بعد شهر على بداية الحملة الأعنف على حمص القديمة
عنب بلدي – العدد 75 – الأحد 28-7-2013
مسجد خالد بن الوليد «مدمرًا» في قبضة الأسد
سيطرت قوات الأسد مدعومة بمقاتلي حزب الله على مسجد خالد بن الوليد -المعلم الأثري الأبرز- في حمص القديمة يوم السبت 27 تموز، مواصلة التقدم في حي الخالدية بعد سيطرتها على حوالي ثلثي الحي، فيما اكتفى الائتلاف السوري المعارض بإدانته لتدمير المسجد يوم 22 تموز.
وصرح المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس السبت بأن «القوات النظامية مدعومة بعناصر حزب الله اللبناني تقدمت خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة، وأصبحت تسيطر الآن على نحو 60 بالمئة من حي الخالدية»، وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» بأن من المناطق التي سيطرت عليها قوات الأسد «مسجد خالد بن الوليد الواقع في وسط الحي، والذي يعد من أبرز معالم الخالدية التي كان يتواجد فيها المقاتلون المعارضون».
وارتفعت وتيرة القصف على الخالدية بشكل غير مسبوق منذ صباح الجمعة 25 تموز براجمات الصواريخ وقذائف الهاون، كما يشهد الحي اشتباكات عنيفة «بين القوات النظامية السورية، ومقاتلين من قوات الدفاع الوطني مدعومة بعناصر حزب الله اللبناني من طرف، ومقاتلين من الكتائب المقاتلة من طرف آخر» بحسب المرصد.
وعمدت القوات -التي تشن الحملة الأعنف على حمص القديمة منذ شهر- إلى تدمير الأبنية التي يتحصن فيها الحر بشكل كامل، كما ذكر الناشط يزن الحمصي لـ «فرانس» بأن «النظام لم يتوان عن تدمير كل بناء لا يستطيع دخوله… يقوم بتدمير الأبنية التي يتمركز فيها ثوار المدينة»، ما يؤدي إلى تراجع الحر «إلى الوراء مرة بعد مرة في حي الخالدية».
وتسعى قوات الأسد في محاولة السيطرة على حي الخالدية إلى فصل أحياء حمص القديمة عن بعضها، مما يسهل عملية اقتحامها، فيما تقاتل الكتائب -المحاصرة في هذه الأحياء لأكثر من عام- لمنعه من السيطرة على حمص القديمة بعد أن سيطر على الرستن وتلكلخ في الريف الغربي لحمص.
وكان العقيد فاتح حسون قائد جبهة حمص قد اتهم في وقت سابق بعض الكتائب بـ «عدم المشاركة في القتال» في حمص، منفذة سياسات الدول الداعمة لها، لكن هيئة أركان الجيش الحر صرحت على لسان اللواء سليم إدريس بأنها تمد حمص بالسلاح الذي تستطيع الحصول عليه.
من جانبه ندد الائتلاف الوطني السوري بـ «عدوان نظام الأسد على ضريح الصحابي خالد بن الوليد»، وذلك بعد القصف الذي تعرض له المسجد يوم الأحد 21 تموز أدى إلى تخريب معالمه الأثرية، وطالب المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بالتراث الإنساني -وعلى رأسها منظمة اليونسكو- بـ «اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لإنقاذ ما بقي من إرث حضاري وديني وإنساني في سوريا، وحماية التراث العريق الذي تراكم فيها على مر أكثر من عشرة آلاف عام».
يذكر أن ضريح الصحابي خالد بن الوليد يمثل إرثًا تاريخيًا للأحياء القديمة في حمص، لكن قوات الأسد تستمر في حملتها للسيطرة على حمص التي تربط العاصمة بمعاقل الأسد في الساحل، متجاهلةً القيمة الأثرية للمدينة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :