إدلب – مالك العبد المجيد
قام “الجيش الحر” في إدلب الأسبوع الفائت بعمليات عسكرية واسعة تمحورت حول مدينة أريحا، بالإضافة إلى الطريق الواصل بين إدلب واللاذقية، مستهدفًا طرق إمدادات النظام، ولعزل قوات النظام الموجودة في إدلب عن مدينة اللاذقية والتي تعد آخر محاور دعم النظام، وذلك بالتزامن مع تكثيف الهجمات على تجمعات قوات الأسد المتواجدة حول هذا الطريق. وبدوره قام النظام بعمليات عسكرية ضد المدنيين راح ضحيتها 32 شهيد في خمسة مجازر في مناطق مختلفة من قرى وبلدات جبل الزاوية.
وقد أطلق مقاتلو الجيش الحر على عملياتهم اسم «معركة قطع الوريد عن القرميد» وهي استكمال لحملات «غزوة القصاص لأهلنا في بانياس» و«معركة الثأر لحرائر قميناس» و«الفتح المبين» التي أعلن عنها الجيش الحر في بداية الشهر الفائت، في إشارة منه إلى الحملة العسكرية التي تستهدف معمل القرميد والذي تحول إلى ثكنة عسكرية، وذلك بغية عزله عن خطوط الإمدادات وإضعاف هذه النقطة العسكرية تمهيدًا للسيطرة عليها.
من جانب آخر فإن عمليات عسكرية أخرى تركزت على بلدة «بسنقول» وما حولها، وكذلك معسكر الجازر وحاجز القياسات باعتبارها المفاتيح باتجاه مدينة اللاذقية، كما عمل الجيش الحر على قطع الاتصال بين النقاط العسكرية المتواجدة في إدلب، وكنتيجة لهذه الخطة قام الجيش الحر بتحرير قرية «معربليت» بريف إدلب وضرب معسكر «المسطومة» الهامة بالنسبة لقوات النظام لما تؤمنه من طرق اتصال بين معسكر «المسطومة» ومعمل القرميد.
مقاتلوا الجيش الحر استخدموا أسلحة ثقيلة في معاركهم، ومن أبرزها مدفع «جهنم» محلي الصنع وكذلك صواريخ الغراد التي أمطر بها مواقع للجيش فأسفرت عن تدمير 4 دبابات، إضافة لمقتل وإصابة عدد من جنود النظام وذلك حسبما تناقلته قوات النظام فيما بينها عبر الهواتف اللاسلكية التي تم رصدها من قبل الجيش الحر.
أولى المجازر كانت في بلدة ابلين حيث تعرضت البلدة لقصف مدفعي كرد فعل من قوات النظام على ضرب معمل القرميد راح ضحيته أربعة أشخاص من بينهم شخصين نازحين بالبلدة من بلدة البارة، لتليها مجزرة أخرى في بلدة وبسامس بأربعة شهداء أيضًا وهم من عائلة واحدة جراء إلقاء حوامة لبرميل متفجر على البلدة. ومدينة كفرنبل كان لها نصيب أيضًا حيث ألقت طائرة ميغ بصاروخ محمول بمظلة ليدمر ويقتل أربعة أشخاص من بينهم نازح من مدينة معرة النعمان.
ولم تسلم بلدة البارة من القصف حيث سقط فيها ستة شهداء نتيجة لإلقاء الطيران لبراميل متفجرة وسط البلدة، والشهداء هم نازحون من قرى مختلفة ومن بينهم جثة لامرأة وأخرى مجهولة الهوية. وكانت قرية المغارة هي الأسوأ حظًا حيث راح فيها 14 شهيدًا نتيجة لاستهدافها بصاروخ أرض-أرض من بينهم 5 نساء و طفل.
ولم تتوقف التعزيزات العسكرية التي يرسلها النظام لفك الحصار عن القطع العسكرية ولإعادة السيطرة على طريق إدلب- اللاذقية، والتي كانت في كل مرة تتكبد خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، حسبما رصدته كاميرات الكتائب المقاتلة.