المياه من الآبار عبر تأمين الوقود اللازم والكلف التشغيلية لذلك من قبل هذه المنظمات.
ويسعى المجلس حاليًا إلى تنفيذ مشروع إنارة شوارع مدينة اعزاز بالطاقة الشمسية بالكامل، لتسهيل عمل الشرطة الحرة، كما يقول رئيسه، بعد أن نجح في وقت سابق بالتعاون مع منظمة مدنية في إنارة إحدى مخيمات الإيواء، وهو ملعب كرة قدم سابقًا، بالمدينة بتركيب أعمدة إنارة خاصة.
تابع قراءة ملف: “مدن الأمبيرات”.. شبكات الكهرباء تنهار أمام أعين السوريين
العام 2011.. بداية خريف مشاريع الكهرباء في سوريا
وزارة الطاقة المؤقتة “تنوّر” على السوريين في إدلب وحلب
مجلس اعزاز المحلي: الكهرباء في كل بيت بمعدل عشر ساعات يوميًا
وزارة الخدمات.. جديد الحكومة المؤقتة لتولي قطاع الكهرباء في مناطق المعارضة
“خط إنساني” في حلب لتزويد مناطق المعارضة بالكهرباء
الكهرباء في حمص ورقة ضغط النظام والمعارضة.. والمواطنون “ضحية”
محطة “الزارة” الحرارية.. ورقة ضغط المعارضة على النظام
إدلب.. مولدات ضخمة تسد حاجة السكان من الكهرباء
محطة زيزون تتحول إلى ركام بعد أن دمرها قصف الطيران
تقاطع مصالح بين تنظيم “الدولة” والنظام والمعارضة
عنفات غازية “كهلة” لتوليد الكهرباء في الحسكة
درعا.. النظام يتحكم بشريان الكهرباء ومهربون يوردون “الديزل” عبر الصحراء
الغوطة الشرقية: المجلس المحلي يتكفل بالكهرباء ويضبط أسعار الأمبيرات
قصة مستثمر استخدم “زيت القلي” و”السمنة” في توليد الكهرباء بالغوطة الشرقية
حكومة النظام ترفع أسعار الكهرباء لتغطية العجز
موالون ومعارضون تجمعهم كراهية “التقنين الكهربائي” وشتم المتسبب
لقراءة الملف كاملًا: “مدن الأمبيرات”.. شبكات الكهرباء تنهار أمام أعين السوريين