سيطر “الجيش السوري الحر” على بلدة خان العسل على طريق دمشق-حلب بشكل كامل يوم الاثنين 22 تموز الجاري، بعد معارك عنيفة أسفرت عن مقتل 150 عسكريًا من قوات الأسد، قاطعًا إمدادات الأسد عن حلب تمهيدًا لـ «تحريرها».
فيما سقط 35 مدنيًا في رد للنظام أول أمس الجمعة بالصواريخ على أحياء في المدينة.
وأعلنت غرفة عمليات خان العسل انتهاء عمليات التمشيط في البلدة وانتهاء المعركة كليًا بعد اقتحام الفرقة التاسعة عشر (التابعة للجيش الحر) للمباني المحاصرة، بعد أن بدأت عملية التحرير، من قبل «تجمع فاستقم كما أمرت» بالإضافة الى لواء أحرار الشام ولواء الأنصار، وكانت هذه المعركة «على مستوى عالٍ جدًا من التنظيم والتخطيط، وقد تمت بأقل الخسائر الممكنة».
فيما بلغ عدد قتلى الجيش النظامي في خان العسل أكثر من 150 قتيلًا بينهم خمسة عشر ضابطًا على رأسهم العقيد حسن يوسف حسن رئيس غرفة عمليات الجيش النظامي، كما أسرت الكتائب المقاتلة العقيد إبراهيم رمضان والعميد أنيس غانم أثناء تمشيط الحارة الجنوبية.
وأصدرت غرفة قيادة العمليات المشتركة في خان العسل قرارًا بالسماح لجهات غير حكومية بالدخول الى منطقة خان العسل لإجلاء جثث القتلى من الجيش النظامي، وذلك بعد اتفاقية تبادل للأسرى بين الجيش الحر والجيش النظامي، وتسليم جثة قيادي من كتيبة «أبو عمارة» مقابل إجلاء جثث الجيش النظامي، وقد دخلت عدة سيارات من منظمة الهلال الأحمر لإجلائهم صبيحة يوم الجمعة 25 تموز، فيما تداولت الصفحات المؤيدة للأسد هذا الخبر على أنه مجزرة بحق الجيش النظامي على يد «الإرهابيين».
وكان الحر أعلن عن نيته تحرير الأحياء الغربية في حلب منذ بدء شهر رمضان، وهذا يعني تحرير المدينة بكاملها، فالأحياء الغربية هي الوحيدة المتبقية تحت سيطرة الأسد ويوجد فيها أهم معاقله وهي الأكاديمية العسكرية، ومركز البحوث الذي تتمركز فيه عناصر الأسد وحزب الله، بالإضافة إلى أفرع الأمن الجوي والعسكري.
وسبق هذا الإعلان توحيد لصفوف الكتائب ضمن تجمعات هي الأقوى والأكثر تنظيمًا منذ دخول الجيش الحر على حلب العام الماضي، فهناك الفرقة التاسعة والفرقة التاسعة عشر (التابعتين له)، بالإضافة الى «تجمع فاستقم كما أمرت»، وقد تم تنسيق العمل فيما بينهم مع ألوية أخرى مثل «أحرار الشام» و«جبهة النصرة» و«دولة العراق والشام»، وذلك في غرفة قيادة عمليات مشتركة.
بعد انتصار الحر في معركة «رص الصفوف» والسيطرة بالكامل على خان العسل، فتحت بوابة الأحياء الغربية على مصراعيها أمام الثوار، وأصبحت أكاديمية الأسد -المعقل الأكبر للأسد في حلب- تحت مرمى نيران الجيش الحر، إذ استهدفها يوم الجمعة مساءً بأربع صواريخ غراد.
وتزامنًا مع التقدم غربًا فإن الثوار يستمرون في التقدم من جهة حي صلاح الدين باتجاه ملعب الحمدانية، الذي تتمركز به قوات الأسد، وفي حال سقوطه سيطبق الثوار قبضتهم على الأكاديمية العسكرية من محور حي الحمدانية ومحور خان العسل.
وتكمن قوة الجيش الحر في سيطرته على طرق الإمدادات إلى حلب، فبعد قطع طريق حلب-السلمية مرورًا بالسفيرة بعد السيطرة على قرية خناصر منذ أكثر من شهر، استطاع المقاتلون السيطرة على طريق حلب-دمشق بعد تحريرهم لخان العسل وضاحية الراشدين.
يذكر أن قوات الأسد لا تتوقف عن عملياتها الانتقامية في حلب ردًا على «انتصارات» الجيش الحر، إذ استهدفت منطقة باب النيرب بصاروخ أرض-أرض يوم الجمعة 25 تموز، أسفر عن سقوط 35 شهيدًا أغلبهم من النساء والأطفال.