يشتاق الطفل يمان عز الدين لصوت أنين الطفلة غنى رغم ألمه، فربما كان يواسيه إلى حد ما، فهي التي كانت صديقة وجعه المستمر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، إلا أنها تركته وحيدًا ورحلت من بلدته مضايا إلى دمشق.
فرق الهلال الأحمر أخلت أمس الأحد 14 آب، الطفلة غنى قويدر، والتي عانت ألمًا شديدًا على مدار 13 يومًا، حتى استجابت المنظمة للضغط الإعلامي وأنهت عذابات الطفلة، التي استهدفتها وأختها قناصات “حزب الله” اللبناني في بلدة مضايا المحاصرة بريف دمشق، مطلع آب الجاري.
ويؤكد ناشطون أن وضع الطفل يمان، المصاب بالتهاب السحايا منذ ثلاثة أسابيع، مستمر في التدهور، بينما تكرر صفحة “مضايا” نداءات استغاثة لإخلاء الطفل في ظل عجز الهيئة الطبية عن توفير العلاج، أو التخفيف عنه بمنحه خافضًا للحرارة، في ظل شح في المواد الطبية تعاني منه البلدة منذ أشهر.
خروج غنى إلى دمشق لتلقي العلاج هناك، كان خبرًا مفرحًا لكثيرين على مواقع التواصل، إلا أنه حمل اتهامات من آخرين بخصوص التمييز في إخلاء الحالات والتي يعاني منها أطفال البلدة على اختلاف مستويات حدة امراضهم.
سيل من التعليقات على ترك الطفل يمان (11 عامًا) “محجوزًا” دون علاج في مضايا، حملته صفحات عدة في “فيس بوك”، وكتب أحدهم “ليش ما كانت الحملة أنقذوا غنى ويمان كانو طلعو سوا، ولا الشغلة بالدور أو السحايا مرض مو مهم للحملات”، بينما اعتبر آخر “لو مورس الضغط بالحملة لإخلاء الطفلين كانت اختلفت المعادلة”.
خروج غنى كان فرصة للإعلام السوري والموالي للأسد، وتتالت اللقاءات مع الطفلة وذويها، بينما روّجت وسائل الإعلام إلى أنها لم تستهدف من قبل قناص “حزب الله” وإنما بـ”رصاص خلافات ثأر بين الجماعات المسلحة في مضايا”.
“ربما يتطلب إخلاء يامن خروج طفلًا مصابًا مقابله من قرية الفوعة الموالية للنظام”، كما يقول البعض، بينما غدت عملية إخلاء الطفل المتعثرة حتى اليوم صعوبةً جديدة تضاف إلى صعوبات الإخلاء الطبي التي تشهدها المناطق المحاصرة في سوريا، والتي توفي إثرها أكثر من 80 حالة بلدة مضايا، بسبب تأخر أو غياب الاستجابة بشكل كامل، وفق منظمات حقوقية.