قرآن من أجل الثّورة – بين العنف والسلمية

  • 2013/07/29
  • 4:22 م

عنب بلدي – العدد 75 – الأحد 28-7-2013

أسامة شماشان  – الحراك السّلمي السّوري
{فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} (سورة الشمس، 8) عندما ينتصر العقل يبني الإنسان ناطحات السحاب، وعندما تنتصر الغريزة تندلع الحروب ويحل الدمار بكل شيء.
في طريقة الأنبياء ينتصر العقل وتكون النتائج فيه بعيدة، أما في النشاط العنفي تنتصر الغريزة وتكون النتائج فيه قريبة إما سلبًا أو إيجابًا. في طريقة الأنبياء اللاعنفية يبدأ العمل من القاعدة ويتطور تطورًا صاعدًا،  أما في الحراك العنفي فالعمل يبدأ من الرأس ويتطور تطورًا هابطًا.
مجالس الأنبياء دائمًا مفتوحة وتقبل التوسعة وهي دائرية البنية، أما مجالس الحراك العنفي فمغلقة وهي هرمية البنية!! في الحراك المدني موضوع سعادته داخلي ينبع من النفس ويدوم طويلاً، أما في الحراك العنيف فموضوع سعادته خارج عنه وهو على شكل لذة ويزول سريعًا.
في طريقة الأنبياء الإشكالية مفتوحة الاحتمالات والحلول، أما في طريق العنف فالإشكالية ليس لها إلا حل واحد (إما – أو).
في المنهج السلمي التفكير ضمن متوالية جبرية عادية ( 1+1) أما في النهج المسلح التفكير ضمن متوالية هندسية أسية العدد مضروب بنفسه، وتكون النتائج فيه مضاعفة لايمكن اللحاق بها.
في طريقة الأنبياء الطريق السلمية يدرس الإنسان من الداخل {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} (سورة البقرة، 44). أما في الحراك المسلح فيدرس الإنسان من الخارج {نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ} (سورة النمل، 33).
من أهم مفاهيم المنهج السلمي هي الحرية والذاتية، ومن أهم مفاهيم الحراك المسلح الجماعة والسلطة. طريق الأنبياء السلمية شجرة نخيل تنبت في أي مناخ و تحتاج لوقت طويل حتى تثمر ولكنها تعمر مئات السنين، أما العمل المسلح فهو شجرة ضعيفة تثمر سريعًا وتموت سريعًا. في طريقة الأنبياء فالسائق مستيقظ ويقود العربة والجوادين بحكمة بالغة، أما في النشاط المسلح لا يوجد سائق والجوادان هما اللذان يقودان العربة. {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا *  وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} (سورة الشمس، 9-10)

مقالات متعلقة

قراء

المزيد من قراء