عنب بلدي – العدد 74 – الأحد 21-7-2013
صندوق خليجي لدعم المعارضة بـ 400 مليون دولار
قام رئيس الائتلاف الوطني السوري بزيارة إلى المملكة العربية السعودية، التقى فيها ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز وشخصيات رسمية أخرى، في محاولة أولى لزيادة الدعم الخليجي، والحصول على السلاح النوعي الذي يمثل «الأولوية المطلقة» للائتلاف، ووضع استراتيجيات للحد من التطرف.
وقال أحمد الجربا المنتخب خلفًا لأحمد معاذ الخطيب بأنه لا يؤمن «بأجندة جنيف 2» المؤتمر الدولي للسلام في سوريا، واصفًا أجندة المؤتمر بأنها «ليست بكتاب منزل من السماء»، كما اعتبر محاولات الحل السياسي مع نظام الأسد «انتهت بنهاية العام الأول من عمر الثورة»، ويجب التركيز حول القضية الأساسية العالقة وهي «تأمين متطلبات الصمود من سلاح وغذاء وماء ودواء»، مؤكدًا على أهمية وجود سلاح نوعي بأيدي الثوار، وهو ما يمثل «الأولوية المطلقة» بالنسبة للمعارضة.
وصرح رئيس الائتلاف لصحيفة الحياة بعد لقائه الأمير سلمان في جدة بأن الائتلاف تلقى وعودًا بدعم الائتلاف لإغاثة المتضررين في المناطق المحررة والمخيمات وقال أن «هناك نية لإنشاء صندوق خليجي لدعم الائتلاف، والمبلغ المقترح لذلك هو 400 مليون دولار، وهذا سيسرع أمور الائتلاف في موضوع الإغاثة في المناطق المحررة … وكذلك مخيمات اللاجئين»، مؤكدًا أن دعم موازنة الائتلاف سيأتي من المملكة وقطر والإمارات، كما حمل الكويت قدرًا من مسؤولية «دعم وإغاثة الشعب السوري، خصوصًا أنه يعاني أكبر كارثة إنسانية في الوقت المعاصر».
موقف المملكة «ثابت لا غبار عليه تجاه الأزمة السورية» بحسب تصريحات الجربا الذي استلم ملف تسليح الثوار قبل أن ينتخب رئيسًا للائتلاف، لكن ذلك غير كافٍ لدعم المقاتلين، إذ نوّه إلى زيارة قريبة للائتلاف إلى فرنسا لـ «طلب الدعم العسكري الحقيقي، حتى تقف الثورة على قدميها لمواجهة نظام بشار الأسد»، معتبرًا أن الائتلاف أصبح الآن «في الاتجاه الصحيح، بعد مشاركة أطياف المعارضة فيه» وأضاف « أعتقد أن الأمور يجب أن تكون حول الدعم العربي والإقليمي، للاتجاه الصحيح حول خدمة الثورة السورية، وستكون الأمور من أحسن إلى أحسن».
وأجاب الجربا في سؤال للحياة حول ما إذا كان الائتلاف طرح مطالبه بتسلم السفارة السورية في المملكة، قال: «لم نتحدث عن هذا حاليًا، ولكن هناك لجنة نشارك بها، ستجتمع قبل نهاية شهر رمضان الجاري، وستبحث ذلك، ونأمل بأن نتسلم السفارات في البلدان الخليجية الأخرى، باستثناء قطر التي اتخذت خطوة بتسليم السفارة، ولا سيما أننا بحاجة إلى جوازات تصدرها المعارضة السورية في الوقت الذي نعاني فيه من صعوبات بالجوازات الحالية».
وفي سياق متصل شدد الجربا بأنه لن يسمح لأي جماعة أن «تغير تاريخنا، أو تقضي على ثقافتنا، التي بنيت بعرق الأجداد والآباء»، في إشارة إلى بعض الجماعات المتطرفة التي «أوجدها فجور نظام بشار الأسد»، معتبرًا التطرف بالنسبة له «خط أحمر»، وسيواجه بـ «خطة استراتيجية» تعالج هذه المواقف.
وتأتي تصريحات الجربا عن التطرف موافقة لتصريحات اللواء سليم إدريس رئيس هيئة أركان الجيش الحر الذي اتهم «دولة العراق والشام الإسلامية» بالعمالة لنظام الأسد بقوله «أن يفرض على الشعب السوري ما يسمى دولة العراق والشام، فهذا شيء نرفضه رفضًا قاطعًا، ونحن ضد هذه التصرفات الإجرامية.. وأنا أتهمهم بالعمالة للنظام المجرم وهم يعملون بتنسيق مع نظام بشار الأسد».
وتأتي الزيارة الأولى لرئيس الائتلاف الجديد في محاولة لاستدراك موقف الائتلاف الذي يتلقى انتقادات كبيرة، بالتقصير في إمداد المقاتلين بالعتاد، وإدارة المناطق المحررة.