استشهد البارحة في حمص خالد ابن الوليد! بعد معارك ضارية استمرت 29 يومًا متواصلًا. فبعد أكثر من عام ونصف من الصمود الأسطوري، وبعد أن تعرض مقاتلو الجيش الحر لخذلان القريب قبل البعيد، اضطرت الكتائب المقاتلة في أحياء حمص القديمة إلى الانسحاب من حي الخالدية تحت عواصف النيران والصواريخ التي شنتها قوات الأسد المدعومة بتنظيم «حزب الله» على مدار الأيام الماضية.
ليس للمقاتلين منا إلا كل التقدير والإكبار، فهم صمدوا بما فيه الكفاية في ظروف يصعب تخيلها. ولكن لم يعد هناك بد من ضرورة توحد الكتائب والقوى الثورية تحت راية واحدة، وتنحية المصالح والمطالب الفئوية جانبًا والتركيز على الجامع المشترك.
ليست هذه دعوة رومانسية إلى التصالح والوحدة، وليست دعوة على غرار دعوات المجتمع الأوروبي لوحدة المعارضة ووضوح برامجها، وإنما هو الواقع قد فرض نفسه على الجميع. إما أن تعيش الثورة متحدة أو أن تموت متفرقة.
ليست عدالة القضية لوحدها كافية لانتصارها، وليست دماء الشهداء فقط هي من تجلب الانتصار، وإنما حسن التخطيط وإيثار القضية الوطنية على المصالح الشخصية.