ما هي الأهمية الاستراتيجية لمعمل الإسمنت جنوب حلب؟
انسحبت فصائل “جيش الفتح” من مواقعها في معمل الإسمنت، في المحور الجنوبي لمدينة حلب، لتعود قوات الأسد والميليشيات الأجنبية للسيطرة عليه مجددًا، عقب مواجهات استمرت نحو عشر ساعات.
وكانت فصائل المعارضة أطلقت المرحلة الرابعة من الهجوم على مواقع قوات الأسد في مدينة حلب، من محوري جمعية الزهراء شمال غرب المدينة، ومعمل الإسمنت جنوبها، إلا أن الهجومين لم يحدثا أي تغيير في خارطة السيطرة.
وتولي فصائل المعارضة أهمية بالغة لمعمل الإسمنت، إذ يعدّ حاليًا أهم مركز عسكري لقوات الأسد والميليشيات الأجنبية جنوب حلب، فيحتوي على منصات إطلاق صواريخ ومدفعية ثقيلة، كما أنه يعدّ المركز الرئيسي لـ”حزب الله” اللبناني في المحافظة.
ونجحت فصائل “الفتح” في شق طريق من منطقة الراموسة باتجاه الأحياء الشرقية في مدينة حلب، كسرًا للحصار الذي فرضته قوات الأسد مطلع تموز الفائت، إلا أن هذا الطريق لن يكون آمنًا إلا إذا نجحت الفصائل في السيطرة على معمل الإسمنت.
ويبلغ عرض الطريق المفتوح أخيرًا نحو 1.5 كيلو متر، ابتداء من دوار الراموسة وحتى تخوم معمل الإسمنت، وهي مسافة تجعل منه هدفًا سهلًا للطيران الحربي والمروحي من جهة، ومنصات إطلاق الصواريخ والمدفعية في معمل الإسمنت من جهة أخرى.
بينما سيكون وضع الطريق أكثر أمنًا وبعيد عن رمايات المدفعية فيما لو استحوذ “جيش الفتح” على المعمل، إذ سيصبح عرض الثغرة حوالي ثلاثة كيلو مترات، ودون تهديد نيران قوات الأسد والميليشيات فيه.
السيطرة على معمل الإسمنت ومحطة المياه جنوبه، ستعطي أريحية لفصائل المعارضة بالتوجه نحو الأحياء الغربية، ابتداءً من حي الحمدانية، لكن ذلك يصطدم بالتصعيد المستمر للطيران الروسي، والذي كان سببًا مباشرًا في إفشال خطط المرحلة الرابعة من الهجوم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :