عنب بلدي – العدد 74 – الأحد 21-7-2013
أعلنت باريس أنها لن تسلم مسلحي المعارضة السورية بـ «أسلحة فتاكة»، كما صرفت الحكومة البريطانية النظر نهائيًا عن تسليح المعارضة، مقتصرة على تقديم معدات حماية من الأسلحة الكيماوية، فيما اتهم اللواء سليم إدريس رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بـ «خيانة المعارضة السورية».
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن فرنسا «لم تغير موقفها» بشأن عدم تسليم المعارضة السورية أسلحة فتاكة يوم الاثنين 15 تموز الجاري، وقال «في الوقت الراهن لم تعدل فرنسا موقفها … لم نسلم أسلحة فتاكة، هذا هو موقفنا»، معتبرًا «القرار الذي اتخذ -برفع الحظر- بمثابة إذن بتسليم أسلحة، ويعود لكل بلد الآن أن يستخدم هذا الإذن أم لا».
من جهة أخرى أعلنت مصادر مسؤولة في لندن أن الحكومة البريطانية، «صرفت النظر نهائيًا» عن تسليح المعارضة السورية، بسبب معارضة التسليح من الرأي العام البريطاني للتدخل في سوريا بأي طريقة بحسب المصادر، وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تخلى عن تسليح المعارضة السورية في وقت سابق هذا الأسبوع، بعد أن حذّره قادة الجيش من أن الخطوة يمكن أن تورّط قواتهم في حرب شاملة.
واكتفت الحكومة البريطانية بنيتها تقديم معدات حماية من الأسلحة الكيماوية إلى المعارضة الشهر القادم، بعد أن ثبت استخدام قوات الأسد لغاز السارين، وهذا ما تضمنه بيان لوزير الخارجية وليام هيغ إلى البرلمان البريطاني جاء فيه «إن بريطانيا سوف تقدم 5000 قناع غاز وكبسولات، للوقاية من غازات الأعصاب ووسائل رصد الأسلحة الكيماوية، إلى الائتلاف الوطني السوري في الثالث من آب أو بعد ذلك».
وأضاف البيان بأن «هناك أدلة على هجمات باستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، بما في ذلك السارين، ونعتقد أن نظام الأسد يسمح ويأمر باستخدام الأسلحة الكيماوية».
من جانبه اتهم رئيس هيئة أركان الجيش الحر اللواء سليم إدريس، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بـ «خيانة» المعارضة بعد تخليه عن خطط تسليحها، وأشار اللواء في مقابلة مع صحيفة ديلي تلغراف البريطانية إلى أن القرار الذي اتخذه كاميرون سيترك الجيش الحر «عرضة للقتل من قبل قوات النظام السوري»، ويمهد الطريق أمام التنظيمات المتطرفة التابعة للقاعدة للسيطرة على صفوف المعارضة المسلحة، وقال ساخرًا «الوعود الغربية أصبحت طرفة الآن، ولم تتح لي الفرصة لسؤال كاميرون شخصيًا ما إذا كان سيتركنا لوحدنا لكي نُقتل، وأنا أشكره جزيلًا بالنيابة عن جميع السوريين».
وحذر إدريس من أن تلكؤ الغرب ورفضه تسليح «العناصر الأكثر اعتدالًا في التمرد، سيسلم سوريا الثورة إلى الجماعات المتطرفة، التي تملك أصلًا مداخل أفضل للأسلحة، ولن يكون هناك جيش سوري حر لتسليحه لأن الجماعات الإسلامية ستسيطر على كل شيء، وهذا لن يكون في مصلحة بريطانيا».
وكان الاتحاد الأوروبي رفع الحظر المفروض على إمداد المعارضة السورية بالسلاح في أيار المنصرم بتشجيع من فرنسا وبريطانيا، لكن الجيش الحر لم يتسلم أي أسلحة مصدرها أوروبا أو أمريكا بحسب هيئة الأركان.