أحمد الشامي
كتب لي أحد اﻷصدقاء منتقدًا حثي للشباب السوريين على تنظيم أنفسهم وحمل السلاح للتوجه للداخل: «لا أريد ان أكون مجرد عدد على شاشات التلفزيون…» وأنهى بالقول «رفقًا بالشباب السوريين».
صديقي الشاب، من يحاربون من أجل غاية نبيلة هم ندرة والغالب اﻷعم هو أن يحارب الناس ويضحوا من أجل أنفسهم ومن أجل مستقبلهم وليس من أجل شعارات طنانة لاتسمن ولاتغني من جوع. حاربنا إسرائيل باسم فلسطين والعروبة وحاربنا اﻹسرائيليون من أجل بيوتهم ومن أجل أهلهم، لذلك انتصروا ولذلك هزمنا.
لا أحد يريد الموت ولكن كل إنسان مسؤول عن نفسه وعن مستقبله، من يرضى بأن يمضي عمره في مخيمات اللجوء بانتظار المدد ويقبل بأن يأكل ويشرب وينام بالكفاف يكون قد اختار قدره بنفسه… لا بد أن يعرف السوري اللاجئ أن لا أحد سيأتي لتحريره، فاﻷمريكي والغربي لن يموتا من أجل أن يبقى السوريون قاعدين. لن يأتي الغرب لتحريرنا كما حرر اﻷمريكيون أوروبا من النازية وإن لم ننظم أنفسنا فلن يأتي أحد لينظم أمورنا.
من لديه جنسية أو إقامة ولديه عمل ويستطيع أن «يستغني» عن سوريا أو «يمضي عطلته الصيفية» في بلد آخر، من المستبعد أن يذهب ويضحي بنفسه من أجل تحرير بلده اﻷصلي واﻷغلب أنه سيبقى بين أولاده في بلد الاغتراب، إلا «من رحم ربك»، أما من يتوقع أن يأتي الغريب ويضحي بنفسه من أجل أن يبني له مستقبلًا فهذه طفولة سياسية وانعدام في النضج.
من لا مستقبل له خارج سوريا هو من سيخسر الكثير في حال بقي النظام وهذه من ثوابت اﻷمور.
لا أحد يريد الموت، لكن اﻷسد أعلنها حرب إبادة ووضعنا أمام خيارين لاثالث لهما، إما الفرار وإما المواجهة. من قدر على الفرار فعليه أن يدرك أن فرصته في العودة حرًا لسوريا رهن باستعداده للتضحية في سبيلها أو أن يعود خانعًا تحت نير الذل والعبودية للأسد وإيران.
أما من اختار المواجهة فلا مفر له، إما أن ينتصر أو أن يستشهد، هكذا هي الحرب ولاعزاء للخاسرين.