حماة – محمد صافي
مطار حماة العسكري ثالث أكبر المطارات العسكرية في سوريا ومن أهم مطارات النظام في المنطقة الوسطى، يعتمد عليه النظام كنقطة إمداد لقواته في الشمال السوري، بعد تحرير أو محاصرة جميع المطارات العسكرية له في الشمال، كما يستخدم أيضًا كمعتقل لأهالي محافظة حماة تحت إشراف المخابرات الجوية.
ومطار حماة هو أكبر نقطة تجمع لقوات النظام في المنطقة الوسطى والشمال السوري، ويستخدم لإمداد القطع العسكرية المتبقية للنظام في المنطقة بالمؤن والعتاد كما يستخدم لقصف المناطق المحررة أيضًا، وكان له دوره الكبير في السيطرة على مناطق بريف حماة الشرقي بعد تحريرها وصد الهجوم على معسكرات وادي الضيف والمشاركة بالهجوم على ريف حمص أيضًا.
وفي معلومات حصلت عليها « كتلة أحرار حماة « من أحد الضباط المنشقين أن المطار يحوي على أكثر من 17 مروحية كاملة الجاهزية و 5 مروحيات بحاجة للصيانة، بالإضافة إلى 8 طائرات مقاتلة من طراز ميغ.
مطار حماة العسكري ليس للعمليات العسكرية فقط، بل يستخدم كمعتقل كبير لأهالي المحافظة حيث دخله الآلاف من أهالي حماة وتعرضوا فيه لأبشع طرق التعذيب وأشدها تنكيلًا،
وفي تقرير سابق للمرصد السوري لحقوق الإنسان تحدث عن المطار الذي تحول إلى سجن ومعتقل لصالح المخابرات الجوية، أحد أقسى الفروع الأمنية وأكثرها بطشًا. وذكر الناشطون بأن المعتقلين داخله يتعرضون للتعذيب بطرق سادية منها على سبيل المثال ثقب الأيدي والأرجل بالمثقب الكهربائي.
وفي لقاء مع «أيمن» وهو طالب جامعي وناشط إعلامي اعتقلته المخابرات الجوية من منزله وتم سوقه للمطار، يقول: «اعتقلت في بداية الشهر العاشر من عام 2012 كان يوم جمعة قبل صلاة الجمعة بساعة من قبل فرع المخابرات الجوية في حماة اقتادوني إلى داخل المطار العسكري وبالتحديد إلى داخل مستوصف المطار للتحقيق معي بتهمة امتلاك جهاز بث فضائي والتواصل مع القنوات، جرى التحقيق على مدار 3 أيام متتالية ذقت خلالها أشد أنواع التعذيب من شبح وحرق بالماء المغلي وجلد وضرب قاسي غبت عن الوعي عدة مرات أثناء التعذيب، زاد التعذيب في اليوم الثالث لدرجة وصلت فيها إلى الهذيان وقررت عندها أن أجيبهم على كل أسئلتهم دون تردد مهما كانت عاقبة أجوبتي، لكن والحمد لله كانوا أغبى من أن يستفيدوا من حالتي المتردية التي وصلت إليها.
في نهاية اليوم الثالث تم نقلنا إلى هنكار الطائرة الذي تم إغلاقه كليًا وفتح باب صغير في طرفه ليصبح معتقلًا كبيرًا، كنا وقتها حوالي 350 معتقلًا في هذا الهنكار الذي تختلف أساليب التعذيب الجماعي فيه، كان هناك ازدحام شديد وحرارة مرتفعة وقذارة لا توصف ورائحة كريهة لا تحتمل لدرجة تجعل الشبيحة يدخلون عدة أمتار فقط وعلى أنوفهم كمامات، كان نصيبنا من الماء 3 تنكات فقط يتم ملؤها مرتين في اليوم ولكل معتقل تقريبا نصف كأس من الماء كان الطعام مرتين في اليوم مرة عند الظهيرة ويكون نصيب كل معتقل ربع رغيف من الخبز وزيتونة،
ومرة عند المغرب وكان يتم إطعامنا أرز أو برغل وفي أغلب الحالات كان الطعام مالحًا لتعطيشنا أكثر، وأكثر من مرة لم أستطع أكله رغم قلته (لا يتجاوز 3 ملاعق) ورغم الجوع. لا يمر يوم إلا ويستشهد واحد منا بسبب الضغط النفسي والجسدي الذي لا يوصف بالإضافة إلى الأمراض والجراح المنتنة لدى عدد كبير من المعتقلين، كنا يوميًا نحمل شهيدًا ونضعه بالقرب من الباب ليتم إخراجه وأخذه من قبل الشبيحة، إحدى المرات كان أحد المعتقلين في أنفاسه الأخيرة فأسرعنا وحملناه إلى الباب وصرخنا لطلب الماء لإشرابه ولرش الماء عليه لكن للأسف كان الرفض هو الجواب، طلبوا منا تركه ليموت، وهذا غيض من فيض مما حصل معي داخل مطار حماة العسكري.»
مطار حماة العسكري أصبح عبئًا ثقيلاً على أهالي حماة وينتظرون بفارغ الصبر معركة تحريره، حالهم حال الأهالي في ريفي حماة وإدلب الذين يتعرضون للقصف اليومي من المطار نفسه.